-سيكون أول حي استيطاني جديد كبير يُبنى خارج الخط الأخضر في القدس منذ إقامة حي جبل أبو غنيم (هار حوما) في تسعينيات القرن الماضي -حركة "السلام الان": خطة مدمّرة، وستمنع إمكانية الربط بين القدس الشرقية ومحيطها الفلسطيني، وستقضي فعليًا على إمكانية إقامة دولة فلسطينية عادت حكومة الاحتلال إلى الدفع قدمًا بخطة إقامة حيّ استيطاني حريدي ضخم في شمال القدس المحتلة. ومن المقرر أن يُقام الحي، الذي سيُطلق عليه اسم "عطروت"، على أراضي مطار عطروت المهجور شمال المدينة، بين الحيين الفلسطينيين الكبيرين بيت حنينا وكفر عقب. ووفقًا للخطة، سيجري بناء 9,000 وحدة سكنية في الحي. ومن المقرر عرض خطة إقامة الحي غدًا الأربعاء للنقاش في اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء. وتخضع الخطة لإجراءات تخطيط منذ سنوات طويلة، غير أنها جُمّدت في السابق بسبب ضغوط سياسية من إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما. وفي المرة الأخيرة التي نوقشت فيها الخطة، عام 2021، قررت اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء تجميدها إلى حين فحص الشروط البيئية في المنطقة، وذلك عقب طلب وزارة الصحة ووزارة حماية البيئة، نظرًا لوجود عدد كبير من المصانع الملوِّثة في المنطقة، ولأن جودة الهواء هناك تُعد من بين الأسوأ في البلاد. وقبل نحو عام ونصف العام عُقدت جلسة إضافية طلبت خلالها الدولة تمديد المهلة لتقديم التقرير البيئي، وفي جلسة الغد سيتبيّن ما إذا كان التقرير قد قُدّم بالفعل. وفي حال إقامته، سيكون حي عطروت أول حي استيطاني جديد كبير يُبنى خارج الخط الأخضر في القدس منذ إقامة حي جبل أبو غنيم (هار حوما) في تسعينيات القرن الماضي. ومن المتوقع أن يُقام بمحاذاة جدار الفصل وبالقرب الشديد من المنطقة الصناعية عطروت، وحاجز قلنديا، وقرية قلنديا، وحي كفر عقب الكبير الواقع خلف جدار الفصل. وفي الآونة الأخيرة، طلبت وزارة المالية مصادقة لجنة المالية في الكنيست على إضافة 16 مليون شيكل إلى ميزانية وزارة حماية البيئة، وذلك لـ"مشاريع تأهيل أراضٍ"، من بينها ميزانية لتأهيل مطار عطروت بهدف إتاحة إقامة الحي. وقالت حركة "السلام الآن" إن "الخطة تقع في قلب تواصل عمراني فلسطيني مبني يمتد من رام الله مرورًا بـكفر عقب وقلنديا وصولًا إلى بيت حنينا وشعفاط، وهي منطقة يقطنها مئات آلاف الفلسطينيين بكثافة عالية. وتهدف المستوطنة إلى خلق إسفين في هذا التواصل الفلسطيني، وتشكيل جيب إسرائيلي يمنع التطور الفلسطيني للمتروبولين المركزي والأهم في الدولة الفلسطينية المستقبلية: متروبولين القدس–رام الله–بيت لحم". وأضافت الحركة في بيانها أن "هذه خطة مدمّرة، وإذا نُفّذت فستمنع إمكانية الربط بين القدس الشرقية ومحيطها الفلسطيني، وستقضي فعليًا على إمكانية إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل. تستغل الحكومة كل لحظة لدفن فرصة مستقبل السلام والتسوية. وفي هذا التوقيت تحديدًا، وبعد أن بات واضحًا للجميع أن أفكار ‘إدارة الصراع’ و‘الحسم’ جلبت كارثة أمنية على إسرائيل، يجب العمل على حل الصراع". وكانت صحيفة "هآرتس" قد نشرت الشهر الماضي أن إسرائيل تخطط لإقامة محطة لحرق النفايات في قرية قلنديا، التي يقع جزء منها ضمن القدس وجزء آخر في الضفة الغربية. ومن المتوقع أن يؤدي إنشاء المحطة إلى هدم مبنيين يقطنهما عشرات الفلسطينيين، كما سيُهدم جدار الفصل ويُعاد بناؤه، على نحو يؤدي إلى مصادرة 150 دونمًا من الأراضي الزراعية التابعة للسكان.