كتب المحرر والكاتب في صحيفة "هآرتس" موران شرير مقالا نقديا ضد مجرد القيام بالحرب على إيران. وافتتحه قائلا: كل ليلة تجلب معها جرعة من الدماء. عند الفجر، قُتل ثمانية إسرائيليين في وابل من الصواريخ أُطلق من إيران. من الممكن أن تكون الأرقام ضمن التقديرات التي صادق عليها أعضاء المجلس الوزاري المصغّر (وفقًا لتقرير في القناة 12: بين 800 إلى 4000 قتيل). إذا كان هناك ألف هنا أو ألف هناك، فلا توجهوا لهم اللوم. في كل الأحوال، العملية لا تشمل أعضاء الحكومة وعائلاتهم. وشكك في مقولة إن "من يلتزم بتعليمات الجبهة الداخلية يحظى بفرص بقاء أعلى"، وكتب: "في بيتح تكفا قُتل مدنيون جراء إصابة مباشرة بصاروخ في الغرفة المحصّنة. كل ليلة هي رهان على الروليت. من الصعب قياس الأثر النفسي للرعب. الكبار والأطفال، المثقلون بجراح ما يقارب عامين من الكوارث، يُجبرون على العيش في واقع اعتباطي وفي حالة اللايقين التي يجلبها كل مساء. يتحدثون في الاستوديوهات عن "العملية التاريخية في إيران". صور المباني المدمّرة في المدن الإسرائيلية هي تاريخية أيضًا. كل شخص يتأثر بها (...) الرعب يهاجم كل مواطن. بعد قليل يحلّ الظلام ومعه وابل الصواريخ. من المرجح أن بعض الأشخاص الذين يعيشون الآن لن يروا نور الصباح". وتابع: "قال رئيس الحكومة "لا توجد حروب مجّانية"، في سياق حرب أخرى ما تزال مستمرّة وقد نسيناها بالفعل. ثمن الحرب على إيران يدفعه جميع مواطني إسرائيل. الإنجازات العملياتية مذهلة فعلًا، لكنها وحدها لا تكفي لتبرير حرب مكلفة إلى هذا الحد من حيث الدم، والصلابة النفسية، والمال. الحماس لإنجازات الاستخبارات العسكرية، وسلاح الجو، والموساد، لا يجيب بعد على السؤالين الوحيدين اللذين يجب طرحهما الآن: "ما الذي نريد تحقيقه في إيران؟" و"هل هذا ممكن؟" ورغم وصفه النظام الإيراني بـ"الشرير" رأى أن "حكومة نتنياهو لم تكن تملك شرعية لمواصلة الحرب في غزة، ولا تملك شرعية لبدء حرب جديدة. رئيس الحكومة غارق حتى عنقه في أزمات. من الناحية السياسية – لا يملك ما يخوض به الانتخابات. من حيث إرثه – لا يملك سوى السابع من أكتوبر. من الناحية القانونية – هو غارق في استجواب مضاد صعب. من الناحية الإدراكية – لا يمكن تحديد حالته. يرفض لقاء شعبه أو إجراء مقابلة مع الإعلام المستقل. النظرة الوحيدة لحالته النفسية تتاح عبر شهادته في المحكمة، وهناك يظهر انفصاما وجنون عظمة مقلقين. زيارته المسيانية لحائط المبكى عشية انطلاق الحرب، تزيد من حدة القلق". واختتم: "لسنوات، أهمل الجبهة الإيرانية وتردّد. فجأة يُظهر شجاعة، لكن على حساب من؟ هذه الحرب، سواء كانت مبرّرة أم لا، هي الفرصة الأخيرة لنتنياهو لإنقاذ جلده سياسيًا، قانونيًا وتاريخيًا. الثمن سيدفعه آخرون. تعلّم الإسرائيليون التعايش مع صفارات الإنذار، والقتلى، وحرب بلا جدوى. دُرّبنا على ذلك. نحن شعب من الأسود، لكننا أسود متعبة، هُزِمت وتم اصطيادها حتى قبل أن يطلق الإيرانيون صاروخًا واحدًا".