news-details

أول مطعم نسائي يتحدى قيود المجتمع المحافظ في غزة

 تستقبل الفلسطينية إيمان أبو علي بابتسامة عريضة وترحيب دافئ زبائنها عند وصولهن إلى أول مطعم خاص للسيدات أقامته في غزة في خطوة تتحدى قيود المجتمع المحافظ في القطاع.

وبادرت إيمان "34 عاما" وهي أم لأربعة أطفال، إلى افتتاح أول مطعم على الإطلاق في قرية عبسان الكبيرة شرقي خان يونس جنوب قطاع غزة، لتشجيع النساء الأخريات على مزيد من التحرر والترفيه عن أنفسهن في قريتهن، أسوة بنساء المدن.

وأطلقت إيمان اسم "لمة صبايا" على مطعمها، في إشارة منها إلى أنه عبارة عن ملتقى للصديقات والشقيقات، اللاتي عادة ما يتبادلن الأحاديث ويمضين أوقاتا مرحة داخله.

وعمدت الشابة الثلاثينية على تلوين مطعمها باللون الوردي، الذي عادة ما تفضله النساء في الأماكن العامة، "لما له من تأثير إيجابي على أنفس الزائرات"، بحسب ما تقول لوكالة أنباء "شينخوا".

وعادة ما يكون المطعم مكتظا بالنساء، اللاتي يفضلن زيارته كنوع من تغيير روتين الحياة اليومي، وفق تأكيد العديد منهن ل"شينخوا"، معبرات عن إعجابهن بالمطعم والخدمة داخله، خاصة أنه مريح لهن دون الحرج من الرجال نوعا ما.

ويتكون طاقم المطعم من خمس عاملات، تتفاوت أدوارهن ما بين خدمة الزبائن والطاهيات والمحاسبة ومعدة الحلويات الغربية والعربية، جميعهن خريجات جامعيات، لم يتمكن من الحصول على فرص عمل.

وقالت إيمان عن مشروعها "ليس من السهل على النساء في قطاع غزة، ان يؤسسن مشروع ربحي لهن، في ظل الحصار الإسرائيلي الذي أثر بشكل سلبي على كافة مناحي الحياة في غزة".

وأضافت بينما كانت تعد وجبة لإحدى الزبونات أنها حاولت عقب تخرجها من الجامعة، من كلية التجارة تخصص إدارة الاعمال، عشرات المرات ولسنوات كاملة الحصول على وظيفة، إلا أن جميع محاولاتها باءت بالفشل.

وتفرض إسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة عقب سيطرة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على القطاع بالقوة منتصف عام 2007.

ودفع ذلك إلى أن تصبح نسبة البطالة في أوساط سكان قطاع غزة من بين الأعلى في العالم بحيث تصل إلى حوالي 52 في المائة بحسب أحدث تقارير الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

وعلى الرغم من الوضع المحبط بشكل عام في القطاع، إلا أن إيمان ظلت تخطط لإنشاء مشروع خاص بها، من المحتمل أن يكتب له النجاح.

وأمام كل المعيقات خطرت لإيمان فكرة إنشاء مطعم خاص بالنساء في قريتها النائية، وتقول:" فكرة المطعم بدت لي بأنها ريادية وغير عادية خاصة وأنني قد أواجه معيقات مجتمعية التي تحد من تحركات النساء هنا".

وتضيف أنها عملت على توزيع استفتاء لعدد كبير من النساء في القرية، ما بين ربات بيوت وعاملات وكبار بالسن لسؤالهن ما إذا كن يفضلن وجود مطعم خاص بهن دون رجال.

وعلى عكس ما كانت تتوقع، حصلت على تشجيع من عدد كبير من النساء هناك.

ولتعزيز انتماء النساء للمطعم، تشاركت إيمان مع السيدات في جميع تفاصيل المطعم، مثل اللون وأنواع الأثاث وأنواع الوجبات التي ستكون مثار اهتمامهن "لأنه ببساطة سيكون منزلهن الثاني" على حد قولها.

وما أن تم الإعلان عن افتتاح المطعم، حتى واظبت سهيلا قديح "٢٥ عاما" على ارتياده مع صديقاتها وشقيقتها بشكل دائم.

وتقول سهيلا لوكالة أنباء ((شينخوا)) بينما كانت تطالع قائمة الأطعمة:" أنتم تعلمون أن ربات البيوت لديهن وقت فراغ طويل، خاصة بعد تأدية واجباتهن الأسرية، من حقهن أن يتنزهن ويقابلن صديقاتهن، وهكذا مطعم في قريتنا يعني أننا يمكننا المرح وفق أصول مجتمعية"

وأضافت "وافق زوجي على مجيئي إلى هنا لأنه مخصص للنساء فقط"، مشيرة إلى أن قريتها لديها تقاليد معقدة تمنع النساء من ممارسة معظم حقوقهن دون أزواجهن.

أما أماني الحلاق "30عاما"، فهي لم تتوقع يوما أن تعمل في مطعم، لغرابة الوضع عن سكان قطاع غزة.

وتعمل أماني كنادلة وطاهية في الوقت ذاته، وتقول لوكالة أنباء ((شينخوا)):" انا فخورة في عملي هنا، أعلم أنه لم يكن مقبولا الوضع وتلقينا العديد من التعليقات السلبية".

وتضيف " يجب علينا أن نغير النظرة النمطية للنساء هنا، وأن يكون لنا مكان خاص بنا نمارس فيه حريتنا وفق ما نرى أنه صائب"، منوهة إلى أنها استطاعت الحصول على وظيفة في المطعم وهو من الصعب تحقيقه في ظل الحصار والفقر والبطالة.

أخبار ذات صلة