تحل اليوم الثلاثاء، التاسع من كانون الأول، الذكرى الخمسون لانتصار جبهة الناصرة الديمقراطية في الانتخابات لبلدية الناصرة، في العام 1975، بقيادة الرفيق القائد والشاعر الوطني توفيق زياد، وهو الانتصار الذي جعل المؤسسة الإسرائيلية الحاكمة تقف على رجليها الخلفيتين، تحريضا على الحزب الشيوعي والجبهة، وعلى مدينة الناصرة، ومنها ضد جماهيرنا العربية في وطنها، لمعرفتها بأن هذا ليس مجرد فوز انتخابي عادي، وإنما كان أحد أهم التحولات السياسية في مسيرة جماهيرنا العربية النضالية، التي انطلقت دون توقف منذ النكبة، وكانت في تطور دائم. إن انتصار جبهة الناصرة الديمقراطية في حينه، ساهم في معركة يوم الأرض الخالد، الذي اندلعت أحداثه بعد أكثر من ثلاثة أشهر، في الثلاثين من آذار 1976، وساهم في إقامة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة القطرية، ومنها إقامة المؤسسات الوطنية التمثيلية الوطنية لجماهيرنا، وشجع على انتصارات لاحقة في انتخابات السلطات المحلية التي جرت في العام 1978، بقيادة الجبهة والحزب الشيوعي، وحلفائهم من القوى الوطنية. لقد تعرّضت بلدية الناصرة، برئيسها القائد الراحل توفيق زياد وجبهة الناصرة، لسياسة حصار مالي مؤسساتي خانق، فرضته حكومة حزب "العمل" بزعامة يتسحاق رابين (الحكومة الأولى)، واستمر هذا الحصار مع حكومتي الليكود اللاحقتين، وبدأ يتحلحل تدريجيا في العام 1984، لأن الناصرة، القلعة الوطنية الشامخة، كانت عصية على الانكسار، إلا أن سياسات التمييز العنصري استمرت. لقد واجهت بلدية الناصرة الحصار المالي والمؤسساتي، مدعومة من الالتفاف الجماهيري حولها، بمخيمات العمل التطوعي، التي انطلقت في صيف العام 1976، وبشكل متواصل حتى العام 1991، وأصبحت حدثا عالميا سنويا، لقوى التقدم العالمية، ومع أبناء شطر البرتقالة في الضفة وقطاع غزة، يبنون في الناصرة، كل ما يمكن، من بنى تحتية وغيرها، بهدف دفع الناصرة نحو عجلة التقدم، رغم الحصار وسياسات التمييز العنصري. إن تجربة انتصار جبهة الناصرة في العام 1975، لا يمكن تجاهلها عند كتابة تاريخ جماهيرنا العربية عامة، وقد حملت الكثير من الدروس الوطنية، دروس العمل الميدانية التي ما تزال مفيدة في أيامنا الحالية. كانت الناصرة، وما زالت، مستهدفة من المؤسسة الحاكمة، وانتكاستها في السنوات الأخيرة، كمدينة، قابلة للجسر والجبر، والانطلاق من جديد، من أجل المدينة وأهلها وشعبنا ككل. تؤكد جبهة الناصرة انها تتعلم من التجارب وتدرس التحديات وتستند في بلورة برامجها المستقبلية على اشراك الناس بشكل واسع، على هذا تأسست الجبهة وعليه ترتكز، وستواصل انتشارها بكل احياء المدينة من خلال كوادرها الواسعة للتواصل مع الناس وتقديم الخدمات وتعزيز المبادرات الأجتماعية والنشاطات السياسية لتحصين البلد أمام التحديات الكبيرة التي تواجها المدينة. تؤكد جبهة الناصرة بأن ابوابها مفتوحة دائمًا لانتسابات جديدة ومقترحات جديدة، تساهم وتثري مسيرتها، فالجبهة مشروع تأسس من الناس لخدمة الناس.