news-details

التضخم المالي في العام الماضي 2,8% بارتفاع مفاجئ في الشهر الأخير


كيف يتم احتساب التضخم المالي، وما مدى ملاءمة الحساب للشرائح الفقيرة والضعيفة


فاجأ التضخم المالي في الشهر الأخير من العام الماضي 2021، بارتفاعه بنسبة 0,3%، رغم أنه عادة يتراجع التضخم في الأشهر الأخيرة من كل عام، وبذلك يكون التضخم المالي قد سجل في 2021، أعلن نسبة له منذ أكثر من 11 عاما، ببلوغه نسبة 2,8%، وهي نسبة فاقت كل التوقعات الرسمية للتضخم، وتعكس أساسا ارتفاع الأسعار، في المواد الغذائية والسلع والبضائع الحياتية الأساسية، تحت غطاء انعكاسات جائحة الكورونا عالميا ومحليا.
وقد شهد الشهر الأخير من العام الماضي ارتفاع أسعار في الألبسة والأحذية بنسبة 1,1%، وفي الصرف على البيوت بنسبة 0,8%، والأثاث والمعدات البيتية بنسبة 0,7%، والمواد الغذائية بنسبة 0,5%.
أما أسعار البيوت، فقد واصلت ارتفاعها في الشهر الأخير بنسبة 1,4%، وفي العام 2021 ارتفعت أسعار البيوت بنسبة 10,6%.
وفي المقابل، تراجعت أسعار الخضراوات والفواكه بنسبة 2,7%، والتربية والثقافة والترفيه بنسبة 0,8%. 
وعلى الرغم من هذا الارتفاع الحاد، مقارنة مع السنوات السابقة، ووصل التضخم الى قرابة السقف الأعلى الذي حددته السياسة الاقتصادية، 3%، فإن التقديرات تشير الى أن بنك إسرائيل المركزي لن يرفع في هذه المرحلة الفائدة البنكية الأساسية، التي هي حاليا 0,1%، بسبب ارتفاع قيمة الشيكل امام الدولار وكل العملات العالمية، وبسبب الأوضاع الاقتصادية القائمة.

كيف يتم احتساب التضخم

حساب التضخم المالي قائم على أساس احتساب سلة مشتريات ومصاريف عائلية، مع توزيع بنود الصرف بحسب نسب مئوية، ثم يجري احتساب تحرك الأسعار في كل واحد من بنود الصرف، ليجري الاحتساب الإجمالي. 
وفي مكتب الإحصاء المركزي الحكومي الإسرائيلي، يجري تعديل سلة المشتريات والصرف مرّة كل عامين، بناء على استطلاع يشمل آلاف العائلات في عامين سبقا، أو أكثر. 
ففي مطلع العام 2021 جرى تعديل احتساب سلة المشتريات والصرف، للعامين الماضي والجاري 2022، بناء على استطلاع شمل 8300 عائلة على مدى العامين 2018 و2019. إضافة الى الاستعانة بتقارير شركات بطاقات الاعتمادات، حول بنود صرف الجمهور.
وتعتمد توزيعة الصرف على عائلة من 4 أنفار، تعيش في مدينة. وفي السلة التي تم وسيتم الاعتماد عليها في هذا العام، كان حجم مدخول العائلة، بالمقياس المذكور، 20646 شيكلا غير صافي، و16169 شيكلا كمدخول صافي، بعد الضرائب.
وتم توزيع صرف السلة كالتالي:
24,73% على البيت بما يشمل قروض اسكانية
9,2% على صيانة البيت
3,6% على الأثاث ومعدات البيت
14,58% للصرف على المواد الغذائية
3,3% على الخضروات والفواكه 
6% على أمور الصحة
2,88% على الألبسة والأحذية
11,2% على التربية والتعليم والترفيه
18,4% مواصلات واتصالات
6% أمور مختلفة.

احتساب بعيد عن غالبية الجمهور

استنادا لتقارير الفقر الرسمية، بما تشمل من هم تحت خط الفقر، أو أعلى بقليل منه، بمعنى أنهم في دائرة الفقر، ويضاف اليهم الجمهور الذي يُعد ضمن الشرائح الوسطى الدنيا، وكلهم يشكلون أغلبية، فإن حجم مدخول العائلة المشار اليه، وتوزيعة الصرف، أبعد ما يكون عن واقع هذه الشرائح المنكوبة، بأوضاع اقتصادية صعبة.
فالعائلات الفقيرة والضعيفة، وتلك التي في أدنى درجات الشرائح الوسطى، فإن توزيعة الصرف ليها مختلفة بقدر كبير، خاصة في بند المواد الغذائية بما تشمل الخضروات والفواكه، حوالي 17,9% من اجمالي المدخول وفق احتساب التضخم، ولكن بنسبة تتجاوز 30% لدى الفقراء، بحسب تقارير سابقة، وهذا بند واحد.
ما يعني أن واقع ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية، والبضائع الحياتية على الفقراء والضعفاء، هو أشد عليهم، مقارنة بواقع الشرائح الميسورة والشرائح الوسطى العليا.
في حكومة أولمرت، 2006- 2009، ونظرا لتركيبتها، وردت فكرة لم تعش طويلا، لاجراء احتساب تضخم خاص بالشرائح الفقيرة، وعلى أساسها يتم النظر لراتب الحد الأدنى من الأجر والمخصصات الاجتماعية. ومع وصول بنيامين نتنياهو للحكم مجددا في العام 2009، تم وأد الفكرة كليا.

أخبار ذات صلة