news-details

العبيد يخرج إلى الحرية بعد 27 عاما مسجونا بجريمة لم يقترفها

والد الضحية يشكك في أن يكون العبيد هو القاتل *العبيدي رفض الاعتراف وتحمل المسؤولية، حتى مقابل تقصير فترة سجنه *العبيد أعلن أنه سيكافح لإعادة محاكمته لإثبات براءته *خبراء كبار في الشرطة والقضاء شككوا في كل عملية اتهامه وادانته*

 

 

يخرج سليمان العبيد (71 عاما) ابن النقب، صباح اليوم الأربعاء، من سجنه، بعد أن أمضى 27 عاما بتهمة جريمة قتل الشابة حنيت كيكوس (17 عاما يوم مقتلها) في منتصف العام 1993. وقد هزت تلك الجريمة البلاد، إذ أنها هرجت من بيتها لتحتفل بعيد ميلادها، ولم تعد.

 

بعد ثمانية أيام على تلك الجريمة، اعتقلت الشرطة العبيدي، الذي كان يعمل في مجمع نفايات في النقب، بناء على افادة سائق، بأنه سمع من حارس مجمع النفايات ما يوحي أن العبيدي اغتصب وقتل كيكوس، وهو ما نفاه الحارس. إلا أن الشرطة أصرت على الاعتقال، وتم الحصول على اعتراف من العبيدي، الذي أكد طيلة الوقت، أن الاعتراف كان تحت التعذيب والضغط النفسي.

 

وعلى الرغم من أنه لم تكن أدلة عينية، ولم يتم العثور على الجثة، في المزبلة، حسب الادعاء الأول، إلا أن المحكمة فرضت عليه الحكم المؤبد، وتم العثور على الجثة بعد عامين قرب بئر السبع وليس في المزبلة، بحسب الادعاء الأول.

 

وفي الاستئناف الأول للمحكمة العليا، ألغت المحكمة تهمة القتل، وأدانته بالاغتصاب، وأعادت الملف الى المحكمة المركزية، الذي كرتت ادانته بالقتل أيضا، وحكمت عليه بالسجن 33 عاما، خفضها رئيس الدولة لاحقا الى 27 عاما.

 

وطيلة مكوثه في السجن، أكد العبيدي براءته، ورفض تحمل المسؤولية والاعتراف، حتى من أجل الحصول على تخفيض في الحكم من لجنة الإعفاءات في السجن.

وعلى مدى السنين، ظهر العديد من ضباط شرطة سابقين، وخبراء بالقضاء، ليشككوا بإدانة العبيدي، وقالوا إن القاتل ما زال طليقا حرا. وحتى والد الضحية، قال إننا لا نعرف من هو القاتل حقا.

وصرح أمس رافي كيكوس قائلا، "إنه عوقب (العبيد) ولا يمكن فعل شيء. اعتقدنا أنه تلقى حكما بالمؤبد، ولذا ما كان يجب ان يطلق سراحه. فلو هو من ارتكب ذلك الفعل، فعليه أن يموت في السجن. فمن نحن لنقول إذا كان هو القاتل أم لا. نحن حتى الآن لا تعرف كل الحقيقة. فحتى في المحكمة كانت أمور ليست صحيحة. وفقط حينما نعرف الحقيقة سنغلق هذه القضية.

 

وقال أحد أقرباء العبيد، إن العبيدي يخرج من السجن ليبدأ معركة من أجل إعادة محاكمته لإثبات براءته، وأنه مكث في السجن 27 عاما، على جريمة لم يرتكبها.

وعلقت المحامية، والناشطة النسوية ريهام نصرة في صفحتها على شبكة الفيسبوك، كاتبة، "قبل حواليّ 7 أشهر رفضت لجنة الافراج المبكّر طلب سليمان العبيدي بالإفراج عنه، لأنّه رفض تحمّل مسؤولية ارتكاب الجريمة، ومُصرّ على انه بريء. ثمن رفض العبيدي كان انه سيقضّي وقتل أطول من عمره في السجن.

 

وتابعت نصرة كاتبة، سيخرج العبيدي للحرية، إلا أن المنظومة اللي سجنته دون أن تقوم بواجبها، بتحقيق جدّي، وحصّلت اعترافات تحت التهديد والتعذيب والضغط ما تزال على حالها؛ المنظومة التي لا تطعن بأدلّة ونزاهة الشرطة والمحققين واستخلاصات النيابة ما تزال على حالها؛ المنظومة التي فيها الفقير والمستضعف والمُهمّش يدفع الثمن وحده، ما تزال على حالها".

"وفي هذه منظومة، المتهم مُدان إلّا اذا تجمعّوا عدة ظروف وامتيازات يمكنها أن تثبت براءته. سُليمان العبيدي أصّر ومُصرّ انه لم قتل.. وأمام هكذا اصرار ثمنه كان سنين طويلة وراء القضبان"، حتمت ريهام نصرة كاتبة.

 

أخبار ذات صلة