news-details

من البوابات الالكترونية حتى حواجز باب العامود، انتصار الإرادة المقدسية الشعبية

عادت القدس، العاصمة الأبدية لفلسطين، لتثبت جدارة إرادتها الشعبية في مواجهة وصد الاحتلال الغاشم الذي يتربص لأهلها ولشعبها بشكل مستمر، ويحيك لها شتى مؤامرات التهويد والاستيطان، وجرائم الملاحقة والاعتقال، ويدير بشكل منظم الحملات المسعورة للمساس برموزها الوطنية والدينية المقدسة.
وأكدّت الهبات المقدسية الثابتة، والمدافعة بشراسة عن حقها في الوجود والاستقلال والحرية، بأنّ القدس هي البوصلة وهي المحور المركزي في القضية التحررية العادلة للشعب العربي الفلسطيني. وأشارت الوقائع التي جرت ما بين حدث البوابات الالكترونية والحواجز الحديدية، التي استهدفت القدس والمسجد الأقصى، الى أنّ الانتفاضة الشعبية المقدسية تعكس وترمز بشكل مباشر لانتفاضة سائر الشعب العربي الفلسطيني في كل أماكن تواجده. 
وقد فرضت انتفاضة العاصمة بنفسها على الفلسطينيين، وعلى الشعوب العربية، اذ لاحظ العالم والاحتلال خصوصا قدرة هذه الهبات الشعبية المقدسية، على تفوير وتحريك الاحتجاجات والمظاهرات المناهضة للاحتلال ومشاريعه في الوطن وخارجه بشكل أعاد سؤال حرية القدس واستقلالها الى الطاولة، وبالطبع سؤال فلسطين وقضيتها التحررية العادلة.     
وبدأت معركة البوابات الإلكترونية بالمسجد الأقصى في 14 تموز 2017، حينما أغلقت إسرائيل المسجد ومداخل البلدة القديمة، ومنعت إقامة صلاة الجمعة في سابقة منذ احتلال القدس عام 1967.
وأعلنت المؤسسات المقدسية وكافة أهالي مدينة القدس رفضهم الإجراءات الإسرائيلية، ودعت المقدسيين إلى عدم المرور عبر البوابات، وأداء الصلوات في الشوارع المحيطة بالمسجد لحين إزالتها، وتحولت الصلوات الى اعتصامات ضخمة كبرت بشكل مستمر رافقها مواجهات مع الاحتلال.
وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أن حصيلة ضحايا القمع الإسرائيلي في جمعة الغضب، التي رافقت معركة البوابات بلغت ثلاثة شهداء و377 مصابا فلسطينيا، في محيط المسجد الأقصى والبلدة القديمة في القدس المحتلة، و110 إصابات في مناطق مختلفة من الضفة الغربية.
وبعد رفض شعبي ورسمي فلسطيني لهذا الإجراء، ورافقه تضامن عربي وعالمي؛ اضطرت سلطات الاحتلال للتراجع عن البوابات الإلكترونية.
وشهدت منطقة باب العامود والشوارع المحيطة بها احتجاجات ومواجهات عنيفة منذ مطلع شهر رمضان الجاري، رفضا لإغلاق ساحة باب العامود وتقسيمها بالسواتر الحديدية ومنع الجلوس بها والسماح لقطعان المستوطنين بتدنيسها واستفزاز الفلسطينيين المقدسيين والاعتداء عليهم الى جانب الاعتداء على كل عربي مار في أحياء القدس التي يستوطن بها المحتلون.
واسفرت المواجهات الأخيرة قد أسفرت عن اعتقال 100 مقدسي وإصابة 750 آخرين خلال اعتداءات نفذتها قوات الاحتلال ضدهم خلال شهر رمضان، الذي يشهد سنويا، تدفقا مضاعفا على المدينة، والمسجد الأقصى المبارك، للصلاة وأداء الشعائر الدينية.
وأمام هذا النضال الشعبي العنيد، الذي تصدى لشراسة الاحتلال، وإرهاب عصابات المستوطنين المدعومة من حكومة وجيش الاحتلال، أمر قائد قوات الاحتلال في القدس المحتلة، مساء الأحد، بإزالة الحواجز الحديديّة من باب العامود في القدس المحتلة، بعد أيام من المواجهات والاشتباكات ونضال أهل القدس الذين أشعلوا حراكًا واسعًا منذ بداية شهر رمضان توسع نطاقه الى مختلف البلاد والقرى في الداخل والضفة وغزة وبعض العواصم العربية.

القدس - المقدسيون يزيلون الحواجز الحديدية التي وضعها الاحتلال في ساحة باب العامود - عدسة عفيف عميرة\"وفا" 

أخبار ذات صلة