news-details

عباس يهاجم السياسات الأميركية رافضا رعاية دولة واحدة للمفاوضات

*في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أعلن تعده بعدم قطع مخصصات عائلات الشهداء والأسرى * كل ضم إسرائيلي سيلغي كافة الاتفاقيات*

هاجم الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء الخميس، سياسات الإدارة الأميركية وانحيازها الكلي لليمين الاستيطاني الإسرائيلي، في كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، معلنا رفضه لأية مفاوضات "تقودها دولة واحدة"، ثم سمى الولايات المتحدة عينيا. وأعلن أن أيض قرار ضم إسرائيلي للمستوطنات، سيلغي كافة الاتفاقيات المبرمة.

فقد جدد أبو مازن في كلمته في الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، مساء الخميس، رفضه لإعلان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو نيته ضم غور الأردن وشمال البحر الميت والمستوطنات لما تسمى "السيادة الإسرائيلية"، وقال إنه في حال أقدمت أية حكومة إسرائيلية على تنفيذ ذلك، فإن جميع الاتفاقات الموقعة وما ترتب عليها من التزامات ستكون منتهية.

وقال أبو مازن إن القانون الدولي الذي قبلناه وتمسكنا به، والسلام الذي نسعى إليه، أصبحا في خطر شديد بسبب السياسات والإجراءات التي تقوم بها إسرائيل في أرضنا المحتلة، وبسبب تنكرها للاتفاقات الموقعة معها منذ اتفاق أوسلو عام 1993 وإلى الآن، مشددا على أن مسؤولية حماية السلام والقانون الدولي تقع على عاتق الأمم المتحدة.

وأضاف، إن تنكر الولايات المتحدة الاميركية لمسؤولياتها الدولية والقانونية والسياسية والأخلاقية، وتشجيعها لحكومة الاحتلال على التنكر لجميع الاتفاقات والتراجع عن جميع التزاماتها تجاه السلام، أفقد عملية السلام كل مصداقية، ودفع قطاعات واسعة من شعبنا إلى فقدان الأمل في السلام المنشود، وجعل حل الدولتين في مهب الريح.

وجدد رفضه لما يسمى بـ"صفقة القرن"، أو أية حلول اقتصادية وهمية وواهية تطرحها الإدارة الأميركية، بعدما نسفت بسياساتها وإجراءاتها كل فرص تحقيق السلام، مشددا على أن القدس ستبقى عاصمة فلسطين الأبدية شاء من شاء وأبى من أبى.

وأشار الرئيس في خطابه إلى ادعاء مسؤولين أميركيين، وبالذات سفير أميركا في تل أبيب، بأن المستوطنات الإسرائيلية في ارضنا المحتلة شرعية، معقبا بالقول: "هكذا قرر أن تكون هذه الأرض ليست محتلة بل أرض في إسرائيل تستطيع ان تبني عليها ما تشاء هكذا قرر السفير الأميركي في تل أبيب وعلينا أن ننصاع، لا، إن كلام الولايات المتحدة وسفرائها ليست قدرا علينا إطلاقا".

وقال أبو مازن، "دول كثيرة تعرضت للاحتلال بما فيها أميركا ودول أوروبا، افريقيا، أميركا اللاتينية، ونحن نقول إن الاحتلال الذي عندنا زائل وسيزول إن شاء الله كما زالت كل الاحتلالات السابقة، وسنستمر بمطالبتكم وما ضاع حق وراءه مطالب".

كما جدد أبو مازن الدعوة لعقد مؤتمر دولي للسلام يستند إلى المبادرة التي سبق أن طرحها في مجلس الأمن الدولي في فبراير 2018، بحيث تشارك في هذا المؤتمر الأطراف العربية والدولية المعنية كافة، بمن فيها الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن، والرباعية الدولية، كي يقر خطة تستند إلى الإجماع الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وتتضمن أطراً زمنية محددة لإنهاء الاحتلال واستقلال الدولة وإنهاء الصراع. وشدد على "أننا لن نقبل بأن تكون رعاية السلام بعد اليوم حكراً على دولة واحدة". وقال معروف من أقصد، هنا، ولكن أقول لا أميركا ولا غيرها.

وحول أموال الضرائب الفلسطينية التي تحتجزها حكومة الاحتلال، قال، "إن الاقتطاعات الإسرائيلية من أموالنا والاستيلاء على جزء منها زاد من معاناة شعبنا، إلا أننا لن نرضخ للاحتلال مهما كانت الظروف ومهما زادت المعاناة، وسنقاوم الاحتلال بكل الوسائل المتاحة، وعلى رأسها المقاومة الشعبية السلمية." وتعهد في خطابه لعائلات الشهداء والأسرى، بعدم قطع المخصصات التي يتلقونها، معلنا أن السلطة الفلسطينية لن ترضخ لاملاءات الاحتلال وداعميه.

أخبار ذات صلة