news-details

رئيس تحرير هآرتس: الحرب الحالية على غزة هي الأفشل  ويجب وقفها فورًا

وصف، ألوف بن، رئيس تحرير صحيفة هآرتس، في مقال له اليوم الثلاثاء أن عملية "حارس الاسوار" التي تشنها اسرائيل على غزة، أنها "أكثر حرب إسرائيلية فاشلة وغير ضرورية، حتى في المنافسة الشديدة مع حرب لبنان الثانية وعمليات الرصاص المصبوب و"تسوك ايتان" و"عمود عنان" في غزة". وأكد "إننا نشهد فشلًا عسكريًا وسياسيًا خطيرًا، كشف النقاب عن عيوب في انتشار الجيش وعمله، وفي قيادة حكومة مرتبكة وعاجزة".

ووجه بن كلامه لرئيس الحكومة مطالبًا:  "بدلاً من تضييع الوقت في السعي غير المجدي من أجل "صورة النصر"، والتسبب في القتل والدمار في غزة وتعطيل الحياة في إسرائيل، يجب على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أن يتوقف الآن، ويوافق على وقف إطلاق النار، ويأمل أن يتم استيعاب الفشل بسرعة في الرأي العام واجراء فحص شامل جيش الدفاع الاسرائيلي".

وفصل بن ما يراه أنه مكامن الفشل في الحرب الجارية: "تفاجأت إسرائيل تماما بالمبادرة التي اتخذتها حماس لجرأتها وقدرتها القتالية التي أظهرتها بإطلاق آلاف الصواريخ على الجبهة الداخلية الإسرائيلية".

وأضاف: "تركز اهتمام إسرائيل الأمني خلال العقد الماضي على "المعركة بين الحروب" في الشمال والصراع ضد إيران. كان يُنظر إلى غزة على أنها ساحة ثانوية يجب احتواؤها في مجموعة من الوسائل الاقتصادية - تمويل حماس من قبل قطر بدعم إسرائيلي وتخفيف معين للحصار مثل إدخال مواد البناء. وفي استثمارات كبيرة في وسائل الحماية، وعلى رأسها القبة الحديدية والجدار تحت الأرض على حدود غزة".

وتابع: "بقدر ما هو معروف، لم يحذر أي من أصحاب القرار من أن حماس يمكنها، بجهد ضئيل، نزع القفص الذي دفعتها إسرائيل إليه، والوقوف على رأس النضال الفلسطيني كمدافع عن الأقصى، وتكثيف التمزق بين حكومة نتنياهو والإدارة الأمريكية الجديدة لجو بايدن".


وقال بن: "يمكن اطعام الجمهور في كل بيان صحفي بالحديث المتغطرس عن "الضربات المؤلمة التي وجهناها لحماس"، وإظهار الطيار الذي قتل ضابط الجهاد الإسلامي - كل هذه الطبقات من المكياج لا تستطيع إخفاء الحقيقة: ليس لدى الجيش الإسرائيلي أي فكرة عن كيفية شل حركة جيش حماس وإخراجه عن التوازن. كشف ضرب الأنفاق في قصف مكثف عن قدرة عملياتية إستراتيجية، لكن دون إلحاق ضرر فعلي بالقدرة القتالية للعدو".

وقال بن أن  حماس ألحقت أضرارًا جسيمة بنسيج الحياة اليومية من تل أبيب إلى الجنوب، ولا يبدو أن الجيش الإسرائيلي قادر على منع أو إيقاف هذا حتى بعد أسبوع ونصف من تبادل إطلاق النار.

وأضاف: "لقد تحول دور القوات البرية للجيش الإسرائيلي إلى دور مهمل، مجرد قوة للخداع ، التي تتمثل مهمتها في إرباك العدو وادخاله  إلى فخ من أجل تنفيذ غارة جوية. وحتى في هذا ربما لم ينجحوا، ولم يتم الاضرار بمقاتلي حماس بشكل جماعي في الأنفاق التي تم تفجيرها حينما قام الجيش بخدعة الدخول البري."

وقال بن أنه  من الجيد ألا يفكر أحد حتى في عملية برية في قطاع غزة، وأنها ستكون متعددة الخسائر وأنه يظن اصلاً أن الجيش غير قادر على القيام بها. "لا يوجد هدف لإسرائيل يبرر مثل هذا العمل، وهذه المرة ليست هناك حتى دعوات لـ "دخول" و "ومسح" وغزو غزة ، حتى في أقصى يمين الخريطة السياسية. ومع ذلك، فإن الخوف يتسلل إلى القلب من أن الجيش غير قادر حتى على الدخول إلى الميدان، وليس جاهزًا للقتال هناك".

وأشار بن إلى أقوال  الجنرال في الاحتياط لجيش الاحتلال "يتسحاق بريك"، وهو من أشد منتقدي قيادة الجيش في السنوات الأخيرة، الذي حذر مرارًا وتكرارًا من أن "الحرب القادمة ستخاض في الجبهة الداخلية، وأن إسرائيل ليس لديها الرد على الهجمات بآلاف الصواريخ والقوات البرية غير قادرة على القتال". أشار بريك إلى "حرب مستقبلية مع حزب الله، الذي قوة نيرانه أقوى بكثير من قوة حماس، لكن المواجهة الحالية يجب أن تبدو وكأنها تجربة خفيفة قبل الاختبار الحقيقي، والنتيجة ليست جيدة"

وأضاف: "اعترضت القبة الحديدية الغالبية العظمى من الصواريخ وأنقذت العديد من الأرواح، لكنها وجدت صعوبة في تحمل القذائف المركزة التي أغرقت نظام الدفاع الإسرائيلي. الجبهة الداخلية الإسرائيلية لم تتضرر من قبل بهذا القدر من التسلح. أصبحت عسقلان مدينة أشباح، وهُجرت المنازل غير المحمية. وكل هذا يتضاءل أمام قدرات حزب الله القتالية".

أخبار ذات صلة