news-details

إسرائيل ترى بتعيين سفير تركيا في تل أبيب بوادر صداقة جديدة

ترى أوساط إسرائيلية أن قرار تركيا بتعيين سفير لها في تل أبيب، بعد سحب السفير بعامين، هو مؤشر لبدء مرحلة "صداقة جديدة" خاصة وأن هذا التعيين يرافقه تصريح الخارجية التركية في اعقاب التطبيع بين المغرب وإسرائيل، بالقول إن من حق كل دولة أن تقرر ما يناسبها، خلافا لهجوم طيب رجب أردوغان قبل أربعة اشهر على الإمارات، في أعقاب التطبيع مع إسرائيل في منتصف آب الماضي.

ويقول محلل الشؤون العربية في هآرتس، تسفي بارئيل، إن السفير التركي الجديد هو "أفق أولوتاش ابن 40 عاما والذي درس العبرية والشرق الأوسط في الجامعة العبرية. زهو ليس دبلوماسيا مهنيا. لقد تولى منصب رئيس معهد الأبحاث للشؤون الاستراتيجية "SETA"، وهو مقرب من الرئيس رجب طيب أردوغان، وهذه هي المرة الأولى التي ترسل فيها تركيا إلى إسرائيل سفيراً عين بدوافع سياسية".

وحسب بارئيل، فإن هذا التعيين جاء بموازاة تعيين مراد مرجان سفيرا في واشنطن، وكلاهما من المؤيدين لتطوير العلاقات مع إسرائيل.

وحسب بارئيل، فقد جاء هذا التعيين، "أنه بعد يوم من الإعلان عن الاتفاق بين إسرائيل والمغرب، أعلن وزير الخارجية التركي، مبلوط تشاوشولو بأنه "يوجد لكل دولة الحق في إقامة علاقات مع كل دولة تريدها". في محادثة تلفونية مع نظيره المغربي ناصر بوريطة، فقط طلب بأن لا يكون الاتفاق على حساب الفلسطينيين. لا مؤامرة ولا نفاق ولا خيانة؛ موضوع عادي، عما روتيني".

وجاء هذا الموقف التركي، رغم هجوم أردوغان على الامارات قبل أربعة أشهر، بسبب تطبيعها مع إسرائيل. 

ويقول بارئيل، إن "من يؤمن بالصدف سيدعي بأنه لا يوجد علاقة ما بين التحول التركي وبين تمرير قانون المخصصات للنفقات العسكرية لسنة 2021 في مجلس الشيوخ الأمريكي. في القانون طُلب من الرئيس خلال 30 يوما من المصادقة عليه في الكونغرس- بأن يفرض عقوبات على تركيا بسبب شرائها نظام صواريخ مضاد للطائرات روسي من نوع س 400، دونالد ترامب ينوي في الحقيقة محاربة هذا القانون وفرض فيتو عليه، ولكن يبدو أن النضال هذه المرة سيكون أصعب مما كان في الماضي".

القانون إذا مرر، فهو يبشر بما يتوقع لتركيا تحت إدارة جو بايدن، وقد دخلت منذ الآن في حالة دفاع. بالإضافة إلى ذلك مجموعة يلدريم التركية والتي يمتلكها روبرت يكسل يدلريم، تنوي التنافس على شراء ميناء حيفا أمام شركة من اتحاد الإمارات، الشريكة لشركة "أحواض سفن إسرائيل"، وشركات أخرى. ليس واضحاً ما هي فرص الشركة التركية، ولكن تحسن العلاقات مع إسرائيل هو شرط ضروري لزيادة هذه الفرص.

وكتب بارئيل، إن إرسال سفير، و"إبداء تفهم" للاتفاق بين إسرائيل والمغرب، ومشاركة شركة تركيا في مناقصة على ميناء حيفا، وتقارير عن أن رئيس المخابرات التركي هاكان فيدان، زار إسرائيل في شهر تشرين الثاني، تبدو كبداية لصداقة جديدة؛ ليست مدهشة بالطبع ولكن برغماتية. 

وختم الكاتب، أن إسرائيل من جانبها ليست في عجلة من أمرها. ليس هنالك معلومات عن النية لإرسال سفير إلى أنقرة، ولا عن برنامج للتعاون العسكري أو غيره ما بين الحكومتين. التبرير هو الوضع السياسي في إسرائيل، التحضيرات للانتخابات والكورونا القادرة على كل شيء. ولكن هذه الذرائع جميعها لا تجدي إزاء سيل الاتفاقات التي توقعها إسرائيل مع دول عربية. إذا كان هنالك فرصة لإصلاح العلاقات مع تركيا فإن كل موعد يكون مناسباً، حسب تعبير بارئيل.

أخبار ذات صلة