تقدّمت النيابة العامة، أمس السبت، بطلب إلى المحكمة المركزية في القدس لوقف الاستماع إلى شهادات شهود الدفاع في "الملف 4000" ضمن محاكمة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، مبرّرة ذلك بأن نتنياهو يتابع هذه الشهادات وقد يعمد إلى مواءمة إفادته بناءً على مضامينها. وطالبت النيابة، إلى حين انتهاء التحقيق مع نتنياهو، بقصر استدعاء شهود الدفاع على "الملف 1000"، الذي انتهت فيه إفادته. وبناءً على طلب رئيس الحكومة، أُلغيت الجلسة التي كان من المقرر عقدها غدًا، بذريعة "سلسلة من الأحداث السياسية والأمنية والدبلوماسية"، بحسب ما نقل موقع صحيفة "هآرتس". وكانت المحكمة قد رفضت في السابق طلبًا مشابهًا للنيابة، التي تقول إن شهادات شهود الدفاع تُستغل من قبل محامي نتنياهو، عميت حداد، لنقل رسائل غير مباشرة، رغم الحظر المفروض على الشهود بالتحدث عن شهادة رئيس الحكومة طوال فترة استجوابه المضاد. كما حذّرت النيابة من "تلويث مسار المحاكمة"، مشيرة إلى أن نتنياهو أقرّ بمتابعته شهادة محقق الشرطة السابق تساحي حبكين. ويأتي طلب النيابة في وقت قال فيه فريق الدفاع إن الشاهد التالي سيكون المحقق يورام نعمان، الذي تولّى التحقيق مع نتنياهو، وذلك بالتزامن مع شهادة أدلى بها اليوم رون سولومون، أحد محققي "الملف 4000"، أمام المحكمة في القدس. وتناول سولومون في شهادته وثيقة أعدّها بشأن فيديو "العرب يتدفقون إلى صناديق الاقتراع" الذي نشره نتنياهو خلال انتخابات عام 2015، في وقت من المتوقع أن تستجوب النيابة رئيس الحكومة هذا الأسبوع حول الفيديو ذاته. وأوضح أن الوثيقة أُعدّت في تشرين الثاني/نوفمبر 2019، بعد جلسة الاستماع وقبل تقديم لائحة الاتهام، وتضمنت جدولًا زمنيًا لنشر الفيديو في وسائل الإعلام. وبحسب الوثيقة، نُشر الفيديو تباعًا على مواقع "معاريف" و"ماكو" و"واللا"، قبل أن ينشر الأخير لاحقًا تقريرًا يفيد بأن صناديق الاقتراع في المجتمع العربي لم تشهد تدفقًا جماهيريًا، خلافًا لتصريحات نتنياهو. كما أشار إلى أن موقع "واينت" لم ينشر الفيديو، مكتفيًا بإشارة عامة في تقرير ختامي عن يوم الانتخابات. وقال سولومون إن بندًا في الوثيقة، كان يتناول مادة صحفية أخرى تتعلق بنتنياهو أو بأفراد من عائلته، أُزيل بأمر "غير اعتيادي" من رئيس طاقم التحقيق، نائب قائد الشرطة إيلي أسايغ، الذي طلب منه إعداد الوثيقة بشكل مباشر وشفهي. وخلال الشهادة، بدا سولومون متوترًا، مؤكدًا أنه طُلب منه فقط التحقق من أماكن نشر الفيديو، دون التوصل إلى أي خلاصات أو استنتاجات. ورفض تأكيد ادعاء الدفاع بوجود تعامل استثنائي من موقع "واللا"، قائلًا إنه "عرض المعطيات كما هي". من جهتها، سألت رئيسة هيئة القضاة، ريفكا فريدمان–فلدمان، عن وجود مخالفات أو نتائج في الوثيقة، إلا أن سولومون شدد على أن التقرير "لا يتضمن أي استنتاجات". كما أشار إلى خلاف مع فريق الدفاع حول تلخيص شهادته، معتبرًا أن الملخص "لم يعكس الحقيقة كما فهمها". وفي ختام إفادته، كشف سولومون أنه طُلب منه في بداية المحاكمة، في مناسبات عدة، متابعة التغطية الإعلامية للمحاكمة، من دون توضيح الغاية من ذلك.