news-details

ضوء اخضر للحاخامية العليا لمقاضاة خارقي "أنظمة الحلال"

أجاز المستشار القضائي للحكومة للحاخامية العليا الرسمية، بأن تقدم لوائح اتهام ضد من تعتبرهم خارقي أنظمة الحلال اليهودي التي تفرضها، وبضمنهم من يعلنون عن أن مطاعمهم تقدم طعاما بموجب الحلال، بحسب اشرافهم الشخصي وليس من خلال شهادات الحاخامية العليا، المكلفة. وهذا يعني ضوءا أخضر لتشديد الاكراه الديني، ومنع الحريات، والحفاظ على احتكارية الحاخامية العليا على اصدار شهادات الحلال.

وتؤدي أنظمة الحلال والقيود الشديد عليها، واحتكار إصدارها من الحاخامية العليا، عدا تلك التي تصدرها مؤسسات الحريديم، الى رفع أسعار الأغذية بشكل حاد. فحسب كل الأبحاث والتقارير، منها الرسمية أو الخاصة، فإن أسعار المواد الغذائية في إسرائيل أغلى بنسبة 25% من أسعارها في العالم، مقارنة مع مستويات الدخل، ومستوى المعيشة. والارتفاع الأعلى نجده في أسعار اللحوم، التي هي أعلى بنسبة 30% مقارنة بأسعارها في العالم.

وهذا لا يعني أن الأسعار مرتفعة فقط على الأغذية الملائمة للحلال اليهودي، بل كل الأغذية عامة، حتى لو كانت تنتج وتباع في أسواق العرب؛ لأن تسعيرة البضائع تأخذ بالحسبان البيئة التي تباع فيها، ومقارنتها مع أسعار البضائع المثيلة، بمعنى أن كيلو اللحمة في مدينة الناصرة، إن كانت طازجة أو مثلجة، لا تختلف عما هو في المدن اليهودية.

وغلاء أسعار المواد الغذائية، يقود تلقائيا الى ارتفاع الأسعار في كل المواد الاستهلاكية، لأن شبكة الأسعار ترتبط بقاعدة واحدة، وهذا ما يقود الى ارتفاع كلفة المعيشة بشكل عام في إسرائيل، في كل ما يتعلق بالاحتياجات الاستهلاكية الأساسية، ومنها الى الحياة العامة والترفيه.

والأمر البارز في هذا المجال، أن مسألة "الأغذية الحلال" ليست محكومة فقط لأنظمة دينية يجب الالتزام بها، وإنما أيضا بأن كل هذه الأنظمة مرهونة بمصادقة المؤسسة الدينية التي تحتكر اصدار شهادات الاحتكار، وبضمن هذا الاحتكار كلفة تشغيل عالية لرجال دين يهود مؤهلين لاصدار شهادات.

 وجرت في السنوات الأخيرة سلسلة من المحاولات لكسر هذا الاحتكار، من أجل تخفيف النفقات على استصدار الشهادات، وكلها باءت بالفشل، بسبب رفض الأحزاب الدينية الشريكة في كل الحكومات تقريبا.

وقد بلغ الاحتكار ذروة، برفض المؤسسة الدينية اليهودية الإسرائيلية الاعتراف بشهادات الحلال التي تصدرها مؤسسات دينية يهودية في الخارج، فكل الأغذية التي تنتج في الخارج وتستوردها إسرائيل، يشرف عليها رجال دين يهود إسرائيليون، يتم ارسالهم الى الخارج، مع تمويل اقامتهم ومعيشتهم في الخارج على حساب المُنتج، ما يزيد أكثر من كلفة الإنتاج.

 

أخبار ذات صلة