ترجمة الاتحاد
كتب ساغي كوهين، المتخصص في التكنولوجيا الحربية، تقريرًا صباح اليوم في صحيفة "ذا ماركر"، يوضح فيه أن مقتل أربعة جنود ليلة أمس الأحد، في انفجار طائرة مسيرة في قاعدة جولاني العسكرية قرب بنيامينا، وهو حدث صعب للغاية ويسلط الضوء مرة أخرى على "الثغرة" الموجودة في نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي: فمن ناحية، تمكن هذا النظام من اعتراض صواريخ قصيرة المدى وصواريخ باليستية متطورة على ارتفاعات كبيرة، لكنها من ناحية أخرى، تجد صعوبة في التعامل مع التهديدات البسيطة والمنخفضة المستوى - مثل الطائرات المسيرة والمسيرات الصغيرة.
ويقول، إنه طوال الحرب، حذر العديد من المسؤولين في إسرائيل مرارا وتكرارا من أن إسرائيل دخلت الحرب وهي غير مستعدة بشكل صحيح لتهديدات الطائرات المسيرة والمسيرات الصغيرة، ووضعت التعامل مع هذا التهديد في مكان منخفض في سلم الأولويات مقارنة بمجموعة متنوعة من التهديدات الأخرى. بالمقارنة، قامت إسرائيل على مدى عقود ببناء طبقات مختلفة من الدفاع الجوي ضد الصواريخ والقذائف - من القبة الحديدية وصواريخ حيتس 3 - التي أثبتت نفسها في الهجمات الصاروخية الإيرانية، لكن التهديد على ارتفاعات منخفضة - مثل الطائرات المسيرة - تم إهماله لأسباب تتعلق بتحديد أولويات الموارد والميزانية.
ويقول إنه بالرغم من أن الجيش الإسرائيلي حقق خلال الحرب العديد من النجاحات في اكتشاف واعتراض طائرات حزب الله المسيرة. ولكن من الواضح الآن أن حزب الله وغيره من المنظمات قد رصدوا هذه "الثغرة" ويستغلونها. بعض النجاحات الكبيرة التي حققها حزب الله في ضرب العمق الإسرائيلي كانت من خلال الطائرات المسيرة - بما في ذلك ضرب بالون المراقبة "تل شمايم"، إلى جانب ضرب مبنى في هرتسليا عشية يوم الغفران، والضربة في يونيو بالقرب من حرفيش - إلى جانب نجاحات حزب الله في إرسال طائرات مسيرة للاستطلاع بشكل عميق داخل إسرائيل.
ويكتب أن ليس حزب الله وحده هو الذي نجح في ذلك: فقد تسببت الطائرات المسيرة التي أطلقت من اليمن والميليشيات الموالية لإيران في العراق، في إلحاق أضرار جسيمة بتل أبيب والجولان وأماكن أخرى. لقد استثمرت إيران بكثافة في صناعة المسيرة وزودت بها المنظمات الموالية لها، كما أنها تزود روسيا بالطائرات المسيرة، التي تهاجم أوكرانيا بها.
ويقول إنه يجب التأكيد على أن الحديث يدور هنا عن طائرات مسيرة كبيرة نسبيًا وثابتة الأجنحة - ويجب عدم الخلط بينها وبين المسيرات الصغيرة، وهي طائرات صغيرة ورخيصة ذات مراوح متعددة (متعددة الشفرات) يتم تشغيلها عن طريق التحكم عن بعد ولها مدى قصير جدًا. في الجيش يقدرون أن الطائرة المسيرة التي ضربت قاعدة جولاني كانت من طراز "صياد 107"، التي يبلغ مدى طيرانها حوالي 100 كيلومتر ويبلغ طول جناحيها 1.5-2 متر. ووفقا للجيش الإسرائيلي، فقد اخترق هذا النموذج من الطائرات المسيرة الأراضي الإسرائيلية عشرات المرات طوال الحرب. ووفقا لتحقيق أولي، دخلت الطائرة المسيرة إسرائيل من جانب البحر إلى جانب طائرة مسيرة أخرى تم اعتراضها قبالة سواحل نهاريا. وفقدت آثار الطائرة المسيرة الإضافية حتى انفجرت في القاعدة العسكرية.
ووفق الكاتب، تحمل الطائرات المسيرة بالفعل رؤوسًا متفجرة صغيرة نسبيًا تبلغ بضع عشرات من الكيلوجرامات من المواد المتفجرة، لكنها تعوض ذلك بمزاياها الرئيسية: المدى الطويل والدقة العالية والتميز في التحليق المنخفض والخفي على أنظمة الكشف الحديثة. ويمكننا أن نضيف إلى ذلك أنها أدوات بسيطة ورخيصة وسهلة الاطلاق والتشغيل.
ويتم إطلاقها باستخدام صاروخ صغير في المرحلة الأولى وثم تطير ببطء وبشكل منخفض، وأحيانًا في مسار "متعرج"، وتكون أحيانًا قادرة على المناورة والتحليق في مسارات معقدة للوصول من اتجاهات غير متوقعة، حيث تستغل تضاريس الميدان مثل الأودية والشقوق. وهي مصنوعة من مواد لا تعكس موجات الرادار بشكل جيد مثل الألياف الزجاجية وأحيانا حتى الخشب.
ويشرح أن طرق التوجيه الخاصة بالمسيرات متنوعة، إذا كان هناك اتصال مع الطائرة المسيرة يمكن توجيهها وتغيير الهدف أثناء تحليقها – ولكن في بعض الأحيان تطير دون اتصال على الإطلاق، وذلك وفق مسار ثابت يعتمد على نظام الملاحة عبر الأقمار الصناعية، ونظام توجيه ذاتي يقيس التغيرات في الاتجاه والانحرافات ويصحح المسار وفقًا لذلك، ولهذا السبب يتغلب أيضًا على تشويش نظام تحديد المواقع (GPS) الذي يفعله الجيش الإسرائيلي في الشمال. كل هذه الخصائص تجعل من الصعب ليس فقط رصد الطائرات المسيرة، ولكن أيضًا اعتراضها.
ويضيف: بكل الأحوال كيف نتعامل مع الطائرات المسيرة ؟ . يعتمد الرصد الحالي للطائرات المسيرة على أنظمة رادار الجيش التي مرت بتطوير وتحسين، بالإضافة إلى أنظمة الرادار المحمولة جواً وأنظمة الاستشعار الأخرى. وتم اعتراضها سابقًا بواسطة القبة الحديدية وطائرات ومروحيات تابعة لسلاح الجو وسفن تابعة لسلاح البحرية بالإضافة إلى وسائل تشويش إلكترونية.
ويكتب أنه على الرغم من وجود عدد غير قليل من النجاحات في الاعتراض، فمن الواضح أن معدلات الاعتراض الناجحة منخفضة مقارنة بمعدل اعتراض الصواريخ والقذائف. ويحتاج الجيش الإسرائيلي الآن إلى تحسين استجابته ضد الطائرات المسيرة، حيث بات من الواضح ما هو الضرر الذي يمكن أن تسببه حتى طائرة مسيرة واحدة تفلت من الرادار. وقال الجيش الإسرائيلي في وقت سابق من هذا العام إنه يتم تطوير حلول جديدة أو يتم اختبارها عمليًا في الميدان.
ويقول إنه من بين أمور أخرى، تعلق المؤسسة العسكرية آمالها على النظام الذي طورته شركة رافائيل العسكرية، نظام "مغين أور"، الذي ينبغي أن يدخل حيز الاستخدام العملي في المستقبل القريب، وهو قادر على تدمير مثل هذه التهديدات باستخدام شعاع ليزر قوي. كما أُعلن أن إسرائيل تدرس على مدار العام إمكانية استخدام مدافع فولكان M61 ضد طائرات حزب الله المسيرة، وهو مدفع ذو 6 فوهات يطلق مقذوفات بمعدل مرتفع ويمكن توجيهه تلقائيًا باستخدام الرادار.
ويضيف أنه في الأيام الأخيرة، كشفت شركة رافائيل في خارج البلاد عن نظام يعتمد على مدفع ليزر إلى جانب قاذف مثبت على مركبة قتالية مدرعة، مصمم لاعتراض التهديدات الجوية مثل الطائرات المسيرة على مدى 2 كم، على الرغم من أن الشركة لم تذكر ما إذا كان النظام قد دخل حيز التشغيل حتى الآن.
ويضيف، على سبيل المثال، أنه كان على أوكرانيا أن تجد حلاً سريعًا وفعالًا ورخيصًا لتهديد الطائرات الروسية المسيرة، حيث تم تدمير مواقع الرادار الخاصة بها أو ثبت أنها غير فعالة بما فيه الكفاية. أحد الحلول التي أثبتت فعاليتها هو نظام الكشف الصوتي: شبكة من أجهزة الاستشعار الصوتية والميكروفونات، إلى جانب برامج مدربة على اكتشاف التوقيع الصوتي الفريد للطائرات المسيرة من التهديدات الجوية تم نشرها في جميع أنحاء أوكرانيا، مستفيدة من حقيقة أن الطائرات المسيرة تعتمد على محركات مكبسية وتصدر ضوضاء طنين مميزة وعالية إلى حد ما. وكان النجاح كبيرا - بل ودعا الجيش الأمريكي إلى اعتماد نظام مماثل.
بالإضافة إلى ذلك، في الأيام القليلة الماضية فقط، أعلن البنتاغون أن شركة Endoril الأمريكية الناشئة فازت بمناقصة بقيمة 250 مليون دولار، والتي بموجبها ستقوم بتوريد "الأسلحة الطائرة" (نوع من الطائرات الانتحارية المسيرة) من طراز Roadrunner، والتي قادرة على الطيران بسرعة وتتبع وتدمير الطائرات المسيرة بشكل أوتوماتيكي.
ويقول إنه وفي إسرائيل هناك بالفعل من يدعو إلى تبني مثل هذه الحلول، ولكن من السابق لأوانه تحديد ما إذا كانت مناسبة بالفعل. في أوكرانيا، على سبيل المثال، تقطع الطائرات المسيرة مسافات هائلة فوق مناطق مسطحة، وهناك متسع من الوقت لرصدها وإسقاطها، من ناحية أخرى، في إسرائيل، الظروف الطبوغرافية مختلفة والمدى أقصر بكثير.