أزالت قوات الاحتلال في القدس المحتلّة، اليوم الاثنين، علم الأمم المتحدة عن سطح مبنى وكالة "أونروا" في حيّ الشيخ جرّاح بمدينة القدس، ورفعت مكانه العلم الإسرائيلي، وذلك خلال اقتحام القوات المقرّ المعروف باسم "الرئاسة"، كما شرعت طواقم بلدية الاحتلال بتفتيش المبنى ومصادرة هواتف الحراس وكاميرات المراقبة. وعملت طواقم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في المبنى على مدار السنوات الماضية، قبل أن يُغلق في الثامن والعشرين من يناير/كانون الثاني الماضي، إثر قرارين صادرين عن الهيئة العامة للكنيست بالقراءتين الثانية والثالثة، يقضيان بمنع الوكالة من ممارسة أي أنشطة داخل "المناطق الخاضعة للسيادة الإسرائيلية"، وسحب الامتيازات والتسهيلات منها، إضافة إلى منع أي اتصال رسمي إسرائيلي بها، وذلك اعتباراً من الثامن والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي. وقالت محافظة القدس التابعة للسلطة الفلسطينية، في بيان، الإثنين: "قوات معززة من الاحتلال اقتحمت المقر عند ساعات الصباح الأولى". وأضافت أن القوات الإسرائيلية "احتجزت موظفي الحراسة وصادرت هواتفهم، ما أدى إلى انقطاع التواصل معهم، وتعذّر معرفة ما يجري داخل المقر". وحدث ذلك "بالتزامن مع إغلاق المنطقة بالكامل، وقيام قوات الاحتلال بأعمال تفتيش واسعة طالت مرافق المبنى كافة"، وفقاً للبيان. المحافظة تابعت: "الاقتحام يأتي في سياق سلسلة من الاعتداءات التي نفّذها مستوطنون ونواب في الكنيست". وأردفت أن الاعتداءات بدأت "عقب دخول قرار حكومة الاحتلال حظر عمل أونروا في القدس الشرقية حيّز التنفيذ بتاريخ 30 يناير/ كانون الثاني الماضي". ولفتت إلى أن القرار "أدى إلى مغادرة الموظفين الدوليين المدينة لانتهاء تصاريحهم الإسرائيلية، بينما لم يتواجد الموظفون المحليون في مقار الوكالة خلال الاقتحام". وشددت المحافظة على أن "هذا الاقتحام يمثّل تحديًا مباشرًا لاعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل أيام بأغلبية ساحقة تجديد ولاية الأونروا". ودعت إلى "تحرك دولي عاجل لمحاسبة إسرائيل كدولة مارقة عن القوانين الدولية، ومساءلة قادتها عن الجرائم والانتهاكات المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني ومؤسساته الوطنية والأممية".