news-details

الشرطة تعترف بأنها توقّعت انتقال الإجرام المنظم للمدن والقرى العربية

على لسان ممثلها في المؤتمر السنوي لمدققي الحسابات: 

الشرطة تعترف بأنها توقّعت انتقال الإجرام المنظم للمدن والقرى العربية

توما - سليمان: الشرطة لم تقم بأية خطوة وفضّلت التجاهل المنهجي

"تبادل طلاق النيران بين العصابات في نتانيا والخضيرة سمّوه "اغتيالات متبادلة"، ولكن عندما انتقل الأمر للمجتمع العربي تغير التعريف ليصبح انتقامًا أو ثأرًا.. تتعدد التعريفات والسياسة واحدة"

حيفا – مكتب الاتحاد - شاركت النائبة عايدة توما – سليمان (الجبهة، القائمة المشتركة)، يوم الخميس الفائت، في المؤتمر السنوي لمدققي الحسابات والذي عقد في فندق "جولدن كراون" في مدينة الناصرة. وحضر المؤتمر عدد كبير من مدققي الحسابات في البلاد ورئيسة نقابة مدققي الحسابات، أيريس شطارك حيث ناقش المؤتمر مواضيع منها المهنية المتعلقة بعمل المدققين وأخرى عامة .وشاركت النائبة توما – سليمان في ندوة أدارها الإعلامي جاكي خوري وشارك فيها أيمن سيف، المدير السابق لسلطة التطوير الاقتصادي للمجتمع العربي، وجمال حكروش من الشرطة تحت عنوان " الجريمة والعنف في المجتمع العربي وتأثيرها على الأقتصاد.

وفي ربط الجريمة مع الأوضاع الاقتصادية قالت توما – سليمان: "الفراغ الذي تتركه البنوك الرسمية من خلال عدم منالية خدماتها للمواطنين العرب وعدم منح المواطنين العرب القروض البنكية، يدفع منظمات الإجرام لملأه عن طريق انشاء سوق سوداء غير رسمية للقروض وتكون بديلًا يلجأ له المواطن العربي كخيار أخير، هذا الخيار يؤدي الى تراكم للديون على المواطن وأزمات اقتصادية مستمرة تتحكم من خلالها منظمات الأجرام من التحكم بحياة المواطنين والجباية منهم بطرق غير قانونية وعنيفة".

وفي ردها على ما قاله حكروش حول ان الشرطة كانت تتوقع أن ضرب العصابات في الناحية اليهودية سوف يؤدي عمليا الى انسحاب هذه العصابات وتمركزها في القرى والمدن العربية، قالت توما – سليمان: "باعتراف من الشرطة وممثلها في هذا المؤتمر،  كانت الشرطة اذًا على ادراك تام بأن القضاء على الجريمة في المجتمع اليهودي سيدفعها للانتقال للمجتمع العربي. والشرطة قامت بالقضاء على منظمات الاجرام في الناحية اليهودية قبل عقد أو أكثر من عشر سنوات، وقبل أن تتنظم الجريمة في المجتمع العربي، ولكنها لم تقم بأي خطوة تمنع انتقالها وفضلت التجاهل بطريقة ممنهجة بل وراقبت هذه العصابات تتطور وتنمو وتتسع وتمارس الأجرام وتهريب السلاح".

وأضافت توما – سليمان: "غالبًا ما نسمع وزير الأمن الداخلي يربط بين الجريمة في المجتمع العربي والثقافة أو العقلية المجتمعية لابعاد المسؤولية عن كاهله، أذكر عندما كان تبادل لاطلاق النيران بين العصابات في نتانيا والخضيرة أطلقوا على ذلك "اغتيالات متبادلة"، ولكن عندما انتقل الأمر للمجتمع العربي تغير التعريف ليطلق عليه انتقام أو ثأر. وحذرت من الأنجرار خلف هذه المحاولات البائسة لاعادة النقاش حول منظمات الأجرام في المجتمع واعطاءها صبغة ثقافية لتحميل المجتمع وفقط المجتمع المسؤولية عن ذلك واستغلال الأمر سياسيا للتحريض على الجماهير العربية وقياداتها .

وأشارت توما- سليمان الى أن الضائقة السكنية التي تعاني منها الجماهير العربية وأن فقط 3% من الأراضي في حدود دولة اسرائيل ضمن مسطحات القرى العربية ويعيش عليها 16% من المواطنين تخلق حالة غليان مستمرة وأرضية خصبة لأعمال عنف وأجرام يدفع ثمنها المواطنون من خلال نزاعات عللى ما تبقى من الأرض أو انعدام مساحات للحيز العام وللمرافق الاجتماعية والاقتصادية .

وفي نهاية حديثها قالت توما - سليمان:" سياسة الاستهتار الحكومية تجاه المواطنين العرب والتي تعمل بطريقة "خفض الغليان كل فترة من الزمن" لن تأتي بنتيجة هذه المرة. المواطنون العرب فهموا جيدًا بأن اقتلاع الجريمة والعنف هو مسؤولية أجهزة الأمن وسيستمر هذا النضال حتى يتسنى لنا العيش وتربية أطفالنا في بيئة سليمة".

أخبار ذات صلة