news-details

مزاعم الشاباك عن الصحفية بيروت حمود، إجماع على النفي والاستهتار والركاكة

أثار البيان الصادر عن جهاز الأمن العام (الشاباك) أمس الثلاثاء، والّذي اتهم فيه زورًا ابنة مجد الكروم والصحافية في جريدة الأخبار اللبنانية، بيروت حمود وزوجها اللبناني بلال البزري بتشكيل تنظيم لتجنيد ذوي المواطنة الإسرائيلية من العرب لصالح حزب الله، موجةً من التضامن من جهة، وأخرى من الاستهزاء، وذلك اعتبارًا من جمهور مواقع التواصل الاجتماعي، ضعف وهشاشة موقف الشاباك في تلفيق هذه التهمة.

ولم يخف على أحد في الجانبين الفلسطيني وأيضًا اللبناني وعلى نطاق واسع، البيان الذي نشر في وسائل الاعلام الإسرائيلية بادعاء محاولة بيروت وزوجها تجنيد سكان من منطقة الجليل للتجسس على إسرائيل، كاشفًا وبزيف عن صورة بيروت على أنّها التقت بصديقتين لها من بلدتها الأصلية في تركيا، مطلع العام الجاري، وأنّه تم التحقيق معهما بتاريخ 2020/06/02 ثمّ تمّ الافراج عنهما بشروط مقيدة. ويذكر أن بيروت وصديقاتها لم تخفيا اللقاء بل نشرن صور لهن معًا على مواقع التواصل الاجتماعي.

وذكر بيان الشاباك أن بيروت ذاتها والمقيمة اليوم في جنوب لبنان لزواجها من بزري، كانت قد خضعت للتحقيق عام 2013، بشبهة تواصلها مع ناشطين في حزب الله، كانت قد قابلتهم في مخيمات ومؤتمرات في المغرب وتونس عامي 2008 و2012، ولكنه ولضعف حيلة جهاز الأمن وعدم وجود أدلة تثبت هذه التهم الموجهة إليها، تم إطلاق سراح بيروت وانتقلت بعدها للعيش في العاصمة اللبنانية وزوجها بلال بعد أن نشأت بينهما قصة حب.

وكجزء من الترهيب الذي ينتهجه جهاز الشاباك عمومًا، قام ضابط بالاتصال بزوج بيروت، كمحاولة "تحذيرية" من معرفة الشاباك بعملهما، زاعمًا أنّهما يتدثران بغطاء عملهما الصحافي.

بدورها كتبت بيروت في صفحتها على فيسبوك ردًا ساخرًا على أن اسرائيل تنصب نفسها مكان أبيها وأمها لتحقق معها فيمن ترغب بالزواج به، مؤكدةً أن ما يحاول جهاز الشاباك فعله هو زرع الأوهام، فلم يتم عرض بيروت على محكمة أو أمام قاضٍ ما، ما يشير إلى أن زواجها بلبناني هو ما يثير حفيظة الاحتلال.

وقالت بيروت: "دولة الاحتلال تعاقبني للقائي بصديقات طفولتي، احداهما جارتي، التي ما لبثت أن خرجت من رحم أمي حتّى وجدت نفسي ألعب معها حافيةً في أروقة الحارة، يعاقبوننا لأّننا قررّنا قضاء رأس السنة في تركيا، وإلّا فلمَ يطلق سراحهن؟".

أما زوجها بلال فقد اكتفى بتعقيبه: "هكذا كيان احتلال وبهذا الوهم، فلسطين عظيمة وكبيرة جدًّا عليه".

ولأنّ الشاباك حاول تذييل التهم بوظيفة بيروت كصحافية في جريدة الأخبار على أنها غطاء "لعملها"، فقد تطرق رئيس تحرير الجريدة إبراهيم الأمين، صباح اليوم الأربعاء، لاتهام إسرائيل لبيروت بتجنيد عملاء لحزب الله، قائلًا أن أجهزة  اسرائيل تقترب من لحظة الضياع التي تدفعه الى ارتكاب حماقات وأعمال تعكس ضحالة مهنية غير مسبوقة. "وفي هذا السياق، يمكن أن نقرأ ما حصل مع زميلتنا ورفيقتنا بيروت حمود وزوجها الرفيق بلال البزري".

وأضاف:" قبل أيام، تلقّى بلال اتصالاً هاتفياً من رقم يعود الى بلد عربي. على الطرف الآخر، كان ضابط من جهاز «الشاباك» الاسرائيلي، قال له إن اسرائيل تعرف أنه يعمل وزوجته مع حزب الله. كذلك استدعى العدو أفراداً من عائلة بيروت ممّن لم يغادروا أرض فلسطين، وجرى التحقيق معهم عن علاقات ابنتهم وعملها في لبنان، قبل أن يعلن «الشاباك»، أمس، أنه أحبط عملية أمنية يقف خلفها حزب الله، وكان بلال وبيروت يتوليان تنفيذها، وتهدف الى تجنيد مواطنين من عرب الداخل للعمل في خدمة المقاومة. وطبعاً، أشار العدو الى عمل الزميلة بيروت في «الأخبار»، من زاوية أنه غطاء صحافي لعمل أمني. وهي سردية إسرائيلية مستمرة ضد «الأخبار» منذ صدورها عام 2006."

وقال الأمين نافيًا كل التهم الموجهة لبيروت أن ما حصل "قبل نحو شهر ونصف شهر، أن بيروت نجحت في الوصول الى حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، لجنود وضباط من جيش العدو قرروا نشر روايتهم عن هزيمة عام 2000 في لبنان. فجمعت المادة التي قرر جيش العدو حجبها عن جمهور عريض، لأنها تعكس حجم الهزيمة الكبيرة التي أصابت عقل ووعي وإرادة ضباط العدو وجنوده. ولـ«فشّ خلقه»، لم يجد العدو سوى استنساخ تجارب حلفائه من الحكومات العربية التي لا تعرف سوى القمع وتلفيق التهم"

وكتب ساخرًا من تفاهة رواية الشاباك وعدم تماسكها:" يبقى أن من المفيد إيراد ملاحظات عابرة على بيان «الشاباك»، إذ يُقرُّ كاتبوه بأنه جرى التحقيق مع بيروت عام 2013 ولم توجّه اليها أي تهمة، وتمَّ تركها تتحرك بحرية. ويشير البيان الى أنه اكتشف طريقه العمل للتجنيد. وإذا ما حصل ذلك فعلاً، فلماذا أطلق سراح منتهى منصور وراية مناع. عدا عن كون «الشاباك العظيم» قد «تأكد» من علاقة بيروت بهما. فهل احتاج هذا الجهاز كل هذا الزمن لكي يكتشف علاقة بين جيران تعود الى أيام الطفولة؟ وهل اكتشف الضابط الذكي جداً أمر هذه العلاقة بعد ستة شهور على اللقاء الذي نشرت الصبايا عشرات الصور عنه على مواقع التواصل الاجتماعي كافة."

واختتم قائلًا: "بيروت صامدة في بيروت، قلبها نابض بحب فلسطين، ورسائل التضامن والودّ التي وصلتها من الداخل أمس، كفيلة بأن تبقيها صامدة وقوية".

أخبار ذات صلة