news-details

جلجولية تتّشح بالسّواد: "محمد المجتهد الخلوق قُتل بجانب محطة الشرطة"

تنضم جلجولية إلى ركب القرى والمدن العربيّة التي ينهشها العنف والجريمة، وتتّشح اليوم بالسواد، منطلقةً إلى إضرابها الشّامل الّذي يلتزم به أهالي البلدة، استجابةً وردًا على جريمة القتل البشعة الّتي راح ضحيّتها فتى في مطلع ربيعه، محمد عبد الرازق عدس (15 عامًا). إضافة إلى الفتى مصطفى حامد (12 عامًا) الذي يصارع للبقاء على قيد الحياة بعد إصابته بجروح وصفت بأنها خطير اذ كان برفقة الضحية.

وكان المجلس المحلي في جلجولية دعا إلى جلسة طارئة، اليوم الأربعاء، الساعة الواحدة بعد الظهر، بمشاركة لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، وتنظيم مظاهرة قطرية في القرية يوم الجمعة المقبل.

وصباح اليوم، نشر المجلس على صفحته الرسمية على فيسبوك شهادة الفصل الأول من دراسة الضحية محمّد، في الصف التاسع بمدرسة الرازي الإعدادية تبين حسن سلوكه وأخلاقه الرفيعة واجتهاده وتحصيله العالي، والتزامه بقوانين المدرسة، معلقًا: محمد قُتل، محمد مجتهد متألق خلوق، سعى دائما للنجاح، تحصيله يدعو للفخر والاعتزاز، وهو على خُلق رفيع بل وشعلة من النشاط".

شهادة الضحية محمد عدس في الصف التاسع.

وقال رئيس مجلس جلجولية، درويش رابي، الذي تواجد في موقع الجريمة أمس في تعقيب لـ "الاتحاد": "سخرية القدر أنني شاركت اليوم في اجتماع تضامني في بلدية قلنسوة واليوم جلجولية تحتاج قلنسوة وجميع بلداتنا للوقوف إلى جانبها في وجه هذه الجريمة البشعة".

وفي رده على سؤال "الاتحاد" حول الخطوات المخططة إضافة لإعلان الإضراب الشامل יעيوم الأربعاء في جلجولية، إنه "يجري التخطيط الآن لمظاهرة قطرية يوم الجمعة القريب في البلدة، فمصابنا واحد".

وتأتي هذه الجريمة البشعة لترفع عدد الضحايا في مجتمعنا العربي منذ مطلع العام 2021، إلى 21 ضحية، حيث تتقاعس الشرطة وتتواطأ مع عصابات الإجرام غير الآبهة لوجود سلطة القانون، طالما لا محاسبة جدية ولا خطة عنف جديرة باجتثاث الجريمة، وإنقاذ المجتمع العربي من مستنقع وبائي يهدد وجوده.

وما يثبت أن المجرمين لا يلتفتون لوجود الشرطة التي تهمل محاسبتهم، هو أن الجريمة جرت على بعد 100 متر فقط من مركز الشرطة في جلجولية.  

بدورها كتبت معلّمة محمد، نسرين شواهنة، التي كان من المفروض أن تلتقي به ظهر أمس، عبر صفحتها على فيسبوك: "رحمة الله عليك يا محمد عدس... طالبي...ابني المميز والذي تميز بأخلاقه العالية، والأدب الجم الذي لم أره بأي طالب كان، والخجل الذي دائما يعلو وجنتيك..  علمتك على مدار ثلاثة سنوات حتى أنك رافقتني في الدروس الاضافية بعد الظهر من بداية السنة لزيادة علمك ورقيك.."

وأضافت بجزع شديد: "المفروض اليوم كان لنا لقاء بعد الظهر ولكن شاء القدر أن الغي لقاءنا لسبب ما وللأسف لن أتمكن من رؤيتك مرة أخرى...كيف لي أن اعود ومقعدك فارغ، كيف لي أن أرسل رسالة تذكير بساعة الدرس وأنت لم تعد بيننا، كيف لي أن اكمل درسنا والذي لم يكتمل وانت لست بيننا، كيف لي أن أمسك دفترك الذي تركته من خلفك في المعهد...يا الله الوجع والألم الذي ألّم بي.. يا الله أكتب كلماتي هذه والدموع تنهمر من عيني...تركتنا من خلفك مع القهر والألم..".

وتابعت: "أنت ملاك بين وحوش غدرت بك وأسرعت رحيلك... الله يصبر أمك التي تخاف عليك من كل نسمة هواء..الله يصبر أخوتك وأبيك وكل من أحبك.. طالبي الملائكي أحببتك لأخلاقك وتميزك العلمي.. رحمك الله بني وطفلي الغالي حمودي".

 

أخبار ذات صلة