اقتحمت قواتُ الاحتلالِ، فجرَ اليوم الثلاثاء، حرمَ جامعة بيرزيت شمال رام الله، من ثلاثة مداخل، واحتجزت عدداً من حراسها. وأفادت مصادر محلية فلسطينية بأن قوة كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت الجامعة عند 5:30 فجراً، واحتجزت خمسة من أفراد أمن الجامعة، وصادرت هواتفهم المحمولة. وأضافت المصادر أن قوات الاحتلال أغلقت البواباتِ الرئيسية الثلاث للجامعة، وسط انتشار مكثف لجنودها في عدد من مباني وكليات الحرم الجامعي. وأعلنت الجامعة تأجيل الدوام الأكاديمي والإداري حتى الساعة التاسعة صباحاً، حرصاً على سلامة الطلبة والعاملين. وفي السياق ذاته، اعتقلت قوات الاحتلال ستة شبان خلال اقتحامها بلدة بيرزيت شمال رام الله. وأفادت مصادر أمنية بأن المعتقلين هم: محمد ضياء، مجد ضياء، سامر المصري، صالح وشحة، والشقيقان أيسر كنعان وأيهم كنعان، وذلك عقب حملة مداهمة واسعة طالت منازل المواطنين وتخللها تخريب لمحتوياتها. وتعقيبا على ما جرى، قالت جامعة بيرزيت في بيان، إن هذه اقتحام يشكل استمرارًا لسياسات الاحتلال الاستعمارية الممنهجة التي تستهدف التعليم الفلسطيني ومؤسساته، وانتهاكا صارخا للأعراف والمواثيق التي تجرّم الاعتداء على المرافق الأكاديمية. وأشارت إلى أنه قد شارك في عملية الاقتحام ثماني آليات وجيبات وناقلات جنود، اقتحمت الحرم الجامعي من مداخله الثلاث عند الساعة الخامسة والنصف صباحًا، بعد تكبيل أفراد الحرس الجامعي، ثم شرعت في مداهمة عدد من مباني ومرافق الجامعة محدثة أضرارًا متعددة بها. وأكد مجلس الجامعة أن هذا الاعتداء ليس حادثًا منعزلًا، بل يأتي ضمن سلسلة إجراءات عدوانية متواصلة يشنها الاحتلال ضد مؤسسات التعليم العالي في فلسطين، فقد دمّر الاحتلال خلال حرب الإبادة في قطاع غزة معظم الجامعات والمرافق التعليمية، ويواصل هجماته على الجامعات في الضفة الغربية، حيث اقتحم اليوم جامعة بيرزيت، وتلاه مباشرة اقتحام جامعة القدس في أبو ديس، في رسالة واضحة بأن الجامعات الفلسطينية باتت هدفًا مباشرًا لضرب البنية الأكاديمية الوطنية والحق في التعليم. وتأتي هذه الاعتداءات كاستمرار للعدوان المادي والمعنوي الذي يستهدف كافة فئات الشعب الفلسطيني، ومن بينها كوادر وطلبة الجامعات، حيث يزيد عدد الطلبة المعتقلين من جامعة بيرزيت على 150 طالبًا وطالبة، فيما يتعرض حرم الجامعة لاقتحامات متكررة كان آخرها في 22 أيلول الماضي، كما ويعد هذا الاقتحام الخامس والعشرين للجامعة منذ العام 2002. وتُعيد جامعة بيرزيت التأكيد أن هذه الاعتداءات والانتهاكات لن تثنيها عن الاستمرار في أداء رسالتها التعليمية والتربوية، وسعيها الدائم لأداء دورها الأكاديمي والمجتمعي والإنساني. ودعت المؤسسات الدولية والحقوقية والأكاديمية والمجتمع الدولي إلى دعم التعليم العالي الفلسطيني وحمايته، واتخاذ خطوات عملية لوقف الانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، بما في ذلك حماية الجامعات والمرافق التعليمية من الاعتداءات المتكررة، والعمل على ضمان حق الطلبة والكادر الأكاديمي في التعلم والعمل في بيئة تعليمية آمنة، مع مساءلة الاحتلال عن هذه الانتهاكات وفقًا للقوانين والمواثيق الدولية التي تكفل حماية المؤسسات التعليمية.