news-details

"شو اللّي بحِوْجَك للمُرّ!! الأمرّ منه"

دورنا ما بعد الانتخابات

"شو اللّي بحِوْجَك للمُرّ!! الأمرّ منه"

مثل شعبي حكيم يعطي نفس معنى ما قاله أحد دهاة العرب عمرو بن العاص، الحكمة ليست في الاختيار بين الخير والشر، هذا سهل، بل الحكمة في اختيار أهون الشرّين.

بداية لا بد من بعض الملاحظات:

  • حققت القائمة المشتركة إنجازا غير مسبوق، فلا عودة الى الوراء، بل علينا ان نأمل ونعمل من اجل المزيد، وهذا ممكن ولازم وضروري، فتحيّة الى كل من ساهم في ذلك بالنشاط والانتخاب، وتحية الى النائبتين الجديدتين، صارت نسبة النساء في قائمتنا المشتركة اكثر من الربع ومن كل المركّبات، وتحية بمناسبة يوم المرأة العالمي الثامن من آذار.
  • ازداد التأييد للقائمة المشتركة بين اليهود، وهو امر في غاية الاهمية، وعلينا وعي ذلك، واجراء بحث معمق ومسؤول لتصعيد هذا التأييد.
  • كذلك ازداد التأييد للقائمة المشتركة، ولو بشكل متواضع لغاية الآن بين العرب الدروز.
  • نتنياهو لم يحصل على غالبية "اصوات الشعب" كما يدعي، فاذا جمعنا نسبة من لم يشترك في التصويت، ومن صوّت لأزرق ابيض، والعمل ميرتس، وليبرمان، والمشتركة، لا تبقى اكثرية لنتنياهو.
    ومن صوت لنتنياهو المتهم بتهم كثيرة وخطيرة – ولا دخان بلا نار – إما مضلَّل او أهبل، ليس من ناحية سياسية، بل من الناحية الأخلاقية. احد أقطاب الحكم والصهيونية عاقب نفسه لمخالفة ارتكبتها زوجته، اما نتنياهو فازداد جموحا وإصرارا للبقاء في الحكم.

والآن الى الهدف من هذا المقال المتواضع والمُكرر، لأن الانتخابات تكررت.
على قادة حزب ازرق ابيض ان يصعدوا الينا في القائمة المشتركة ويطلبوا الدعم، لأن موقفنا في قضايا السلام العادل، والمساواة، والدمقراطية وكل القيم الانسانية أعلى وأسمى بما لا يقاس من موقفهم، لكن إذا لم نرَ الفرق البسيط جدا جدا بينهم وبين نتنياهو نكون عميان البصر والبصيرة.
الهدف الآن إسقاط نتنياهو، نتنياهو صفقة القرن، وحزمة القوانين الفاشية، واستفزاز سوريا وايران حتى وإن التهبت المنطقة بالنار، وكل ما يتعلق بالاستيطان العنصري الذي يجب ان ينقلع او يُقلع، وكل حملة التطبيع العربي مع نتنياهو وسياسته الاجرامية، لكل ذلك يجب اسقاطه وهذا دورنا، وهو دور مرّ مع حزب الجنرالات، لكن نتنياهو أمرّ منه، ولنا في التاريخ عِبر، فهاك ستالين بقدّه وقديده دخل في حلف مع ألد اعداء السلام والشعوب والشيوعية، مع الولايات المتحدة وبريطانيا ضد النازية الالمانية الهتلرية وفاشية موسوليني، ودموية حكام اليابان.
وجورجي ديمتروف اقام جبهة ضد الفاشية مع قوى عديدة تختلف عنه.
نحن جزء من هذا المجتمع الاسرائيلي، وهذا لا يمس ولو بذرّة واحدة انتماءنا الفلسطيني والعربي، وواجبنا ان نقوم بدورنا بمنتهى المسؤولية والجرأة للتأثير الايجابي العنيد والمثابر في هذا المجتمع.
لا نأمل ولا نطعم أنفسنا جوزا فارغا، ان حكومة برئاسة ازرق ابيض ستحل القضايا الجوهرية، أبدا، لكن من الممكن إحداث حلْحلة متواضعة في مواضيع قد تبدو ثانوية هامشية، وهي مهمة، وهي تراكمات لا بد منها للولوج الى قضايا اساسية.
إسقاط نتنياهو وجنون سياسته سيكون له تأثير ملموس على كل منطقة الشرق الاوسط، ويكون ضربة للرجعية العربية وللرئيس الامريكي.
لأول مرة يكون بإمكاننا نحن اسقاط نتنياهو، فهل هذا قليل!! وهل يجب ان تكون تأتأة وتردد في ذلك!!
أنا اعتقد، او على الاقل ادعي ان الغالبية الساحقة من مؤيدي القائمة المشتركة، من هذه الاقلية العربية الفلسطينية الرائعة والراسخة في وطنها، تريد اسقاط نتنياهو، وهناك طريق واحد لا غير، التعاون والالتقاء مع كل الاحزاب التي تريد ذلك، وفي طليعتها الحزب الجديد الاكبر، حزب الجنرالات، ازرق ابيض، التغيّر الايجابي المتدرج البطيء في المنطقة والعالم سيشكل ضربة جدية جدا لهذا الرمز المرفوض – ازرق ابيض، من النهر الى البحر. وما تحققه سوريا وحلفاؤها ضد الاعداء من ارهابيين واسرائيل وامريكا وتركيا هو خطوة في الطريق المؤكد.
وأقول لأنفسنا، لا نستنكف ابدا من تجربة الشعوب وقادة الشعوب، فهذا لينين عقد صُلحا ظالما مع الالمان، صلح بريست – كُرمى للقضية الاساس وتعرض لهجوم المراهقين السياسيين، والذين بصلتهم محروقة، والمزاودين.. وكان الحق معه.
هذا هو قدرنا في وطننا، وفي هذا المجتمع الذي نحن جزء منه، شاء أم أبى، وشئنا نحن ام أبينا، لنحيّد الآن كل المزايدات المجرّبة التي كانت وبالا علينا وعلى شعبنا، ولنتعظ بالقوانين.

 

أخبار ذات صلة