news-details

جندي إسرائيلي حارب في غزة يحرق نفسه ويثير قضية تعامل الدولة مع جنودها السابقين

عقدت اليوم الجمعة، جلسة خاصة بين وزير الحرب بنيامين غانتس وبين قيادة منظمة تعنى بمتضرري جيش الاحتلال، حيث التزم غانتس خلالها بتمرير قرارات حكومية مستعجلة لتحسين ظروف مصابي حروبات إسرائيل وضمان حصولهم على العلاجات الطبيّة.

وتأتي هذه الجلسة بعد أن أشعل جنديٌ إسرائيلي النار بنفسه مساء يوم الاثنين، أمام مكاتب إعادة التأهيل التابعة لوزارة الحرب الإسرائيلية في مركز البلاد، متسببًا بإصابته بجراح بالغة الخطورة نقل على إثرها إلى مستشفى "تل هشومر" لمتابعة علاجه وهو في حالة حرجة.

وأحرق الجندي (26 عامًا) نفسه في الأسبوع الذي تحيي و"تكرّم" فيه إسرائيل ذكرى جنودها الذين فقدتهم في المعارك وعمليات المقاومة ضدها، محتجًا على تعامل دولته معه رغم أنه حارب إلى جانبها.

وشارك الجندي في الحرب العدوانية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزّة في العام 2014 وكان ضمن كتيبة جولاني التي دخلت حي الشجاعية وتلقّت ضربات قاسية من المقاومة الفلسطينية، من ضمنها صاروخ كتف من نوع "ار بي جي" وجهت ضد كتيبته في معركة نجحت خلالها المقاومة من قتل سبعة جنود وإصابة اثنين آخرين بجراح خطرة وخطف الجندي أورن شاؤول.

 وقال مقربوه إن الجندي يعاني منذ تلك المعركة من اضطرابات نفسية متفاقمة ومن صدمة الحرب، وتمّ الاعتراف بإعاقته من قبل الجيش، لكن بمستوى أقل من المستوى الذي يمكنه من تلقي كافة العلاجات ويمنحه تعويضات مادية منخفضة قال مقربوه انها لم تكفيه وأن العلاجات لا تكفيه، وأنه "يشعر بالإهانة كلما توجّه إلى وزارة الأمن للمساعدة" وقال محاميه إن توجه الوزارة كان مستهزئًا بطلباته، وتعامل معه بسخرية وبشكل غير مهني.

وتظاهر العشرات في اليوم التي تحيي فيه إسرائيل ذكرى قتلاها، في القدس، ضد ما أسموه التعامل الرسمي مع المصابين من جيش الاحتلال وخاصة من حاربوا ضمن الوحدات القتالية فيه وضد العقبات التي تضعها الوزارة امام ما أسموه إعادة تأهيلهم.
ووقف العشرات ممن يعانون من "صدمة الحرب" في المكان الذي أحرق فيه الجندي نفسه في مركز البلاد لحظة إطلاق إسرائيل صفارات الإنذار في ذكرى قتلاها، تضامنًا مع الجندي.

وقال تقرير خاص نهاية العام الماضي إن قسم إعادة التأهيل في وزارة الحرب الإسرائيلية يحارب أصحاب الإعاقة بدلًا من إعادة تأهيلهم، خاصّة في كيفية الاعتراف بالجنود الذين يعانون من الصدمة نتيجة الحروب العدوانية التي تقوم بها إسرائيل.
ورغم ردود الفعل المتعاقبة على الساحة السياسية والوعد بالتغيير الجذري إلا أن سياسة إسرائيل وزعامة الحركة الصهيونيّة لم تتغير، واتبعت التنكّر لحلفائها، ورمي العملاء الذين سهّلوا أجندتها الاجرامية وسياسة الاحتلال والاستيطان.

أخبار ذات صلة