news-details

قادة في الحزب الشيوعي والجبهة لـ"الاتحاد": نحو مظاهرة جبّارة غدًا

 دعت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في ختام دورتها العادية التي عقدت يوم السبت الماضي في سخنين، إلى أوسع مشاركة في المظاهرة القطرية التي ستقام مساء غد السبت، في تل أبيب، في الذكرى الـ 53 لعدوان حزيران، ضد الاحتلال والضم، ومن أجل حقوق الشعب الفلسطيني الشرعية، ومن أجل العدالة والسلام، بمشاركة قوى يهودية وعربية، مناهضة للاحتلال والعنصرية.

وقد انضم إليها حوالي 40 حركة وحزبًا وتنظيمًا يساريًا عربيًا ويهوديًا. ومن المتوقع أن يشارك فيها الألوف من المواطنين العرب واليهود.

وأجرت الاتحاد مقابلات خاصة مع كل من الأمين العام للحزب الشيوعي عادل عامر، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي والنائبة عن الجبهة في القائمة المشتركة عايدة توما ورئيس القائمة المشتركة ايمن عودة، والنائب عن الجبهة في القائمة المشتركة عوفر كسيف.

 

الرفيق عادل عامر

"الاتحاد": كيف تقرأون كحزب شيوعي المتغيرات الجارية من مخططات الضم، صفقة القرن، الاعدامات الميدانية، القوانين العنصرية والحكومة اليمينية الجديدة؟

نحن نقرأ هذه المتغيرات كنتيجة حتمية لسياسة اليمين واليمين الاستيطاني المتطرف الذي يقود الحكومة برئاسة نتنياهو، القتل الذي حصل قبل مدة وجيزة واستشهد اثره مصطفى يونس واياد حلاق هو نتيجة حتمية لسياسات التحريض والاقصاء والتمييز العنصري الذي وصل الى حد تعمق ظواهر الفاشية في المجتمع الإسرائيلي. عندما يسمع الشرطي العادي ما يقوله وزير الشرطة بحد ذاته بأنّ "كل من يمد يده على شرطي دمه مهدور"، يفهم لن هذا تصريح لأفراد الشرطة، حرس الحدود وافراد شركات الحراسة بقتل العربي بدون محاسبة، بل سيلقى مقابل ذلك كل الدعم العميق من قبل مؤسسات الدولة القضائية والسياسية.

نحن ايضا نرى بأن الضم الذي ينوي نتنياهو تنفيذه بشراكة تامة مع جانتس لمناطق واسعة من المناطق الفلسطينية المحتلة هو تتويج لأعلى مراحل الاحتلال بحيث يصبح الضم كولونياليا بكل

معنى الكلمة، وبتحليل بسيط يمكننا القول بأن الضم هو مرحلة عميقة جدا من الاحتلال، وهو من ناحية الخطورة على المشروع الوطني الفلسطيني وحق تقرير المصير بمستوى المستوطنات والاحتلال القائم منذ عام 1967، ولهذا يجب علينا كحزب شيوعي، كقوى سلام وقوى يهمها مستقبل الشعبين العمل بكل ما نستطيع لإفشال الضم الذي هو نتاج حتمي للاحتلال.

 

"الاتحاد": كيف يرتبط الوضع السياسي الحالي بكل المتغيرات التي ذكرتها مع الطرح التاريخي للحزب الشيوعي؟.

العلاقة ما بين الوضع الراهن وكل مشاريع الحل المطروح وفي صلبها المشروع الذي طرحه حزبنا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة في حدود الرابع من حزيران عام 1967 هي علاقة وثيقة، وهي ايضا نظرة واقعية لموازين القوى والوضع السياسي العام، هناك من يقول بأننا نعتبر أن الاحتلال هو فقط منذ عام 1976 على المناطق الفلسطينية، نعم في هذا العام جرى احتلال ولكن نحن نتعامل مع واقع ومع موازين قوى وكذلك مع مستقبل المنطقة وشعوبها، هل ستعيش على حرابها وفوق مستنقع الدماء كما تريد الرجعية العربية، الحركة الصهيونية والامبريالية الامريكية! نحن على نقيض مع هذا الثالوث الدنس، نحن على النقيض سياسيا بحيث نرى أن مصلحة الشعوب هي أن تعيش بسلام وأن نتعامل مع الواقع من أجل تغييره وضمان حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة.

لقد واجهنا مفترقات تاريخية كبيرة جدا في مسيرتنا النضالية، مائة سنة من الكفاح. ولمن يرفع الصوت المزايد على حزبنا الشيوعي وعلى خطنا ونهجنا نريد أن نذكره بأننا وفي عام 1948 عندما وافقنا على قرار التقسيم كان هناك من يرفع الصوت المزايد اكثر من اليوم، ولكننا نرى نتيجة ذلك، لو استمعت الانظمة العربية الى صوت الشيوعيين الفلسطينيين عام 1948 المتمثل بعصبة التحرر والشيوعيين ووافقت على قرار التقسيم لما وصلنا الى هنا، ولذا فان هذا الصوت المزايد يجب أن يتحجم اولا ومن ناحية اخرى فإننا نتفهم هذا الصوت الذي من الصعب عليه عاطفيا ان يتعامل مع الواقع، ولكن الذي يريد أن يتعامل مع السياسة وأن يضمن حق شعبنا الفلسطيني لا يمكن أن تقوده مشاعره فقط.

 

الرفيقة عايدة توما سليمان

"الاتحاد": في ظل المتغيرات السياسية الأخيرة ما هو دورنا النضالي كجماهير عربية.

اولا، انّ دورنا كجماهير عربية فلسطينية قد عرّفناه منذ البداية باننا جزء حي وفعال من شعبنا الفلسطيني ومعركته من أجل التحرر واقامة الدولة الفلسطينية، من خلال واقعنا ووضعيتنا السياسية داخل اسرائيل يساهم كل منا في هذه القضية من خلال خصوصية مكانه ووضعيته، ولم نتوان يوما عن خوض هذه المعركة، ولكن بالطبع فان التطورات السياسية الأخيرة والتي نجمَ من خلالها هيمنة عميقة لليمين المتطرف على مواقف وسياسات الحكومات الاسرائيلية لها اهمية كبيرة، هذه التطورات تضعنا في مواجهة حتمية مع هذه السياسات المتطرفة.

هذه الحكومات التي تسعى الى محو الخط الاخضر وتريد ان يكون التواجد الاحتلالي والاستيطاني في المناطق الفلسطينية امرا طبيعيا هي ايضا تقوم بذات النهج المتطرف بحق جماهيرنا العربية الفلسطينية في اسرائيل ايضا.

اليوم تتحول المعركة لتكون أكثر وجودية في البقاء على الارض من خلال كل ما نشهده من تشريد وتهجير بحق اهلنا في النقب، بالإضافة الى ذلك التحدي الماثل امامنا اليوم في قضية فرض الضم على المناطق الفلسطينية المحتلة والربط ما بين هذه السياسات كلها يحتم بأن نكون رأس الحربة في النضال كجماهير عربية فلسطينية.

اليوم ما يسمى بقوى اليسار أصابها وهم كبير وتراجع كبير حتى في خطابها، نحن لم نكن راضين بالمرة عن خطاب ما يسمى بقوى اليسار الصهيوني ولكن باعتقادي ان ما حصل من مجابهة ما بين يساريتهم وصهيونيتهم جعلت في كثير من الاحيان الصهيونية تتغلب على اي توجه يساري، بالتالي نرى اليوم القوى الديموقراطية الحقيقية اليهودية أضعف مما كانت بالسابق ولكنها اصلب في مواقفها، اضعف من حيث الاتساع ولكنها اصلب لانها بقية البقية التي لم تنحرف وقد تغلبت يساريتها على صهيونيتها. نحن بحاجة اليوم لأن نكون رأس الحربة لأننا القوة الاكبر ضد الاحتلال داخل اسرائيل ولأننا نحن القادرين على جمع الطاقات كلها بما في ذلك ما تبقى من قوى يسارية يهودية، بغير ذلك لا يمكن مخاطبة الشارع الاسرائيلي ولا التأثير عليه وتبقى القوى الاحتلالية والاستيطانية هي المسيطرة.

 

الرفيق أيمن عودة

"الاتحاد": ما هي رسالتكم التي تريدون طرحها من خلال مظاهرة السادس من حزيران؟

هناك بعدان، البعد الدائم وهو التظاهر في ذكرى احتلال عام 1967 وهذا امر قام به الحزب الشيوعي ومن ثم الجبهة منذ السنة الاولى للاحتلال، وهناك البعد الراهن والخطير بشكل كارثي وهو الضم، نحن نريد ان نطلق صرخة يهودية عربية من عقر تل ابيب من اجل ان تصل ايضا الى المجتمع الاسرائيلي، ولكن ايضا ان يفهم العالم بان داخل اسرائيل، خاصة بعد تشكيل حكومة وحدة قومية واظهار نتنياهو بدون معارضة، هناك معارضة جذرية ستخرج بالآلاف من اليهود والعرب في وسط تل ابيب ضد الحكومة برمتها وضد الاحتلال والضم على وجه التحديد.

 ان كل احتلال يزول بعوامل ثلاثة، الاول هو مقاومة الاحتلال لدى الشعب الواقع تحت الاحتلال، والثاني هو الرأي العام داخل الدولة التي تمارس الاحتلال، والثالث هو العامل الدولي، هذه العوامل الثلاثة مرتبة من حيث التأثير وكل عامل منها متعلق بالآخر، لا يمكن ان يكون النضال داخل الدولة واضح وحاد ومنهجي ومؤثر ان لم يكن هناك مقاومة ميدانية من قبل الشعب الواقع تحت الاحتلال، هذه العوامل مرتبطة جدليا، نحن نقع بالأساس في الدائرة الثانية وهذا لا يأتي بديلا لكوننا جزءا من الشعب الفلسطيني ومن قضيته، ولكن الوزن السياسي لنا في التأثير هو ضمن هذه الدائرة الثانية، نحن نقوم بهذا الواجب سنويا بالإضافة وعند حدوث تطورات سياسية او جرائم احتلالية، والان بصدد الضم نحن معنيون ان يكون لنا دور حاسم، عندما قلت باننا جزء من الشعب الفلسطيني وقضيته لا يوجد ادل على ذلك اكثر من وضع منطقة المثلث ضمن صفقة القرن، وهذا جزء من تأكيد الحقيقة المؤكدة باننا جزء من الشعب الفلسطيني وقضيته.

العامل الثاني هو اننا في الجبهة منذ سنين طويلة نتحدث عن اقامة جبهة يهودية عربية عريضة ضد الاحتلال والفاشية ومن اجل السلام والديموقراطية، لا شك ان في السنوات الاخيرة خاصة بعد تصويت اكثر من عشرين الف يهودي للقائمة المشتركة وبعد انهيار اليسار التقليدي في اسرائيل هناك وصول لشرائح واسعة من اليهود اليساريين الى قناعة انه لا يمكن التغيير بدون الوزن الكمي والنوعي للجماهير العربية، كل هذه القضايا هي اسس وضعها الحزب الشيوعي وتاليا الجبهة بمفهومها لبناء الجبهات وتوسيع العمل العربي اليهودي، لا شك ان مظاهرة السادس من حزيران تشكل ارضية ضمن سيرورة وان كانت طويلة المدى، ولكن نريدها ان تكون منهجية من اجل تأسيس هذه الجبهة العريضة اليهودية العربية.

 

الرفيق عوفر كسيف

"الاتحاد": في ظل توغل الاحتلال، مشاريع الضم وصفقة القرن كيف تنعكس هذه المتغيرات السياسية على المجتمع الإسرائيلي وعلى الساحة السياسية؟

 

الامر الأول هو بالنسبة للضم الذي يتحدثون عنه والذي لا يمكن فصله ابدا عن الاحتلال، هذا الضم هو الابن البشع للاحتلال المجرم، كلاهما في الفترة الحالية يظهران من خلال الاستعراض المستمر، سمعنا ذلك في الكنيست من خلال كلام بعض الأشخاص المجانين مثل تسيفي خوتوبيلي التي تجلس في لجنة الحدود، اللجنة التي تعمل على مخططات الضم, سمعنا أيضا كلام سموتريتش والكثير من الشخصيات المشابهة خارج الكنيست، اننا نرى مثل هذه الاستعراضات المستمرة أيضا من خلال وسائل الاعلام، كل هذه الأمور تؤثر على الرأي العام القائم، وبهذا فان الخطاب اليهودي العنصري يزداد قوة في الشارع الإسرائيلي.

 الامر الثاني هو ان الاستعراضات التي ذكرناها تخفي افلاس الحكومة وفسادها الاجرامي في كل ازمة على المستوى الاقتصادي والمستويات الأخرى، لقد ظهر هذا الامر بوضوح خلال جائحة كورونا، لقد رأينا بأن الحكومة قد قامت بكل الأخطاء الممكنة اذا لم نقل كل الجرائم الممكنة في تعاملها مع الجائحة، وخصوصا على المستوى الاقتصادي اذ بالإمكان القول ان غالبية جمهور العمال وأصحاب المصالح الصغيرة والاعمال الخاصة موجودون الان في وضع لا يحتمل، الحكومة لم تفشل في معالجة الجائحة فقط، انما فشلت أيضا في أن تعطي جوابا ملائما للشرائح المستضعفة التي تحتاج الى مساعدة الدولة، من اجل إخفاء هذه الحقائق يطرحون شعارات مثل "إعادة السيطرة على ارض الوطن"، هذا يخفي صلب الموضوع ويبعد الأنظار عن أصل المشكلة وهي ازمة الاستغلال الطبقي والقمع الاجتماعي الاقتصادي.

الامر الثالث والايجابي هو انه كلما تصاعد خطاب القمع وازدادت سياسات الحكومة استغلالا ستستيقظ الناس وستتظاهر بشكل معارض، هذا الحالة لا تعطينا التفاؤل انما تعطينا الأمل والرغبة في النضال، انا أؤمن بان هناك العديد من الأشخاص الجدد الذين لم يكن لهم في السابق أي تفاعل سياسي سنراهم اليوم يفكرون أكثر فاكثر بالخروج الى الشارع من اجل التظاهر والنضال ضد الجرائم، بهذا نرى الوجه الإيجابي من الزاوية السلبية، هذا ما يسمونه بالجدلية الديالكتيكية.

 

 

 

 

أخبار ذات صلة