news-details

تحقيق استقصائي: شبكة "غامضة" تقف وراء مخطط تهجير واستيطان الشيخ جراح

كشف تحقيق استقصائي لمعهد "شومريم للإعلام والديمقراطية"، في محاولة تتبع ملكية الشركة وراء شراء بيوت في حي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة، عن وجود رجال أعمال وشركات غامضة مسجلة في الخارج تقف وراء تهجير الأهالي، مشيرًا إلى أن هذه الشركات اشترت أراض بشكل سري في الحي منذ سنوات طويلة.
 ومن أجل إخفاء هويات هؤلاء الرأسماليين، الذين ضخوا ملايين الدولارات لتمويل شراء الأرض وإخلاء العائلات الفلسطينية، تم إنشاء الشركات الغامضة في خمس دول مختلفة حول العالم.
وبحسب شومريم، فإن تناثر هذه الشركات في عدة دول لا يسمح بمعرفة من يقف وراء هذه العملية، لكنه يكشف أن ملايين الدولارات لصالح هذا المشروع العقاري جاءت من هولندا، مما أدى إلى ابراز اسم سيمور براون، الخيط الوحيد الذي يربط بينها، وهو محام مغمور في نيويورك، ومسجل كمدير أو مسؤول في معظم هذه الشركات.
وأشار التحقيق الذي أجراه الصحفي اليهودي المقيم في واشنطن، أوري بلاو، ورعاه موقع "شومريم"، أن تلك الشركات موجودة أيضًا في الولايات المتحدة وإسرائيل وهولندا وجزر مارشال، وهي متخصصة في العقارات، ورأسمالها بملايين الدولارات.
وبحسب التحقيق تأسست هذه الشركات عام 2000، وتؤول ملكية معظمها إلى شركة تُعرف بـ"شمعون هتسديك"، وأخذت اسمها على اسم كاهن يهودي قديم يقال إن قبره يقع ليس بعيدًا عن حي الشيخ جراح. إلا أن المؤسسة الأم للشركة الإسرائيلية أقيمت في أمستردام بغرض الاستثمار في مشاريع عقارية في القدس، وحصلت على تمويلات مجموعها 3,2 ملايين دولار من 5 مصادر غامضة مختلفة.
وتمتلك "شمعون هتسديك" شركة تعرف بـ"نحلات شمعون"، وهي شركة إسرائيلية تأسست في نيسان 2000. ويذكر التقرير أن هذه الشركة اشترت أرضًا في حي الشيخ جراح قريبة من المنازل الستة المُستهدفة، مقابل 3 ملايين دولار في 2003، مضيفًا أن الشركة ابتاعتها من أحفاد اليهود الذين كانوا حصلوا عليها في نهاية القرن التاسع عشر، إبان الحكم العثماني.
ومثّل "نحلات شمعون" في الإجراءات القانونية ورفع الدعاوى بالمحاكم الإسرائيلية عام 2010 شخص يدعى تساحي مامو، وهو يدير أصولها، وهو غير معروف إلى حد كبير للجمهور الإسرائيلي، لكنه معروف بين الجماعات التي تروج للاستيطان في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، بسبب النشاط المكثف لشركته على مدى العقود الثلاثة الماضية، في شراء الأراضي والمباني في القدس الشرقية وأماكن أخرى.
وأجرى أوري بلاو، تحقيقًا في عام 2012 نُشر في صحيفة هآرتس أظهر أن مامو، الذي يعيش في مستوطنة "عوفرا" المقامة على أراضي سلواد وبيرود في الضفة الغربية، عمل منذ منتصف التسعينيات، من خلال ما لا يقل عن 20 شركة أسسها أو ساعد في تأسيسها، من أجل عمليات شراء سرية لأراض في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية والقدس الشرقية، بينها، المعروفة باسم "الوطن" والثانية باسم "بني راحيل".
 وقد جرى تسجيل الأولى لصالح مؤسسة Lippens، مقرها الولايات المتحدة؛ فيما سجلت الثانية باسم شركة سبيس العقارية، الإسرائيلية. ويختلف دور مامو من شركة إلى أخرى ويتضمن بشكل أساسي التعامل مع شراء ممتلكات وإخلاءها. وتم تسجيل جزء كبير من الشركات التي أسسها في الخارج.
وأضاف التحقيق أن السجلات المتعلقة بشركة "نحلات شمعون" لدى مكتب تسجيل الشركات الإسرائيلي تذكر اسمًا واحدًا فقط هو براون، المُدرج كمدير. ما يعني بحسب التحقيق أن مصادر الأموال التي تنفق على دعاوى الإخلاء، هي سرية ولا يُعرف منها سوى اسم المحامي سيمور براون 68 عامًا، مقره نيويورك، باعتباره مُدرجًا في السجلات العامة كمسؤول عن معظم هذه الشركات الغامضة.
ووُلِد براون في تورنتو، بكندا، ويعمل شريكا في مكتب المحاماة بنيويورك براون آند غولدبرغ Braun & Goldberg، المتخصص في قانون الضرائب الدولي والوصاية. 
بحسب التحقيق، لعب براون دورًا رئيسيًا في عدد من المعاملات العقارية لشركات مرتبطة بالشيخ جراح وبشكل غير واضح بعد، لكن ظهر اسمه أيضًا عشرات المرات في تسريبات لوثائق دولية كبرى السنوات الأخيرة، بما في ذلك وثائق بنما، اذ انه مُدرج أيضًا كمدير للعديد من الشركات الخارجية المسجلة في بربادوس وجزر الباهاما، ليس من المستبعد أن يكون هذا جزءًا من عمله في مكتب المحاماة. 
وتجدر الإشارة إلى أن براون كان متورطًا أيضًا في قضية أخرى تتعلق بتمويل الاستيطان في المناطق المحتلة، اذ كشف التحقيق عن وثيقة تظهر أن براون كان في عام 2010 قد قدم قرضًا بقيمة بنصف مليون دولار لشركة Amana Home للمباني، وهي جزء من الحركة الرئيسية التي روجت للاستيطان في الضفة الغربية وقبلها في قطاع غزة منذ عام 1978. واستخدم القرض لتوطين خمس عائلات من المستوطنين انتقلت إلى معاليه إفرايم، وهي مستوطنة في وادي الأردن تم إنشاؤها عام 1978.
وفي هرمية الشركات المتداخلة يظهر ان أسهم "شمعون هتسديك" كانت في السنوات الأولى لشركة Trent التي تأسست عام 1997 في ليبريا، ونقلت أسهما عام 2000 إلى جزر المارشال، وشركةShimon Hazadik Portfolio C.V. L.P في ولاية ديلاوير في الولايات المتحدة، تم تسجيل الشراكة في عام 2002 وعنوانها موجود في مكتب محاماة متخصص في تسجيل الشركة في نيوجيرسي، بعد أن كانت مسجلة في هولندا تحت اسم Shimon Hazadik c.v.
ويقول التحقيق، ان ولاية ديلاوير معروفة كدولة فيها ضرائب الشركات منخفضة ومستوى الشفافية المطلوب للعضوية معدوم. لذا ليس من المستغرب أن نجد في ملف الشراكة 4 وثائق قصيرة فقط، بعضها يتناول توضيحًا فيما يتعلق بالخطأ الذي حدث وقت التسجيل.

أخبار ذات صلة