news-details

"لم أرغب لحياتي أن تنتهي في دولة أبرتهايد"، رحيل الشاعر العبري التقدمي ناتان زاخ

رحل اليوم الجمعة الشاعر، المترجم والناقد الأدبي ناتان زاخ عن عمر يناهز 89 عامًا. 

ويعتبر زاخ أحد أهم شعراء اللغة العبرية في النصف الثاني من القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين، وقد حاز على "جائزة إسرائيل" لعام 1995، وعمل أستاذًا في قسم الأدب العبري والأدب المقارن في جامعة حيفا.

عرف زاخ بمواقفه السياسية التقدمية المناهضة للاحتلال الإسرائيلي ومستوطناته، ومناصرته الدؤوبة لحق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره والعيش بسلام عادل. وله العديد من التصريحات المنددة بالمجازر الإنسانية بحق الشعب الفلسطيني. 

أعرب زاخ عن استعداده للانضمام إلى قافلة الحرية إلى غزة. ومن أهم تصريحاته: "لو علمت أن إسرائيل ستكون على ما هي عليه اليوم، لما عدت إلى إسرائيل من إنجلترا عام 1978. يمكنك الكتابة بالعبرية دون العيش هنا. لا ينبغي أن تسمع كل يوم عن تعذيب فلسطيني أو قتله عرضيًا. لم أرغب لحياتي أن تنتهي في دولة أبرتهايد". 

وبعيدا عن المواقف الملتوية التي يطلقها "اليسار الصهيوني" فقد أيد زاخ بوضوح مقاطعة المستوطنات، ورأى أن الاحتلال هو مصدر معظم أمراض المجتمع الإسرائيلي. مما قاله: "قسوة القهر اخترقتنا، ليس هناك يوم لا يقتل فيه الناس هنا، العنف على الطرقات والمدارس تغلغل في ظل الاحتلال. كنت ضابطا أمنيا في اللواء الثامن. أنا لا أراوغ، لقد شاركت في ثلاث حروب حياة أو موت".

في عام 2014 اعتبر زاخ أن العدوان على غزة هو بمثابة إبادة جماعيّة، وفي عام 2015  تمنى للرئيس الفلسطيني محمود عباس النجاح في دعوى تطالب بإدانة جرائم الحرب التي اقترفتها دولة إسرائيل، وهي الدعوى التي رفعتها السلطة الفلسطينية في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.

ومما قاله أيضًا إنه هرب من دولة نازية ليجد نفسه عنصراً في دولة فاشية، معتبراً أن غزة ما زالت محاصرة، ورأى أن صواريخها تعبر عن مقاومة مشروعة. ويضيف: "نحن اليوم كما كانت الإمبراطورية الرومانية في آخر أيامها، فهنا يعلمون فقط الكراهية والتحضير لقنابل نووية بدلاً من محاولة التقرب من الجيران الذين سلبناهم أرضهم".

أدبيًا، قاد زاخ حملة تصحيح في استعمال الالفاظ والمصطلحات والتعابير في الشعر العبري الحديث، أي انه دعا الى تحرير الشعر العبري من القيود التي فرضها على نفسه.

نشر العديد من الدواوين الشعرية على مدار نصف قرن، كان اولها العام 1951 بعنوان (ديك من شوكولاتة)، ثم ديوان شعر بعنوان (ريح شمالية - غربية)، (موت امي)، (ان الانسان شجرة الحقل).

فيما يلي قصيدته بعنوان "أنا أيضًا" التي ترجمها للعربية الشاعر سلمان مصالحة:
"أنا أيضًا مُتَسلِّل
غير قانوني. وَصلتُ إلى
هُنا، ليسَ بِمَحْضِ إرادَتِي
الحُرّة، وَليسَ لأنّ
وَالدَيَّ قَرَؤُوا
كِتابَ ثِيودُور،
هذا الرّجُلَ الّذِي لا يَحْظَى بِمثْلِهِ
كُلّ جيلٍ وَجِيل. هُو أيضًا،
لَوْ بَقِيَ فِي وَطَنِهِ، لَكانَتْ
نِهايُتُهُ مِثْلَ لاجِئٍ مِنَ السّودان أو مِنْ ڤيينا،
لاجِئًا عادِيًّا فِي هذه البِلاد،
غَيرَ مَرْغُوبٍ بِهِ فِيها
بِنَظَرِ الكتابِ الأبيض
أو الأسود
فِي كُلّ جِيلٍ وَجِيل".

أخبار ذات صلة