قال اللواء (احتياط) في جيش الاحتلال نيتسان ألون، الرئيس المنتهية ولايته لهيئة شؤون الأسرى والمفقودين، إن عددًا من الرهائن الإسرائيليين الذين كانوا محتجزين في قطاع غزة قُتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي بسبب ما وصفه بـ "الكثير من الثغرات المعلوماتية تلك الفترة"، قاصدًا أسابيع الحرب الأولى. وسأله الصحفي ناحوم برنيع في مقابلة لصحيفة "يديعوت احرونوت" وموقع "واينت": "صحّحني إن أخطأت، لكن خلال زياراتي لغزة في الأشهر الأولى من القتال، انطباعي كان أن المخطوفين ليسوا على جدول أولويات القوات المقاتلة. وقد انتهى هذا بمآسٍ؟". فقال ألون: "القادة والجنود يفكرون أولاً كيف ينفذون المهمة ويحافظون على حياتهم. بعد ثلاثة أسابيع من 7 أكتوبر بدأ المناورة البرية. عندها كانت لدينا صورة معقولة عن أماكن وجود المخطوفين". وتابع: "تمير نمرودي كان أول مخطوف يُقتل بنيران قواتنا. المنزل الذي كان محتجزاً فيه قُصف من الجو. لم نكن نعلم أنه هناك. أو حالة حن غولدشتاين-ألموغ، التي نجت وعادت: المكان الذي احتُجزت فيه كنّا نعرفه. حدّدنا المنزل الذي كانت فيه كهدف ممنوع القصف. لكن مبنى يبعد 100 متر عن هذا المنزل قُصف. النوافذ في المنزل الذي كانت فيه تحطمت؛ الجدران اهتزّت؛ رعب الموت. الخوف من قصف الجيش الإسرائيلي ظهر في روايات كثير من المخطوفين الذين عادوا". وأضاف: "المسلّحون نقلوا المخطوفين من مكان إلى آخر: ما كنّا نعرفه عن مواقعهم لم يعد ذا صلة. عندما دخلت قوات الجيش إلى جباليا، شمال غرب القطاع، نقلتهم حماس شرقاً إلى الشجاعية. كانت لدينا في تلك الفترة الكثير من الثغرات المعلوماتية. معظم المخطوفين الذين قُتلوا بعد وصولهم أحياء إلى غزة، قُتلوا في تلك الفترة. وردًا على سؤال الصحفي: " هل تعتقد أنّه كان من الممكن التوصّل إلى صفقات لتحرير الأسرى في وقت أبكر، لكن المستوى السياسي اختار إفشالها؟" قال: "كل الصفقات تحدّثت عن إطلاق سراح جميع الأسرى على مراحل. لم تكن هناك صفقات جزئية. المرحلة (أ) كانت ستكون مُلزِمة، والمراحل التالية مفتوحة. في الصفقة الكبيرة الأولى في تشرين الثاني/نوفمبر 2023، شمل الاتفاق 100 امرأة وطفل. وأضاف: "السنوار كان يعرف أنّ 56 أسيرًا من أصل الـ100 تحت سيطرته. التزم بما يعرف أنّه قادر على تنفيذه. لذلك أعلن أنّه سيُفرج عن 50، وخلال وقف إطلاق النار سيبحث عن المزيد. في الكابينت غضبوا منّا: لماذا وافقتم على 50؟ كان هناك الكثير من الضجيج، وتكوّنت سردية مفادها أنّ دَرْمر ونتنياهو أنقذا الموقف، لكن لم يتغيّر شيء جوهري. ثمّ قرّر سنوار أنّ سبعًا من النساء هنّ جنديات. قال: قدّمتُ حصّتي. ننتقل إلى المرحلة (ب)." وكشف اللواء ألون تفاصيل من خلف الكواليس، قائلا: "افترضتُ أنه بعد بضعة أيام من القتال سنعود إلى المفاوضات. لكن هذا لم يحدث. وعندما طلبت حماس السماح لمئات آلاف النازحين الذين نُقلوا إلى المواصي بالعودة إلى شمال القطاع، اقترحنا على الكابينت الردّ بالإيجاب، بدافع إنساني. لكن الكابينت رفض. وقد استمر الجمود من شهر إلى آخر. وفي 22 أيار/مايو نشأت في الكابينت المصغر أغلبية تؤيد فتح المعبر: درعي دعم ذلك. اضطرّ نتنياهو للموافقة، لكنه وضع شروطًا فورًا. عندما لانت حماس، رفضت إسرائيل؛ وعندما لانت إسرائيل، رفضت حماس – وهكذا حتى كانون الثاني/يناير 2025."