news-details

محلل: ليس لتصريح بومبيو عن المستوطنات الكثير من الأهمية

قال المحلل السياسي في صحيفة "هآرتس" حيمي شليف، إن تصريح وزير الخارجية مايك بومبيو بشأن المستوطنات، قد يكون ابهج بنيامين نتنياهو، وأسعد المستوطنين، إلا أنه يبقى من دون أهمية على مستوى القانون الدولي، وهو يقلل كليا من دور الولايات المتحدة كلاعب مركزي في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

ويقول شليف، إن تصريح بومبيو يعكس القوة الحاسمة وعدم الاتزان للمستوطنين الذين تمكنوا من أن يجندوا اليهم الافنغلستيين والسفيرين رون ديرمر ودافيد فريدمان، اللذان يقومان بدور جماعة الضغط بوظيفة كاملة. هذا التصريح يمثل الغياب الموازي لليسار الاسرائيلي الذي بالكاد اصدر صوت خافت يشير الى غيابه. هو يظهر أن مواقف اعتبرت ذات يوم مواقف لليمين المتطرف فقط، تحولت مع مرور الزمن وتحت اليد الواثقة لنتنياهو الى اجماع فقط قلائل يتجرأون على الاحتجاج عليه.

كما أن التصريح يسعد اليمين ويغضب اليسار ويشغل المراسلين والمحللين. ولكن لا يوجد فيه ما يمكنه أن يغير أي شيء في الوضع القانوني الفعلي أو المقاربة الاوروبية للمستوطنات. والتصريح لا يمنع التنديد باسرائيل ولا يغير تصويت الولايات المتحدة التي كانت في الاصل تصوت مع اسرائيل في المنتديات الدولية. وهو ايضا لن يزيد وتيرة نمو المستوطنات المزدهرة أصلا، والتي تعني ترامب مثلما هي الحال دائما، مثل قشرة الثوم.

وحسب شليف، فإن تصريح بومبيو الأخير هو اقل بكثير من ناحية تاريخية ودراماتيكية من العناوين المتحمسة التي رفعوها. والتصريح بالتأكيد اقل من الاعتراف الأميركي بالقدس ومرتفعات الجولان، التي هي ايضا، خلافا لما وعد به، لم يتسبب في قيام عدد من الدول بالذهاب في اعقاب الرئيس الأميركي. الآن، هذه القرارات التاريخية التي بفضلها حظي ترامب بتتويجه كملك وكمخلص اسرائيل، يتم التعبير عنها في لافتتين. الاولى تشير الى الاستيطان الوهمي في مرتفعات الجولان، التي تسمى هضبة ترامب. والثانية موجودة في مدخل المبنى في القدس الذي يمكنه أن يشمل السفارة في القدس، لكنه يستخدم في الاساس كمكان تصوير لكبار رجال الادارة الذين يزورون القدس.

لكن اضرار القرار، حسب شليف، اكثر عمقا واهمية: هو يشطب القليل الذي بقي من تفاخر نظام ترامب بالتوسط في النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين؛ ويزيد اليأس والاحباط في رام الله؛ وهو يعمق عزلة اسرائيل والولايات المتحدة في الساحة الدولية في كل ما يتعلق بالنزاع ويعزز تصميم اوروبا على النضال ضد المستوطنات؛ ويضيف المستوطنات الى ارث ترامب. بهذا هو يزيد من معارضة الديمقراطيين ويزيد احتمالية أن يعملوا ضد المستوطنات بشدة اكبر، في حالة نجاحهم في السيطرة مجددا على البيت الابيض.

كما أن بومبيو يقدم هدية للاعبين رئيسيين: لقد منح رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو حقنة تشجيع في موعد سياسي حساس وأحرج خصومه الذين اضطروا الى القول بعده "آمين". إنه يساعد دونالد ترامب في تعزيز دعم الافنغلستيين قبل صراعات العزل والانتخابات القادمة في الطريق. ولا يقل عن ذلك، هو يساعد بومبيو نفسه الذي يفكر بالتنافس على وظيفة سناتور في ولاية كنساس، التي معظم سكانها افنغلستيين مثله.

ويختم شليف كاتبا، في نهاية المطاف، الحديث يدور عن ضجة حول لا شيء. تصريح يساعد قليلا ترامب ونتنياهو وربما بومبيو، لا أكثر من ذلك. المستوطنون ومؤيدوهم اطلقوا صيحات الفرح رغم الاحتمال الحقيقي بأن تصريح بومبيو سيعمل ضدهم مثل السهم المرتد في اليوم الذي سيغادر فيه ترامب الحكم. في الوقت الحالي يوجد لديهم سبب للاحتفال حتى لو كان بالنسبة لباقي العالم، بمن فيه عدد آخذ في التناقص من الاسرائيليين، يذكر بعشية الاحتفال على ظهر "التايتانيك". 

 

أخبار ذات صلة