news-details

5 أعوام على العدوان الإسرائيلي غزة 2014

 

 

تصادف اليوم السابع من تموز الذكرى السنوية الخامسة للحرب، التي شنّتها إسرائيل على قطاع غزة صيف 2014، في وقت تزداد فيه المعاناة الإنسانية، جرّاء الأوضاع التي يصفها مسؤولون أمميون، بـ"الكارثية".

وبدأت الحرب، بعد منتصف ليل السابع من تموز، حينما قصفت إسرائيل منزل المواطن "محمد العبادلة"، من بلدة القرارة، جنوبي القطاع.

وتلا ذلك عمليات قصف مكثفة لأنحاء متفرقة من قطاع غزة، قبل أن تعلن إسرائيل عن إطلاق مسمى "الجرف الصامد"، على عمليتها العسكرية الجديدة.

وتصدّت المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها كتائب القسّام، الجناح المسلّح لحركة حماس، للحملة العسكرية الإسرائيلية.

وبحسب مراقبين، فإن أحداثًا جرت في الضفة الغربية، بالإضافة إلى تشديد الحصار على قطاع غزة، مهدت لاندلاع الحرب.

ومن هذه الأحداث، خطف وحرق عدد من المستوطنين الإسرائيليين، للطفل محمد أبو خضير، من مدينة القدس، في 2 تموز من ذات العام.

كما أدى حادث اختطاف ثلاثة مستوطنين يهود في الضفة الغربية على يد مسلحين فلسطينيين، إلى تزايد التوتر بشكل كبير، حيث اتهمت إسرائيل حركة حماس بالمسؤولية عن الحادث، وهو ما نفته الحركة.

وردًا على حادث الاختطاف، أعاد الجيش الإسرائيلي احتجاز المعتقلين المحررين ضمن صفقة تبادل الأسرى بين فصائل المقاومة وإسرائيل عام 2011.

وقال مسؤولون إسرائيليون، في تصريحات مختلفة، آنذاك: إن الهدف من هذه الحملة العسكرية كان تدمير قدرة المقاومة الفلسطينية، وخاصة حركة حماس.

 

مجازر وانتهاكات

 

في أول أيام الحرب، ارتكب الجيش الإسرائيلي مجزرة، وصفها المواطنون بـ"المروعة"، في مدينة خانيونس، جنوبي القطاع، راح ضحيتها 11 فلسطينيًا، وتسببت بجرح 28 آخرين.

وتوالت المجازر التي ارتكبتها إسرائيل ضد المدنيين في قطاع غزة، إذ تقول تقارير حقوقية: إن إسرائيل ارتكبت خلال الحرب، مجازر بحق 144 عائلة، قُتل من كل عائلة ثلاثة أفراد أو أكثر.

 

الشهداء والجرحى

 

وحسب تقارير، فإن إسرائيل بسلاحها الجوي والبحري والبري، شنّت قرابة 60 ألفًا و664 غارة في مناطق متفرقة من القطاع.

وأدت الحرب إلى استشهاد 2322 فلسطينيًا، بينهم 578 طفلًا (1شهر- 16 عاما)، و489 امرأةً (20- 40 عامًا)، و102 مسن (50- 80 عامًا)، وفق إحصائية رسمية، صدرت عن وزارة الصحة الفلسطينية.

وتسببت الحرب، بإصابة نحو 11 ألفًا، منهم 302 سيدة، ومنهن 100 تعاني من إعاقة دائمة، كما وأصيب (3303) من بين الجرحى بإعاقة دائمة، وفق الإحصائية.

وخلّفت الحرب الأخيرة نحو ألفي يتيم، في قطاع غزة، بحسب إحصائية أخرى تابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية.

في المقابل، كشفت بيانات رسمية إسرائيلية عن مقتل 68 عسكريًا من جنودها، و4 مدنيين، إضافة إلى عامل أجنبي واحد، وإصابة 2522 إسرائيليًا بجروح، بينهم 740 عسكريًا، حوالي نصفهم باتوا معاقين، بحسب بيانات عبرية.

وفي 26 آب 2014، توصلت إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، برعاية مصرية، إلى هدنة أنهت حرب الـ (51) يومًا، وتضمنت بنود الهدنة استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية غير المباشرة في غضون شهر واحد من بدء سريان وقف إطلاق النار.

 

 

قصف المدن الإسرائيلية

 

وخلال الحرب، قصفت المقاومة الفلسطينية، وبخاصة كتائب القسام، المستوطنات الإسرائيلية على الحدود مع قطاع غزة، فيما طال القصف، لاحقًا، مدن رئيسية داخل إسرائيل، أبرزها "تل أبيب، والقدس، بئر السبع"، ومنشآت كـ"مطار بن غوريون".

وأطلقت كتائب القسام، مئات الصواريخ على المدن والمواقع الإسرائيلية، ونفذت العديد من الهجمات ضد الجيش الإسرائيلي، مستخدمة الأنفاق الأرضية.

 

الهجوم البري

 

في 17 تموز، وبعد 10 أيام من بدء الحرب، بدأ الجيش الإسرائيلي بتوسيع هجومه، ليشمل الغزو البري.

وتوغل الجيش لمسافة عدة كيلومترات داخل حدود قطاع غزة، تحت ذريعة تدمير نظام الأنفاق في غزة.

وتعرضت القوات الغازية، لمقاومة عنيفة من قبل كتائب القسام أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من جنود الجيش الإسرائيلي، قبل أن تقرر الانسحاب في 5 آب.

 

أسرى بيد القسّام

 

وفي 20 تموز 2014، أعلنت كتائب القسّام، عن أسر جندي إسرائيلي، يدعى "آرون شاؤول"، خلال تصدي مقاتليها لتوغل بري للجيش، في حي التفاح، شرقي مدينة غزة، كما أعلنت الحكومة الإسرائيلية، عن فقدان جندي آخر في مدينة رفح، قالت حماس في وقت آخر إنه في قبضتها.

الأول من آب 2014، أو "الجمعة السوداء" كما يسميها أهالي مدينة رفح (جنوب قطاع غزة)، لم يمر كأي يوم عادي على سكان المدينة الحدودية الذين راحوا يحاولون انتشال ما بقي لهم من أشلاء متاع وحطام ذكريات من تحت ركام منازل شهدت جدرانها واحدة من أبشع المجازر الصهيونية بقتلها لنحو 140 فلسطينيًا وجرحها المئات، خلال ساعات معدودة.

 

مجزرة رفح

 

وشهدت ساعات الصباح الأولى يوم الأول من آب 2014، عودة أهالي المنطقة الشرقية برفح لمنازلهم التي تركوها بعد توغل لقوات الاحتلال هناك؛ في ظل حديث عن تهدئة خرقت قبل بدء سريانها بدقائق، ولكن سرعان ما عاجلتهم الدبابات والطائرات بقصف مكثف وعشوائي لرفح، بعد أن اكتشف الاحتلال أن أحد جنوده هدار غولدن قد أُسر من قبل المقاومة الفلسطينية.

مدير مشفى "أبو يوسف النجار"، عبد الله شحادة، قال آنذاك: إن الفلسطينيين في رفح "عاشوا يومًا وأوقاتًا عصيبة".

ولفت إلى أن قوات الاحتلال قتلت قرابة مائتي فلسطيني، وجرحت حوالي ألفًا آخرين؛ خلال عدة ساعات من القصف الشديد على مدينة رفح، واصفًا ذاك اليوم بـ "المروع".

ومع بدء تحرك المواطنين القاطنين في المنطقة الشرقية إلى منازلهم مع دخول التهدئة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال حيز التنفيذ، عند الساعة الثامنة صباحًا، بدأ قصف جوي وبري متزامن تجاه تلك المنطقة.

وشهد ذلك الوقت سقوط قذيفة على المنطقة الشرقية لرفح كل عشرة ثوانٍ، حيث تم إطلاق أكثر من ثلاث آلاف قذيفة". وارتقى في اللحظات الأولى العشرات من الشهداء.

وكان الوضع الإنساني الذي شهدته مدينة رفح في ذلك اليوم بـ "المأساوي للغاية"، فيما لم تتحمل طاقة مستشفى أبو يوسف النجار هذا العدد من الضحايا في لحظة واحدة، ما حدا به لإطلاق أكثر من نداء استغاثة للمشافي الأخرى القريبة.

ولم تسلم الطواقم الطبية والمسعفين من الاستهداف، وذلك خلال محاولتهم الوصول إلى المناطق المستهدفة، ويقول مدير المستشفى "واجهنا صعوبة في الوصول لأماكن القصف وأصيب عدد من المسعفين خلال تأدية مهامهم دون أن يتمكنوا من انتشال كل الضحايا".

أخبار ذات صلة