أصدرت الجبهة الطلابية في جامعة بئر السبع بيانًا حذّرت فيه من سياسة القمع الممنهجة التي تنتهجها إدارة الجامعة، تقوم على منع الحركات الطلابية من تنظيم نشاطات وفعاليات داخل الحرم الجامعي، معتبرةً ذلك مساسًا مباشرًا بحرية التنظيم والعمل الطلابي. وجاء في البيان أنّ إدارة الجامعة رفضت، خلال السنة الأخيرة وحتى اليوم، نحو ستة طلبات تقدّمت بها الجبهة الطلابية لإقامة فعاليات ونشاطات طلابية، مشيرًا إلى أنّ هذه السياسة لم تقتصر على الجبهة وحدها، بل طالت حركات طلابية أخرى. وأكدت الجبهة أنّ هذا المنع لا يمكن اعتباره إجراءً إداريًا تقنيًا، بل "خيارًا سياسيًا مقصودًا يهدف إلى تجفيف العمل الطلابي العربي والتقدّمي داخل الجامعة وخارجها". وأضاف البيان أنّ القيود التعسفية المفروضة على النشاطات السياسية والثقافية المستقلة تشكّل انتهاكًا لحق الطلاب في التنظيم والنضال، وتندرج ضمن سياق أوسع من الملاحقات والترهيب والتخويف الممنهج الذي تشهده الجامعة، خلال السنتين الأخيرتين، بهدف عزل الطالب العربي سياسيًا. وترى الجبهة الطلابية أنّ منع النشاطات الطلابية يسعى إلى إنتاج "طالب منزوع الموقف، لا يطالب بحقوقه ولا يناضل من أجلها، وتحويل الجامعة إلى فضاء يُقصى فيه كل عمل طلابي تقدّمي ونقدي". وأكدت أنّ "استهداف الحركات الطلابية هو استهداف مباشر للطلاب العرب والتقدّميين، محذّرةً من أنّ منع العمل السياسي غالبًا ما يكون مدخلًا لسياسات أوسع قد تمسّ لاحقًا بالحياة الأكاديمية والمسار الدراسي، وحتى بالأمن الشخصي للطلاب". وشدّد البيان على أنّ فرض الوصاية على النشاط السياسي يتناقض مع القيم الأكاديمية ومبادئ الديمقراطية والتعدّدية التي يُفترض أن تقوم عليها المؤسسات الأكاديمية، ويتعارض مع دور الجامعة كمؤسسة يفترض أن تحمي حرية التعبير والتفكير النقدي. وختمت الجبهة الطلابية بيانها بالتأكيد على أنّ حرية العمل الطلابي "ليست امتيازًا تمنحه إدارة الجامعة، بل حقّ أساسي لا يقبل المساومة"، وأن "وجود الطالب العربي في الجامعة هو حق طبيعي وليس منّة من أحد". كما أعلنت عزمها العمل بكل السبل القانونية المتاحة لمواجهة سياسات إدارة الجامعة، ومواصلة نضالها السياسي والطلابي والقانوني ضد هذه الإجراءات.