هاجم رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، الحكومة الأسترالية، وحمّلها مسؤولية الهجوم الذي وقع خلال احتفال بعيد الحانوكا في مدينة سيدني، وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 11 شخصًا. وقال نتنياهو في خطاب ألقاه خلال فعالية في مدينة ديمونا: "قبل عدة أشهر بعثت برسالة إلى رئيس وزراء أستراليا، أنتوني ألبانيزي، قلت له إن سياساتهم تصبّ الزيت على نار معاداة السامية، وتشجّع كراهية اليهود التي تتفشّى في شوارع أستراليا". وأضاف: "معاداة السامية سرطان، وهي تنتشر عندما يلتزم القادة الصمت، وعليهم استبدال الضعف بالقوة في مواجهتها. وهذا لم يحدث هناك". ووفقًا لمصدر سياسي، من المتوقع أن يتحدث نتنياهو خلال الساعات القريبة مع رئيس وزراء أستراليا، أنتوني ألبانيزي، الذي قال عقب الهجوم إن "لا مكان في بلادنا لهذه الكراهية والعنف والإرهاب". وخلال الأشهر الأخيرة، تصاعد التوتر بين أستراليا ورئيس وزرائها ألبانيزي من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، على خلفية الانتقادات الحادة التي وجّهتها حكومة حزب العمال الأسترالي للحرب الإسرائيلية على غزة. وبلغ التوتر ذروته السابقة في آب\أغسطس، بعد إعلان أستراليا نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال اجتماع قادة الدول في الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول\سبتمبر. وفي رسالته إلى ألبانيزي، اتهم نتنياهو رئيس الوزراء الأسترالي بأن دعوته إلى إقامة دولة فلسطينية تُغذّي معاداة السامية. وبالتوازي، دان نتنياهو انضمام أستراليا إلى الدول التي اعترفت بفلسطين، واصفًا ألبانيزي بأنه "سياسي ضعيف خان إسرائيل وتخلّى عن يهود أستراليا". وفي أستراليا، جاء ردّ رسمي على رسالة نتنياهو، إذ قال وزير الداخلية الأسترالي، توني بيرك، في تصريح انتقد فيه السياسة الإسرائيلية، إن "القوة لا تُقاس بعدد الأشخاص الذين يمكن تفجيرهم أو بعدد الأطفال الذين يمكن تركهم جياعًا". ولاحقًا، ألغى بيرك تأشيرة دخول عضو الكنيست سمحا روتمان، الذي كان من المقرر أن يزور أستراليا ويشارك في عدد من الفعاليات. وذكرت صحيفة "هآرتس" أن قرار الإلغاء جاء على خلفية توجّهات من أستراليين يهود، أعربوا عن خشيتهم من أن تؤدي زيارة روتمان إلى تأجيج الأوضاع. وإلى جانب نتنياهو، هاجم وزراء إسرائيليون آخرون الحكومة الأسترالية في أعقاب الهجوم. وكتب وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، عقب محادثته مع وزيرة الخارجية الأسترالية، بيني وونغ ، أن "أمن اليهود الأستراليين لن يتحقق إلا من خلال تغيير حقيقي في الأجواء العامة في البلاد". وزعم أن "هناك تصاعدًا في ظاهرة معاداة السامية في أستراليا منذ السابع من أكتوبر، يشمل دعوات عنيفة ضد إسرائيل وضد اليهود في الفضاءين الرقمي والعام". من جهته، زعم وزير شؤون الشتات ومكافحة معاداة السامية، عميحاي شيكلي، أن الحكومة الأسترالية لم تفعل ما يكفي لمنع الهجوم، وهي تتحمّل مسؤولية ما جرى. وادّعى أن حكومة أستراليا طبّعت "تعابير تعاطف مع تنظيم القاعدة، ومنظمة التحرير الفلسطينية، وحركة حماس"، وأنها "لم تحرّك ساكنًا طوال عامين إزاء حوادث خطيرة من معاداة السامية".