في ظل ارتفاع غير مسبوق في أسعار لحوم المواشي قبيل عيد الأضحى المبارك، حذّر اتحاد أرباب الصناعة من تداعيات اقتصادية واجتماعية واسعة، داعيًا الحكومة إلى تحرك فوري لتخفيف العبء عن المواطنين وأرباب المصالح. وأشار البيان الى أن أسعار لحم الخروف تتراوح بين 180 إلى 200 شيكل للكيلوغرام الواحد، ما يجعل تكلفة الأضحية خارج متناول فئات واسعة من المجتمع. وقد أثارت هذه الزيادات سخطًا عامًا وشكاوى متصاعدة على وسائل التواصل الاجتماعي، وسط مؤشرات على انخفاض الطلب مقارنة بالأعوام السابقة. وقال يوسف عطا الله، عضو الاتحاد وصاحب أحد المسالخ، إن الأزمة ناجمة عن نقص حاد في المعروض المحلي والمستورد، ارتفاع تكاليف الشحن، تقلص عدد المربين، وارتفاع أسعار الأعلاف المرتبطة بالحرب في أوكرانيا وروسيا. كما أشار إلى أن التوترات في البحر الأحمر أجبرت السفن المحمّلة بالمواشي من أستراليا على اتخاذ مسارات بحرية بديلة، ما ضاعف مدة الشحن وتكلفته. وأوضح عطا الله أن الضرر لا يقتصر على المستهلك فقط، بل يمتد إلى الملاحم والمسالخ التي تواجه ركودًا في المبيعات، وسط نقص في عدد المفتشين البيطريين، ما يؤدي إلى تقليص الذبح بنسب تصل إلى 30–40% في فترات الذروة. من جانبه، أشار أفيف حاصباني، رئيس نقابة الأغذية والمواد الاستهلاكية في الاتحاد، إلى أن ارتفاع التكاليف يرتبط بـعوامل دولية ومحلية، منها الحرب الجارية منذ أكثر من 600 يوم، وتراجع التصنيف الائتماني لإسرائيل، وارتفاع تكاليف التأمين والشحن والاقتراض. كما لفت د. محمد زحالقة، رئيس لجنة الصناعات العربية في الاتحاد، إلى أن الأزمة الحالية تعكس فشلًا مستمرًا في السياسات الزراعية والدعم الحكومي، مؤكدًا أن الاتحاد لطالما طالب بـ: • خفض الضرائب على المواد الخام المستوردة. • دعم تكاليف الاستيراد والشحن. • تخفيض رسوم المياه والكهرباء عن المصانع. • تقديم إعفاءات ضريبية مؤقتة لقطاعات حيوية. واختتم البيان بدعوة الحكومة إلى التعامل مع الأزمة لما لها من تأثير مباشر على الأمن الغذائي والاستقرار الاجتماعي، خاصة في فترات الأعياد والمناسبات الدينية.