news-details

رحيل المصوّر التقدمي جدعون جيتاي: مصوّر صحيفة الاتحاد ومؤسس أرشيف الصور

توفي اليوم المصوّر الصحافي جدعون جيتاي، عن عمر ناهز 84 عامًا في العاصمة الفنلندية هلسينكي.
ويعتبر جيتاي من المصوّرين التقدميين الذين قدموا وساهموا في تطوّر صحيفة "الاتحاد" كالصحيفة العربية اليومية الوحيدة، ويحسب له الفضل في بناء أرشيف صور للصحيفة وبناء مختبر خاص لتحميض الصور في اواخر سبعينيات القرن المنصرم وساهم باحداث قفزة نوعية بعالم التصوير الفوتوغرافي في الصحيفة. فقبلها كانت "الاتحاد" تعتمد على الصور من مصادر أخرى، وكان أول مختبر لصحيفة يخصها بتفتيح الصور الأسود والأبيض، في دار "الاتحاد" بحيفا.
وقام جيتاي بتصوير وتخليد بناء النصب التذكاري لأحداث يوم الأرض عام 1978 في سخنين. 
ويؤكد الفنان ورفيق دربه عبد عابدي ان جيتاي "قدم خدمة لصحيفة الاتحاد في نهاية السبعينيات، كونه أول مصّور مهني يهودي تقدمي عرض خدماته على الاتحاد بمجال التصوير الفوتوغرافي". 
وأشار الى أنه عندما تحوّلت "الاتحاد" الى صحيفة يومية عام 1983 استمر بامداد الصحيفة بالصور لشتى الأحداث في البلاد وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة، قبل أن يحلّ محله المصوّر علي نصّار - كمصوّر معتمد للصحيفة.
وأشار عابدي الى أن ما ميّز جتاي كان قدرته على اختراق الحدود، وجرأته الكبيرة في تصوير الأحداث الآنية. 
كما أكد عابدي أن جيتاي "خلد يوم الأرض في عرابة وسخنين ودير حنا، ورافق مسيرتي، وكان من وراء تخليد اقامة النصب التذكاري لذكرى يوم الأرض في العام 78. بالاضافة بادر الى اصدار كتالوجات من صور اتخذها ومنها روزنامة عن النكبة الفلسطينية بشكل صور فوتوغرافية قام بتصويرها وفيما بعد تم تشرها".
وأوضح عابدي أنه عندما انتقل المصوّر جيتاي الى فنلدنا بعدما ضاقت به السبل في البلاد، واصل التراسل وحافظ على علاقات مع الرفاق في البلاد، وكان يعمل على فيلم وثائقي حول مجزرة "عناقيد الغضب" في قانا بجنوب لبنان في 18 نيسان 1996، حيث ساهم بتوثيق احداث المجزرة التي ارتكبت بمعسكر للاجئين الفلسطينيين تابع لقوات اليونيفل.
واعتبر عابدي أن وفاة المصوّر جيتاي هو حادثة مؤلمة ومؤسفة وضربة للثقافة التقدمية ولكل جمهور محبي واصدقاء جيتائي.
من جانبه أشار رئيس لجنة المتابعة للجماهير العربية محمد بركة في حديث عن جيتاي "عرفناه مناضلًا بالمستوى المهني وبالمستوى الميداني، كان سلاحه كاميراته التي لازمته لتوثيق الأحداث سواء في داخل اسرائيل أو في المناطق المحتلة. وكان لا يتردد بالمجازفة لأجل الوصول الى لقطة مهمة وكشف حقيقة ممارسات الاحتلال".
وتابع "كان يساريًا جذريًا وفي بداية عصر الثورة الرقمية كنا نتحدث عن اقامة موقع بالعربية والعبرية والانجليزية لأجل تعميم عدالة القضية الفلسطينية وحقائق ما تقوم به اسرائيل. بعدها اضطر للسفر وذهب للعيش في فنلندا ولعب هناك دورًا كبيرًا في القضايا السياسية وقضايا اليسار ونضال الشعب الفلسطيني".

أخبار ذات صلة