news-details

اليمين الفاشي يطالب نتنياهو ببناء حي استيطاني جديد في الخليل ونتنياهو يقتحم الحرم الابراهيمي اليوم في محاولة لاستقطاب قطعان المستوطنين 

طالبت زعيمة حزب "يمينا"، وزيرة القضاء السابقة أييلت شاكيد رئيس حكومة الاحتلال والاستيطان بنيامين نتنياهو ببناء حي استيطاني يهودي جديد في قلب الخليل.
وطالبت شاكيد في بيان صادر عن حزبها ببناء الحي الاستيطاني الجديد على أنقاض سوق الجملة التاريخي بالخليل وقرب شارع الشهداء المغلق بأمر من الاحتلال. زاعمة أنه قبل تسعة اشهر، خلال فترة ترؤسها وزارة القضاء، توصلت شاكيد الى اختراقة قانونية تتيح نزع ملكية بلدية الخليل عن السوق التاريخي. وطالبت شاكيد من نتنياهو الذي يتوقع أن يزور اليوم الحرم الابراهيمي الشريف في الخليل، في اطار زيارته الأولى لمستوطنة "كريات اربع" في قلب الخليل للمرة الأولى منذ نحو 20 سنة، أن يعلن عن ايداعه المخطط لبناء هذا الحي الاستيطاني الجديد ومصادقة الحكومة على هذه المخططات الاستيطانية والعمل على اخراجها الى حيز التنفيذ.
هذه الخطة، التي تقترحها شاكيد، ليست بجديدة فقد كان وزير الأمن السابق أفيغدور ليبرمان قد اقترحها في نهاية العام المنصرم، كما كشفت مؤسسة "سلام الآن" اليسارية.

* دعوات للتصدي لزيارة نتنياهو الى الخليل
وقبل 13 يومًا من الانتخابات الاسرائيلية العامة، يتوجه نتنياهو  الى الخليل، لزيارة أعنف وأكثر المستوطنين تطرفًا، معقل أحفاد كهانا المأفون. وسط دعوات فلسطينية للتصدي لهذه الزيارة المرفوضة.
فقد طالب تجمع "المدافعون عن حقوق الإنسان" أهالي الخليل بالتعبير عن رفضهم وغضبهم لزيارة نتنياهو إلى الخليل، باعتبار الزيارة داعمة للمستوطنين، ورسالة تستهدف التّأكيد على يهودية المدينة.
ودعا سكان البلدة القديمة وشارع الشهداء وتل الرميدة وواد الحصين ومنطقة حارة جابرة والسلايمة وواد الغروس برفع الأعلام الفلسطينية على أسطح البيوت. واعتبر التجمع أنّ هذا النّشاط الفلسطيني، بمثابة الرفض للزيارة التي وصفت بالتدنيسية للخليل، ورفضًا للمساس بهوية الخليل الفلسطينية العربية الإسلامية، ورفضًا للاحتلال. كما طالبت أوقاف الخليل المواطنين بشد الرحال إلى المسجد الإبراهيمي والتواجد داخله، للتصدي لاقتحامه من جانب نتنياهو.

* نتنياهو وأحداث عام 1929
يستمر نتنياهو بمساعيه لاستقطاب ناخبي اليمين، واليمين الاستيطاني بالأساس، ويتوجه الى المستوطنات بكثافة، في اطار جولاته الانتخابية. فقبل أيام قليلة، مع افتتاح السنة الدراسية، اعتبر نتنياهو في رد على سؤال لشابة مستوطنة بمستوطنة الكانا، خلال افتتاح السنة الدراسية، حول حل محتمل للصراع الاسرائيلي - الفلسطيني، قال نتنياهو أن المشكلة الأساسية هي بتعريف الأراضي كأراضي محتلة! وذكر أحداث العام 1929 كمثال.
ويخطط أن يلقي نتنياهو خطابًا في باحة الحرم الابراهيمي الشريف، اليوم وذلك في مراسيم رسمية اسرائيلية تقيمها حكومة الاحتلال، لذكرى أحداث عام 1929 في المدينة، والمقصد الاشتباكات بين المواطنين العرب واليهود الذين كانوا يقطنون الخليل في تلك السنة. وهي أول زيارة لرئيس حكومة اسرائيلي الى الخليل، والأولى لنتنياهو منذ العام 1998. 
 المرة الوحيدة التي تم ذلك بمشاركة رسمية، هي عام 2009 حينما شارك القاضي الياكيم روبنشطاين بمراسم رسمية في الخليل.

* المخطط لتوسيع الاستيطان اليهودي في الخليل
مخطط توسيع الاستيطان اليهودي في الخليل ليس بجديد، فقطعان المستوطنين تخطط لذلك منذ سنين عديدة، وكان ليبرمان قد كشف في الأول من تشرين الثاني 2018 عن هذا المخطط، على أن تقام المستوطنة الجديدة على أنقاض سوق الجملة في الخليل، قرب شارع الشهداء ومستوطنة "افراهام افينو". 
وتسعى زمرة المستوطنين الى توسيع الاستيطان والاستيلاء على أملاك المستوطنين الفلسطينيين، لتزيد من أعداد المستوطنين الفاشيين وأحفاد كهانا الذين يحظون بدعم قاعدة شعبية فاشية في مستوطنة "كريات اربع" بالخليل الذين لا يتعدى تعدادهم الـ800 مستوطن، يعيشون في قلب مدينة الخليل بين قرابة الربع مليون مواطن فلسطيني، يعاني من الاحتلال والتضييقات بسبب أولئك المستوطنين.
وكانت حكومة نتنياهو قد شرعنت سلب الممتلكات الفلسطينية بمزعم "حق العودة لليهود"، وبذلك وضعت يدها على السوق المذكور، الذي يقع في قلب البلد القديمة في الخليل، وبنيت بمحاذاته مستوطنة "افراهام افينو" في الثمانينيات، وكان قد أعلن  منطقة عسكرية مغلقة بأمر من الحاكم العسكري عام 1994 مباشرة بعد مذبحة الحرم الابراهيم الشريف التي نفذها الفاشي المأفون باروخ غولدشطاين. ورغم التزامها في اطار اتفاقيات السلام الموقعة مع السلطة الفلسطينية والزعيم الراحل ياسر عرفات، وبالأخص بروتوكول الخليل عام 1997، أن تعيد افتتاح السوق، الا أن قوات الاحتلال حتى الآن لم تفذ التزامها، ولا زال السوق مغلقًا منذ العام 1994. وكان مستوطنون قد اقتحموا المتاجر المغلقة بأمر عسكري عام 2001 ولكن أخلوا منها في العام 2007 بأمر من المحكمة العليا.
وتشير "سلام الآن" الى أن المخطط لا زال في مراحل التخطيط، ويتطلب أن تجلب للمصادقة في المجلس الأعلى للتخطيط في الادارة المدنية التي تدير شؤون الاحتلال. وتشير الى أن المخطط هو بناء 15 وحدة سكنية على سطوح المتاجر والحفاظ على المتاجر. 
كما تؤكد أنه من ناحية قانونية، كانت هذه الأراضي بملكية يهودية قبل النكبة، ولكن مع فرض الوصاية الأردنية على الضفة الغربية، حافظ الأردن على "أملاك العدو"، وأجر المباني والشقق بالمفتاحية لبلدية الخليل التي شيّدت السوق في الموقع ذاته، وبعد الاحتلال الاسرائيلي، واصلت اسرائيل تأجير هذه الأراضي لبلدية الخليل من ناحية قانونية بالمفتاحية، حتى العام 1994 حينما أصدر جيش الاحتلال الاسرائيلي أمر اغلاق للسوق.
حسب المخطط، تسعى اسرائيل لتخصيص مبلغ 21,6 مليون شاقل لبناء 31 وحدة سكنية في السوق، بعدما كان المستشار القضائي للاحتلال بالضفة الغربية شارون افيك قد أتاح للاحتلال عام 2007 مصادرة الأراضي وحقوق "الاستئجار المحمي بالمفتاحية" من بلدية الخليل على أن يتم تخصيص هذه الممتلكات للمستوطنين.
الجديد في الموضوع هو أن وجهة نظر قانونية من قبل المستشار القضائي للحكومة تقوم بتغيير قوانين اللعبة وتتيح للسلطات الاحتلالية بتعميق احتلالها وتغيير الوضع القائم، وتتيح مصادرة أراضي خاصة لأجل البناء الاستيطاني، رغم الحظر الدولي لذلك. 
 

أخبار ذات صلة