أعلن جهاز "الشاباك" والشرطة صباح اليوم الخميس، السماح بالنشر عن اعتقال أحد سكان مدينة ريشون لتسيون، يُشتبه في أنه نفّذ مهام تصوير قرب منزل رئيس الحكومة السابق نفتالي بينيت، وذلك وفق الاشتباه بتكليف من إيران. وقدّمت النيابة العامة لائحة اتهام بحقه وتنسب إليه ارتكاب جرائم الاتصال بعميل أجنبي والتجسس. وتم اعتقال فاديم كوبريانوف، وهو مواطن إسرائيلي يبلغ من العمر نحو 40 عامًا، خلال شهر كانون الأول/ديسمبر، للاشتباه بارتكابه مخالفات أمنية بتوجيه من جهات استخبارات إيرانية. وجاء اعتقاله بعد أن جرى التعرف عليه باعتباره الشخص الذي قام بالتصوير قرب منزل بينيت، في إطار علاقاته مع جهات إيرانية، حيث طُلب منه خلال تلك العلاقة شراء كاميرا للسيارة من أجل تنفيذ المهمة. وبحسب التحقيقات التي أجراها الشاباك والشرطة فقد طلب خلال الشهرين الأخيرين من كوبريانوف تنفيذ مجموعة متنوعة من المهام الأمنية. وفي هذا السياق، قام بناءً على طلب مشغّليه بنقل صور مختلفة التقطها في مدينة سكنه وفي مدن أخرى، مقابل مبالغ مالية متفاوتة. وتشير لائحة الاتهام المقدّمة إلى المحكمة المركزية في المنطقة الوسطى إلى أنه قبل نحو شهرين أقام كوبريانوف اتصالًا مع عميل أجنبي إيراني، بعدما نشر هذا الأخير في مجموعة على تطبيق تلغرام كان المتهم عضوًا فيها إعلانًا يفيد بأنه يبحث عن عمال إسرائيليين لـ"مشروع تسويقي مدفوع الأجر". وبدأ المتهم والعميل بالتواصل عبر تلغرام، وخلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر كلّفه العميل بمهام مختلفة مقابل أجر حُوّل إليه عبر خدمة "باي بال". ومن بين المهام التي نفّذها المتهم: تصوير وتسجيل فيديو لمراكز تسوق في وسط البلاد، وتصوير أسعار منتجات في محال السوبرماركت، وتوثيق إجراءات شراء شرائح اتصال (SIM) للسياح. وبحسب لائحة الاتهام، عندما لم ينجح كوبريانوف في تنفيذ بعض المهام بالشكل الذي طلبه العميل، بادر من تلقاء نفسه إلى تنفيذها بطرق أخرى. وفي إحدى المرات طلب منه العميل شراء كاميرا سيارة قادرة على التسجيل المتواصل لمدة 24 ساعة، والتوجّه إلى منزل بينيت، وترك سيارته متوقفة في المكان ثم مغادرته. استجاب المتهم للطلب وتوجّه إلى مدينة رعنانا بينما كانت الكاميرا تبثّ بثًا حيًا، لكنه لم يتمكن من العثور على موقف للسيارة في الشارع، فتنقّل ذهابًا وإيابًا عدة مرات لمدة 27 دقيقة، قبل أن يستسلم ويعود إلى منزله. لاحقًا، أرسل إلى العميل نحو خمسة مقاطع فيديو صُوّرت أثناء القيادة، يظهر فيها الشارع ومدخل منزل بينيت. وبالتوازي، سعى المتهم إلى تنفيذ مهام إضافية، ولأجل ذلك تواصل مع العميل عبر حساب تلغرام الخاص بشريكة حياته وبموافقتها. وقد تظاهر بأنه شريكة حياته ونفّذ المهام التي أُسندت إليها مقابل أجر إضافي. وطلبت النيابة العامة من المحكمة الأمر باعتقال كوبريانوف حتى انتهاء الإجراءات القانونية بحقه. وجاء في طلب الاعتقال التأكيد على أن المتهم كان على علم بأنه يتعامل مع عميل إيراني، ومع ذلك واصل التعاون معه، بل ووافق على نقل معلومات تتعلق بشخصية "رفيعة المستوى". ويأتي هذا الاتهام في ظل حادثة اختراق حساب تلغرام الخاص ببينيت الأسبوع الماضي، حيث نشر قراصنة إيرانيون 141 صفحة تضمنت آلاف أرقام الهواتف ومراسلات شخصية لرئيس الحكومة السابق. وكان بينيت قد صرّح في البداية بأن "الموضوع قيد معالجة الجهات الأمنية والجهات المختصة بالأمن السيبراني، والجهاز غير مستخدم حاليًا". ثم أوضح مكتبه لاحقًا أن "الفحوصات أظهرت أن هاتف بينيت لم يتعرض للاختراق". وبعد ساعات فقط، أصدر بينيت تصريحًا محدّثًا أقرّ فيه بحدوث الاختراق.