أكد المستشار السابق لرئيس الحكومة، إيلي فيلدشتاين، المتهم بقضية تسريب "وثيقة أمنية سرية" لصحيفة بيلد الألمانية، أن بنيامين نتنياهو وقف من وراء قضية التسريب، بهدف التأثير على الرأي العام الإسرائيلي، خلال أيام عاصفة، في أوج حرب الإبادة على قطاع غزة، وهي القضية التي لم يتم التحقيق فيها مع نتنياهو، رغم قُرب فيلدشتاين اليه، كما أن الأخير على علاقة في قضية ما تسمى "قطر غيت". قال إيلي فيلدشتاين، مساء أمس الثلاثاء، في مقابلة مع قناة "كان" التلفزيونية، "كان نتنياهو على علم بكل شيء. هو من كان وراء تسريب المعلومات إلى صحيفة بيلد". وأشار فيلدشتاين إلى الرسالة التي تلقاها من يوناتان أوريخ، المستشار المقرّب لرئيس الحكومة، بعد نشر الوثيقة، وجاء فيها: "خذ وقتك، الزعيم راضٍ". إذ قال فيلدشتاين عن محادثة دارت بينه وبين أوريخ: "تحدثنا بعد ذلك عن ردود فعل رئيس الحكومة بشأن النشر. فهمت أنني أنجزت المهمة المطلوبة مني". وأضاف لاحقا أن الاثنين أجريا مكالمة جماعية مع نتنياهو. وتابع: "في تلك المحادثة، شكرني رئيس الحكومة على النشر. هذا أمر بالغ الأهمية، وأنا أشكرك". بعد ذلك، أعدّ فيلدشتاين ردا على استفسار سيُقدّم إلى مكتب رئيس الحكومة، يُطلب فيه الإجابة عمّا إذا كان نتنياهو أو القيادة السياسية قد اطلعوا على الوثيقة المذكورة. وأوضح أن الاستفسار صُمّم خصيصا "للوصول إلى استنتاج مفاده أن الجيش كان يُخفي معلومات عن القيادة السياسية". ووفقا لفيلدشتاين، فإن الإجابة التي اتفق عليها الثلاثة في المكالمة الجماعية كانت: "لم يكن رئيس الحكومة على علم بالوثيقة من خلال الجيش". وحسب فيلدشتاين، فإن الادعاء بأن نتنياهو اطلع على الوثيقة أولا عبر وسائل الإعلام "كذب". ويرى أنه لا يمكن نشر وثيقة حساسة من هذا النوع دون مشاركة أعلى مستوى سياسي: "لنشر مثل هذه الوثيقة، يجب أن يكون رئيس الحكومة على اطلاع كامل، من البداية إلى النهاية". في وقت لاحق من المقابلة، امتنع فيلدشتاين عن نفي علم نتنياهو بعلاقة أوريخ بقطر. خلفية القضية وتتمحور قضية تسريب الوثيقة السرية إلى صحيفة "بيلد" الألمانية في أيلول/ سبتمبر 2024، في أنه تم تحريفها على أنها استراتيجية لحماس، وقد تم الحصول على الوثيقة بطريقة غير قانونية من أجهزة الاستخبارات، وتم تمريرها عبر سلسلة من الأشخاص، قبل أن تمنع الرقابة العسكرية نشرها في إسرائيل. وحسب ما نشر في حينه، فإن الهدف من التسريب كان إضعاف النضال الشعبي من أجل صفقة الرهائن، وتوفير غطاء لموقف نتنياهو المعارض للصفقة. ويُعدّ يوناتان أوريخ، المستشار السياسي لنتنياهو، والذي يُتوقع توجيه لائحة اتهام ضده، وإيلي فيلدشتاين، المتحدث باسم نتنياهو للشؤون العسكرية، ويسرائيل أينهورن، صاحب شركة الاستشارات "بيرسبشن" والناشط في حزب الليكود، وآري روزنفيلد، الذي كان جنديا احتياطيا في جيش، وهو من سرّب الوثائق السرية، من أبرز المتورطين في هذه القضية. وقد وُجهت اتهامات إلى فيلدشتاين وروزنفيلد بتهم تسريب معلومات سرية، وعرقلة سير العدالة، والسرقة. وترتبط هذه القضية بقضية أخرى تتعلق بالصلة بين مكتب نتنياهو والحكومة القطرية "قطر غيت"، والتي تُجرى بالتوازي، ويتورط بعض المشتبه بهم في كلتا القضيتين. وقد وُجهت انتقادات لفصل القضيتين، حيث يُزعم أن دمجهما يُثير الشكوك حول تسلل قطري إلى جهاز المخابرات الإسرائيلية، عبر مستشاري نتنياهو.