news-details

المخابرات الإسرائيلية تحذر حكومتها من احتمال الغاء "اتفاقية السلام" مع الأردن

*أفرايم هليفي يتوقع "أن نتنياهو لم يعد يؤمن بالدولة الأردنية، ومن ناحيته فليقم الفلسطينيون دولتهم هناك"

 

قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الأحد، إن تصريح الملك الأردني عبد الله الثاني، بأن فرض ما تسمى "السيادة الإسرائيلية" على المستوطنات ومناطق شاسعة من الضفة، جاء بعد سلسلة رسائل أردنية سرية لأجهزة الأمن الإسرائيلي. وحسب الصحيفة، فإن أجهزة المخابرات الإسرائيلية، تحذر حكومتها من احتمال الغاء "اتفاقية وادي عربة" مع الأردن، تحت ضغط الشارع.

وكان الملك عبد الله الثاني، قد قال في مقابلة صحفية يوم الجمعة، إنه إذا ما أقدمت حكومة الاحتلال الإسرائيلي على فرض "السيادة" على الضفة المحتلة، فإن هذا سيقود الى صدام كبير مع الأردن، حسب قوله، دون أن يقدم تفاصيل حول مستقبل اتفاقية وادي عربة.

ورفض عبد الله الثاني، حل الدولة الواحدة لعدم واقعيته، وقال، إن "القادة الذين يدعون لحل الدولة الواحدة لا يعلمون تبعاته، ماذا سيحصل إذا انهارت السلطة الوطنية الفلسطينية؟ سنشهد مزيدا من الفوضى والتطرف في المنطقة. وإذا ما ضمّت إسرائيل بالفعل أجزاءً من الضفة الغربية في تموز، فإن ذلك سيؤدي إلى صِدام كبير مع المملكة الأردنية الهاشمية".

وسألت دير شبيغل: "هل ستعلّق العمل بمعاهدة السلام مع إسرائيل؟"، فأجاب الملك، "لا أريد أن أطلق التهديدات أو أن أهيئ جواً للخلاف والمشاحنات، ولكننا ندرس جميع الخيارات. ونحن نتفق مع بلدان كثيرة في أوروبا والمجتمع الدولي على أن قانون القوة لا يجب أن يطبّق في الشرق الأوسط".

وقال المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل في مقاله اليوم الأحد، إن تصريح الملك الأردني "يعكس حالة القلق في عمان، من خطوات يفكر بها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. فقد سبق تصريح الملك تحذيرات مفصلة وحادة في لهجتها أكثر، تم نقلها في الأشهر الأخيرة من عمان الى القدس"، بحسب تعبير الكاتب.

وحسب ما جاء، فإن القلق الأردني تم التعبير عنه برسائل لأجهزة الأمن الإسرائيلية، وأيضا لشخصيات مقرّبة من رئيس كحول لفان بيني غانتس. وقال هارئيل، "إن المهنيين في أجهزة الأمن الإسرائيلية يعتقدون أنه في ظروف متطرفة، فمن شأن الضغط الداخلي على الملك، أن يقود حتى إلى الغاء اتفاقية السلام مع إسرائيل". وأضاف، "إن القصر بتخوف من انتشار المظاهرات الواسعة ضد الملك في كافة أنحاء الأردن".

وقال الجنرال احتياط عاموس غلعاد، الذي تولى لمدة 14 عاما، رئاسة القسم السياسي في وزارة الحرب، وهو الآن يرأس مؤتمر هرتسليا الاستراتيجي السنوي، لصحيفة "هآرتس"، "إن المس بالعلاقات مع الأردن، ستكون ضربة للأمن القومي الإسرائيلي، فالأردن يضمن لنا الهدوء على الحدود الشرقية، ويبعد عن إسرائيل التهديدات. إن الضم سينتقص من علاقاتنا مع الأردن. وهذا سيكون اجراء سياسي دون أن ميزة إيجابية استراتيجية. وأنا واثق من أن قيادة الجيش الإسرائيلي تفهم هذا".

وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" في تقرير لسمدار بيري، إن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تنصت جيدا لتحذيرات الملك عبد الله، ونقلت عمن وصفته "ضابطا كبير" قوله إن يتخوف من كشف هويته، "ولكن الشأن الأردني يشتعل في داخلي وأنا أريد أن أعبر عن رأيي، دون أن تنكشف هويتي، فإذا ما تم اتخاذ الضم، فإن الأردن من ناحيتها مفروض عليها أن تنشط. إن الملك يتكلم حاليا علنا، في الأساس ليُسمع الإسرائيليين. وأنا أقترح التعامل مع الملك بجدية، وأن نبدأ بالتفكير كيف من الممكن التقرّب للمستوى السياسي الأردني، وكيف نخلق تعاونا اقتصاديا تطمح له الأردن".

ونقلت "يديعوت أحرنوت" عن رئيس الموساد الأسبق أفرايم هليفي قوله، "فكروا ما الذي سيجري إذا الأردن، التي تفصل بين إسرائيل والعراق، التي تتواجد فيها إيران، تتوقف عن التعاون معنا؟ هل من أحد طرح رأيه بهذا الشأن؟ أنني أشتبه بأن نتنياهو يؤمن بأن لا مستقبل للدولة الأردنية، ومن ناحيته فليقم الفلسطينيون دولتهم في الأردن". وحسب ليفي، فإنه في حال الضم، فإن الملك الأردني سيقطع العلاقة مع إسرائيل".

وقال أحد المعاهد الاستراتيجية الإسرائيلية الأسبوع الماضي، إن الأردن ينظر لمشروع الضم، بأنه الكلمة المرادفة لمصطلح "الوطن البديل".

أخبار ذات صلة