news-details

محلل عسكري يحذر من تصعيد عسكري إسرائيلي لاقامة حكومة طوارئ

حذر المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل، في مقال له اليوم الخميس، من أن يبادر بنيامين نتنياهو الى تصعيد عسكري عدواني على واحدة من الجبهات، من أجل الضغط لاقامة حكومة طوارئ. وقال في مقدمة مقاله، إنه "في الايام التي يمكن أن يتبين أنها كأيام الغروب لعهد نتنياهو يكمن ايضا خطر".

ويقول هارئيل، "لقد بقي للنظام السياسي حسب القانون اربعة اشهر تقريبا من يوم الانتخابات وحتى استنفاد كل احتمالات تشكيل حكومة جديدة، قبل أن يعلن، لا سمح الله، عن انتخابات للمرة الثالثة. بعد اسبوعين تقريبا ستندمج دقات الساعة السياسية مع ساعة ليست اقل حسما، الساعة القضائية. محامو رئيس الحكومة سيأتون الى جلسة الاستماع لدى المستشار القضائي للحكومة افيحاي مندلبليت. القرار المتوقع للمستشار بتقديم نتنياهو للمحاكمة على القضايا الثلاثة منفردة، سينعكس بالتأكيد ايضا على الحسابات التي سيجريها الطرفان في المفاوضات الائتلافية. ولكن في الخلفية ستسمع طوال الوقت دقات ساعة ثالثة، الساعة الأمنية". 

ويضيف هارئيل، إن "التوتر الامني ما زال جاريا قريبا جدا من السطح. هناك خطر بأن يستخدم ذلك الآن كذريعة: تسخين متعمد لساحة من الساحات، امام ايران وحزب الله في الشمال، أو ضد حماس والجهاد الاسلامي في قطاع غزة، يمكن أن يلتهم اوراق المفاوضات بصورة تسرع تشكيل حكومة طوارئ برئاسة نتنياهو أو حتى سيناريو متطرف، سيستغل لتبرير انضمام اشخاص منفردين يتركون احزابهم، من ازرق ابيض أو العمل".

وتابع، "ظروف امنية مستعجلة وفرت اكثر من مرة سياق مريح لتشكيل ائتلاف غير متوقع. هكذا أوجد التسخين في قضية النووي الايراني في 2012 فرصة لنتنياهو كي يضم الى حكومته لفترة قصيرة كديما برئاسة شاؤول موفاز".

وحسب هارئيل، فإن "رؤساء جهاز الامن سيحتاجون في الاسابيع المقبلةالى اعصاب حديدية من اجل عدم الانجرار الى تصعيد لاسباب ليست موضوعية. هذا السيناريو غير تآمري وغير مدحوض. لقد وقفنا على حافته فقط قبل نحو اسبوع، كما كُشف في "هآرتس" في الايام الاخيرة، لقد حاول نتنياهو تنفيذ عملية عسكرية كبيرة في قطاع غزة وأوقف بسبب تحفظات عدد من كبار الشخصيات في الجهاز، وفي الاساس معارضة مندلبليت، التي استندت الى تبريرات قانونية". 

ويسأل هارئيل، "هل كان رئيس الحكومة سينفذ في نهاية المطاف خطته لولا أنه اصطدم بالمعارضة؟ تصعب الاجابة بيقين". وأضاف، أن "التحفظات الامنية من العملية التي أرادها نتنياهو تمت صياغتها بصورة جزئية نسبيا. ولكن في الخلفية كان يقف شك عدد من رؤساء الاجهزة الامنية بأن الاعتبارات لتغيير السياسات هي اعتبارات حزبية في اساسها. نتنياهو حتى الايام الاخيرة كان يعرف كيف يبرر بصورة مقنعة الحاجة الى مواصلة سياسة ضبط النفس والاحتواء التي اتبعها في غزة خلال سنة ونصف. الانعطافة الحادة، الى درجة القيام بعملية والتي من شأنها أن تؤدي الى حرب، بدت مشكوك فيها في هذا التوقيت، قبل اسبوع من الانتخابات. 

وحتم هارئيل كاتبا، إن "العملية التي حاول نتنياهو تمريرها، وبالاساس وقوف مندلبليت ضده، ساعدت الجيش على أن يجد من جديد عموده الفقري. على المدى البعيد الخطر من أن تحاول الحكومة تعيين المزيد من الموظفين الخانعين والمتحمسين لكي يرضوا، مثل مراقب الدولة الجديد متنياهو انغلمان، حلقت ليس فقط فوق الجهاز القضائي، بل ايضا فوق الجهاز الامني. ايضا لهذا السبب، حقيقة أن نتنياهو لم ينجح في تحقيق حلم الـ 61، يمكن أن تعتبر أنباء جيدة".

 

أخبار ذات صلة