نشرت قناة "بي بي سي" البريطانية، اليوم السبت، شهادتين لرجلين فلسطينيين اعتقلهما الاحتلال خلال الحرب، تحدثا عن تعرّضهما لاعتداءات جنسية وعنف شديد خلال فترة احتجازهما في إسرائيل. في الشهر الماضي، أشارت "لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب" إلى أنها تشعر بقلق بالغ إزاء تقارير عن تعذيب بحق أسرى فلسطينيين، ومعاملة قاسية تُمارَس، بحسب اللجنة، برعاية الدولة. ووفقًا للجنة، فقد ارتفعت التقارير عن عنف شديد داخل السجون الإسرائيلية بشكل ملحوظ منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر. وجاء في تقرير "بي بي سي" أن منظمات حقوق الإنسان تفيد بأن الغضب السائد في إسرائيل على خلفية 7 أكتوبر، وطريقة التعامل مع الرهائن الإسرائيليين في غزة، أسهما في خلق ثقافة إفلات من العقاب تجاه من يسيئون معاملة الأسرى الفلسطينيين. سامي الساعي، البالغ من العمر 46 عامًا، يعمل اليوم في متجر لبيع الأثاث. وكان في السابق صحافيًا مستقلًا في طولكرم. اعتقله جيش الاحتلال في كانون الثاني/يناير 2024 بعدما حاول تنسيق مقابلات صحفية مع ناشطين في حركة حماس. واحتُجز إداريًا لمدة 16 شهرًا من دون تقديم لائحة اتهام بحقه. وقد أُفرج عنه في الصيف. وفي مقابلة مع "بي بي سي"، قال إنه خلال وجوده في سجن مجدو، قام السجّانون بتعريته واغتصابه باستخدام هراوة. وذكر أن الاعتداء وقع قرابة 13 آذار/مارس 2024. وقال الساعي: "كانوا خمسة أو ستة، كانوا يضحكون ويستمتعون بذلك. سألني السجّان: هل تستمتع بهذا؟ نريد أن نلعب معك ونُحضر زوجتك وأختك وأمك وأصدقاءك. تمنّيت أن أموت وأن ينتهي كل شيء، فالألم لم يكن فقط بسبب الاغتصاب، بل أيضًا نتيجة الضرب المبرح". وأوضح أنه "قرر الإدلاء بشهادته رغم الخشية من نبذه في المجتمع الفلسطيني المحافظ". وبحسب الساعي، استمر الاعتداء بين 15 و20 دقيقة. وكان يتعرض للضرب بشكل شبه يومي، لكن الاعتداء الجنسي حصل مرة واحدة فقط. أحمد (اسم مستعار) يعيش في الضفة الغربية مع زوجته وأطفاله الأحد عشر. اعتقله جيش الاحتلال في كانون الثاني/يناير 2024، ووجّهت إليه تهمة التحريض على الإرهاب، بعد أن نشر منشورات على شبكات التواصل الاجتماعي أشاد فيها بحماس. وحُكم عليه بالسجن لمدة عام ودفع غرامة قدرها 3,000 شيكل. ومثل سامي، قال هو الآخر في مقابلة مع "بي بي سي" أنه تعرّض لاعتداء جنسي شديد أثناء احتجازه. وقال أحمد: "أخذني ثلاثة من السجّانين إلى الحمّام، وأسقطوني بقوة على الأرض. وضعوا رأسي في مرحاض الحمّام. كان رجل ضخم، ربما يزن 150 كيلوغرامًا، يقف على رأسي، فكنت منحنياً. ثم سمعت شخصًا يتحدث إلى كلب السجن. كان اسم الكلب ميسي، مثل لاعب كرة القدم". وأضاف أحمد أن السجّانين استخدموا لاحقًا الكلب للاعتداء عليه جنسيًا. "كنت أشعر بأنفاسه، ثم قفز عليّ وبدأت أصرخ. وكلما صرخت أكثر، كانوا ينهالون عليّ ضربًا أكثر، حتى كدت أفقد الوعي". وأشار أحمد إلى أن السجّانين كانوا يضربونه بشكل منتظم خلال فترة سجنه -بما في ذلك على الأعضاء التناسلية. وقد أُفرج عنه بعد 12 يومًا من ذلك الاعتداء الجنسي، عقب قضائه كامل مدة محكوميته. وأشار تقرير "بي بي سي" إلى أن الشبكة توجّهت إلى مصلحة السجون الإسرائيلية لطلب رد على ادعاءات أحمد، وللاستفسار عمّا إذا فُتح تحقيق بشأن الاعتداءات، إلا أنه لم يصدر أي رد.