news-details

معرض فني في غزة يخصص لمناهضة العنف ضد النساء

خصصت الشابة الفلسطينية خلود الدسوقي من قطاع غزة معرضا فنيا تقيمه ليومين لمناهضة ظاهرة العنف ضد النساء ولدعم الوعي المجتمعي بالحد منها.

وتعرض خلود الدسوقي التي تخرجت من كلية الفنون الجميلة من إحدى جامعات غزة، في معرضها تحت عنوان (شيزوفرينيا غزة) ، العشرات من اللوحات لتجسيد العنف ضد النساء.

وتقول خلود لوكالة أنباء ((شينخوا))، إنها تستهدف من المعرض إبراز التناقضات في السلوكيات العدوانية ضد النساء في قطاع غزة المحاصر إسرائيليا منذ عام 2007.

وتتميز لوحات خلود الدسوقي والتي يتم من خلالها استعراض حالات نساء تعرضن للعنف الجسدي، بأنها رسمت باستعمال مستحضرات التجميل والألوان الزيتية، فيما اعتمدت في تجسيد بعض الشخصيات باستخدام أوراق الصحف القديمة.

وتشير إلى أنها تعرضت للعنف الأسري عندما كانت متزوجة "لذا حاولت التعبير عن مشاعرها وانفعالاتها الداخلية من خلال الرسم على اللوحات البيضاء الكبيرة".

وتضيف "هذا المشروع يعكس تجربتي الشخصية والآثار السلبية التي نتجت عن زواج غير ناجح، لذلك أنا أتحدث عن تفاصيل حياتي من خلال هذه اللوحات"، منوهة إلى ضرورة عدم شعور النساء بالخجل أو الخوف من التحدث عن تجاربهن الخاصة.

وبحسب خلود وهي في العشرينيات من عمرها، فإن جميع أعمالها الفنية تأثرت بالواقع الفلسطيني الصعب، وخاصة واقع النساء المأساوي اللواتي يتحملن نتائج تدهور الحياة في القطاع المحاصر.

وشهد المعرض حضور العشرات من الزوار من كلا الجنسين.

وتقول خلود "أحاول نقل شعوري من خلال الرسم تجاه العنف ضد النساء في مختلف المجالات على الورقة البيضاء"، مضيفة أن "كل قطعة فنية يمكن أن ترسل رسالة مباشرة إلى الآخرين، وهذا هو هدفي".

وتوضح أنه "من الطبيعي أن أشعر بالقلق والخوف من الوضع الحالي للنساء التي تعرضت للإساءة، لكنني قررت أن أكون شخصًا إيجابيًا وأنقل قصتي وكذلك النساء اللواتي يعانين من خلال اللوحات للآخرين".

وتفرض إسرائيل حصارا مشددا على نحو 2 مليون فلسطيني في قطاع غزة، عقب سيطرة حركة (حماس) على القطاع بالقوة بعد جولات من الاقتتال الداخلي مع الأجهزة الأمنية الموالية للسلطة الفلسطينية في عام 2007.

وبحسب تقرير صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني عام 2019، فإن 29 في المائة من النساء الفلسطينيات المتزوجات حاليا أو المتزوجات سابقا تعرضن لعنف نفسي أو جنسي أو جسدي أو اجتماعي أو اقتصادي في الأراضي الفلسطينية.

ويوضح التقرير أن حوالي 38 في المائة من العدد الإجمالي هو من النساء اللواتي يعشن في قطاع غزة، بينما 24 في المائة من سكان الضفة الغربية.

ويشير التقرير إلى أن 18 في المائة من النساء في فلسطين تعرضن للعنف الجسدي من أزواجهن، بواقع 12 في المائة منهن في الضفة الغربية و26 في المائة في قطاع غزة ، بالإضافة إلى ذلك فإن 9 في المائة من النساء في فلسطين تعرضن للعنف الجنسي من قبل أزواجهن، و57 في المائة منهن للعنف النفسي بحسب نفس البيانات الرسمية.

وحول هذه الإحصائيات تقول خلود الدسوقي إن "نسبة العنف ضد النساء في المجتمع الفلسطيني أصبحت مقلقة"، مضيفة أنها وجدت طريقها للتعبير عما يحدث مع النساء في منازلهن.

يقول الناقد الفني باسل العكلوك الذي حضر المعرض، لـ ((شينخوا)) بينما كان ينظر إلى صورة شابة ترتدي فستان زفاف لكنها تبكي، إن خلود ساهمت في نقل قصص وتجارب النساء بطريقة إبداعية توحي للناظر إليها مدى بؤس تلك الفتاة التي تتعرض للعنف.

ويضيف العكلوك "أتاحت لنا هذه اللوحات الفنية الفرصة للتعرف على نوع فريد من الفن خاصة وأنه يتحدث عن واحدة من أكثر المشاكل مأساوية في القطاع".

ومع ذلك، ينوه العكلوك إلى أن التدهور غير المسبوق للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الذي يشهده قطاع غزة بسبب الحصار الإسرائيلي المشدد والانقسام الفلسطيني الداخلي كان سببا رئيسيا في زيادة العنف ضد النساء.

وأدت حالة الإغلاق التي فرضتها الحكومة الفلسطينية ضمن التدابير الاحترازية لمنع انتشار مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) إلى زيادة العنف الأسري ضد النساء في فلسطين بشكل كبير.

أخبار ذات صلة