news-details

تقرير: رفض الضم يتصاعد في واشنطن بدفع من الملك الأردني

كشفت صحيفة هآرتس في تقرير لها هذا المساء أن الخطوات ضد الضم داخل واشنطن قد تصاعدت اثر جهود الملك الأردني عبدالله الثاني، وذلك بعد أن قرر أن يحول معارضته المعروفة للضم إلى خطوات فعلية مع اقتراب الموعد الذي حدده نتنياهو للضم، وذلك من خلال محاولته للتجنيد المباشر لمعارضة داخل الكونغرس الأمريكي بواسطة لقاءات مباشرة مع لجان وقيادات من كلا الحزبين.

وأفادت الصحيفة أن الملك  عبد الله  قام بما لا يقل عن سبع محادثات مع مشرعين أمريكيين على مدى 36 ساعة، بوساطة مكالمات الفيديو. وقد أمضى ما يقرب من يوم كامل في العمل على هذه المحادثات، والإجابة على مئات الأسئلة من أعضاء الكونغرس، وقام بقضاء وقت متساوٍ لمحادثات شخصية مع قادة كلا الحزبين، الديمقراطي والجمهوري. وأفادت الصحيفة أن الرسالة الأساسية التي سيطرت على هذه المحادثات، هي رسالة قصيرة ومباشرة: "الضم هو فكرة خطيرة تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة".واضافت الصحيفة أنه بالنسبة للعديد من المشرعين ، الذين كانوا مشغولين حصريًا في الأسابيع الأخيرة في أزمة كورونا والاحتجاجات الضخمة في شوارع الولايات المتحدة ، هذه هي المرة الأولى التي يتعرضون فيها لعمق قلق الأردن بشأن الضم.
 

أحد الأشخاص المقربين للملك عبدالله  في مجال معاهد الأبحاث في  واشنطن هو روبرت ساتلوف من "معهد واشنطن" المؤيد لإسرائيل، أوضح هذا الأسبوع لصحيفة هآرتس أن الملك عبد الله استخدم المحادثات الأخيرة في الكونجرس لتوضيح أن الأردن قلق حقًا وفعلًا بشأن الضم، وأن موقف الأردن هذا ليس مجرد موقف مخصص للاستهلاك السياسي الداخلي الإعلامي.

وأوضح ساتلوف أن هناك نظرية يتم الترويج لها بين المشرعون في الكونجرس من قبل مؤيدي الضم، تدعي أن الأردن يعارض الضم علنًا، لكنه في المحادثات المغلقة يفضل أن تواصل إسرائيل سيطرتها على غور الأردن. وأكد ساتلوف أن هذه النظرية هي "فهم مغلوط جدًا للموقف الأردني". وأكد أن "ضم الأراضي الأحادي الجانب لغور الأردن، وتجاهل الفلسطينيين ، لا يساعد الأردن. بل على العكس من ذلك." وأن رفض الأردن لهذه العملية هو حقيقي.

.
وأضاف ساتلوف أن الملك عبد الله هو أحد القادة الأكثر شعبية وقبولا على أعضاء الكونغرس من كلا الحزبين. وادعى أن "الأردن يتمتع بدعم من كلا الحزبين مساو حتى لدعم إسرائيل". وأكد إن هدف الملك في هذه المحادثات هو أولاً وقبل كل شيء تعبئة الجمهوريين ضد الضم. فهو لا يحتاج أن يعبروا عن ذلك بصورة علنية، حيث أن الأهم بالنسبة له أن يقوموا بالعمل بواسطة "القنوات الهادئة" مع البيت الأبيض ويوضحوا أن الضم هو فكرة سيئة. وبالنسبة للملك سيكون ذلك "نجاحًا كبيرًا" على حد تعبير ساتلوف.
 

وقالت الصحيفة أنه يبدو أن الملك عبدالله يائس من التوجه مباشرةً للبيت الأبيض، حيث أن ألأردن لا تعول على إدارة ترامب. ويقول ساتلوف: "لقد تجاهلت ادراة ترامب مراراً نصيحة الملك بشأن قضايا رئيسية مثل نقل السفارة إلى القدس وصفقة القرن". وأضاف أن الأردنيين مقتنعون أنه يوجد في إدارة ترامب وفي الحكومة الإسرائيلية من يريد  إحياء مفهوم "الأردن هو فلسطين". وهذا "ما يجعل الضم تهديدا وجوديا حقيقيا للحكومة في عمان" وفق ادعاء ساتلوف.

وترجح الصحيفة أن هذا الذي حمل الملك الأردني على اتباع هذه الطريقة الالتفافية بالتواصل مع أعضاء الكونغريس ومنهم الجمهوريين المقربين من ترامب، والتي تؤكد الصحيفة أنها  لا "تقع بالضرورة على آذان صماء". ونقلت الصحيفة عن تمارا كوفمان وايتس ، المسؤولة السابقة عن الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأمريكية وحالياً مسؤولة مهمة في معهد بروكينغز ، أن الكونغرس لديه مصلحة راسخة في الحفاظ على الاستقرار في الأردن، حيث يدركون جيدًا مساهمة الأردن في محاربة داعش واستيعاب اللاجئين السوريين".

وأفادت الصحيفة أنه بالتوازي مع جهود الملك عبدالله، تعززت معارضة الضم في صفوف الحزب الديمقراطي هذا الأسبوع. حيث أنه في وقت سابق من هذا الأسبوع، نشرت مجموعة من أعضاء مجلس النواب رسالة ضد الضم ، موجهة لنتنياهو وغانتس وأشكنازي ويتوقع إرسالها الأسبوع المقبل. ويقود هذه الرسالة عضو الكونجرس تيد دويتش، وهو مشرع معروف بتأييده مؤيد لإسرائيل ويعمل عادة بشكل وثيق مع إيباك، اللوبي الصهوني الأكبر في الولايات المتحدة.



وقدرت الصحيفة أنه الى الآن هناك ما يقارب ال200 عضو من مجلس النواب سيوقعون على الرسالة المذكورة، أي 90% من نواب الحزب الديموقراطي.

 

أخبار ذات صلة