news-details

الاحتلال يبحث تسريع مشروع جنوب العيزرية الاستيطاني لفصل شمال الضفة عن جنوبها

تبحث سلطات الاحتلال في الأسبوع المقبل، في إطار ما يسمى "الإدارة المدنية"، الاعتراضات التي قدمت ضد خطة البناء الاستيطاني، في منطقة جنوب العزيرية، شرق شرقي القدس المحتلة، أو ما تسمى في سلطات الاحتلال منطقة "إي1"، وهو المخطط القائم منذ قرابة 30 عاما، وتم تجميده مرارا، ويهدف إلى استكمال الحزام الاستيطاني، الذي يبدأ من غربي مدينة بيت لحم، مرورا بالقدس المحتلة، والمنطقة المذكورة هنا، وحتى مشارف البحر الميت، ومن الأهداف الأساسية له، عدا التوسيع الاستيطاني، هو فصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها، بهدف القضاء على احتمال قيام دولة فلسطينية ذات سيادة، بتواصل جغرافي.

وقالت صحيفة هآرتس، إن جهاز الامن الإسرائيلي عارض في السنوات الاخيرة تطبيق هذا المخطط بسبب معارضة الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي، وهذا الموقف مقبول على الاغلب على المستوى السياسي. النقاش الذي سيجري في الاسبوع المقبل سيكون على خلفية التوتر بين البيت الأبيض وحكومة الاحتلال، في اعقاب قرار السماح للمستوطنين بنقل المدرسة الدينية في مستوطنة حومش الى ما يسمى "اراضي دولة"، من اجل شرعنة هذه البؤرة الاستيطانية، بعد أن تعهدت حكومة الاحتلال، حسب الولايات المتحدة، بعدم السماح للمستوطنين في المكوث في حومش بشكل دائم.

وتبلغ مساحة المنطقة المستهدفة جنوب العيزرية، 12 كم مربع (12 ألف دونم). وقد تم ضمها لمستوطنة معاليه ادوميم وهي تمتد من شمالها وغربها. وخطط البناء في هذه المنطقة قائمة منذ فترة حكومة رابين، لكن تطبيقها تم تأجيله منذ العام 2005 بسبب الضغوط الدولية. 

في العام 2013 جرى نقاش في مجلس التخطيط التابع لسلطات الاحتلال حول الدفع قدما بخطط البناء في المنطقة، بمبادرة من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وتمت المصادقة على هذه الخطط. وقد ناقشت بريطانيا وفرنسا، احتجاج على ذلك، مسألة اعادة السفراء من اسرائيل. وبعد الانتخابات في نفس السنة تم تجميد هذه الخطط.

في العام 2017 كانت محاولة اخرى للدفع قدما بالبناء في المنطقة من خلال قانون لضم معاليه ادوميم. النية كانت تطبيق القانون الاسرائيلي في هذه المستوطنة، وحسب هآرتس، فإن قانون ضم معاليه أدوميم، كان يمكن أن يطرح للتصويت في اللجنة الوزارية لشؤون التشريع، لكن نتنياهو قام بإلغاء عملية التصويت في اعقاب الرسائل التي حصل عليها من الرئيس الامريكي في حينه دونالد ترامب.

في العام 2020 اعلن نتنياهو عن أنه اعطى تعليمات للدفع قدما مرة اخرى بخطة البناء في المنطقة. الحديث يدور في الخطة الحالية التي ستتم مناقشتها في ما تسمى "الادارة المدنية" في الاسبوع المقبل، والتي في اطارها سيتم اقامة 3500 وحدة سكنية استيطانية. منذ ذلك الحين تم تأجيل النقاشات في هذه الخطة عدة مرات. مثلا، الجلسة التي تم التخطيط لها في تموز 2022 تم تأجيلها قبل زيارة الرئيس الامريكي جو بايدن في اسرائيل.

الاعتراضات على خطة البناء، التي ستناقشها الادارة المدنية، قدم ضمن امور اخرى من قبل القرى الفلسطينية العيزرية وعناتا ومن قبل سكان حي العيسوية في شرقي القدس، وايضا من قبل جمعيات اسرائيلية. في الاعتراض الذي قدمته حركة "السلام الآن" وجمعية "عير عاميم" وجمعية العدالة البيئية جاء أن البناء في المنطقة سيضر باحتياطي الاراضي الوحيد القائم في منطقة، رام الله- القدس- بيت لحم، التي يعيش فيها نحو مليون فلسطيني.

أخبار ذات صلة