أعلن رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زمير، اليوم الاثنين، قراره إقالة رئيس أركان لواء غولاني السابق، العقيد يوآف يروم، من خدمة الاحتياط، وتوجيه توبيخ شديد له، على خلفية تورّطه في مقتل غور كيهاتي وزئيف إيرليخ في لبنان العام الماضي. غير أن القرار لا يحمل أثرًا عمليًا، إذ كان يروم قد أعلن تقاعده من الجيش قبل أكثر من عام. ويُذكر أن القضية تعود إلى حادثة وقعت في جنوب لبنان العام الماضي، حين سمح رئيس أركان لواء غولاني السابق يوآف يروم بإدخال زئيف إيرليخ، وهو مستوطن وباحث، إلى منطقة قتال خلافًا للأوامر العسكرية، ضمن زيارة لموقع أثري داخل الأراضي اللبنانية. وخلال وجود القوة في المكان اندلع اشتباك مع مسلحين، قُتل فيه إيرليخ أولًا، ثم قُتل غور كيهاتي، الذي كان يعمل مسعفًا، أثناء محاولته تقديم الإسعاف لقائده المصاب، فيما أُصيب يروم نفسه بجروح متوسطة. وجاء القرار بعد إعلان المدّعي العام العسكري إيتاي أوفير عدم نيته تقديم لائحة اتهام ضد يروم. وقال الجيش إن التحقيق العملياتي خلص إلى أن الحادثة شكّلت "فشلًا عملياتيًا خطيرًا انتهى بنتائج مأساوية"، مشيرًا إلى إخفاقات جسيمة في سلوك يروم، سواء في التحضير للعملية أو أثناء تنفيذها، بما في ذلك إدخال مدني إلى منطقة قتال من دون تصاريح أو استعداد مناسب. وأوضح البيان أن إيرليخ أُدخل إلى منطقة قتال خلافًا للأوامر، ورغم ذلك قرر الجيش بعد مقتله الاعتراف به بشكل استثنائي كقتيل عسكري، حيث أُقيمت له جنازة عسكرية ودُفن في مقبرة عسكرية. وأضاف أن بعض الإخفاقات تعكس "فجوات ثقافية وعملياتية أوسع" داخل الجيش. وبحسب التحقيق، سمح يروم بإدخال إيرليخ، إلى موقع أثري داخل لبنان خلافًا للتعليمات، وكان كيهاتي ضمن القوة التي أمّنت الزيارة. وخلال الاشتباك، قُتل إيرليخ أولًا، ثم قُتل كيهاتي أثناء محاولته إسعاف قائده المصاب، فيما أُصيب يروم بجروح متوسطة. ورغم إصرار يروم على أن إدخال إيرليخ جاء "لحاجة عملياتية"، نشرت "هآرتس" شهادات لزملاء كيهاتي أكدت أن الزيارة لم تكن مخططة، وأن القادة تصرفوا خلافًا للأوامر. ومع ذلك، اعتبرت النيابة العسكرية أن الأدلة لا تكفي لإدانته جنائيًا، وأوصت بالاكتفاء بإجراءات قيادية.