news-details

كيف أثّر فيروس كورونا على متوسط العمر في البلاد؟

لا شكّ أن فيروس كورونا، الذي فاجأ العالم منذ أكثر من عام قد عبث بحسابات متوسط العمر في العالم كلّه، إلا أنه في إسرائيل على وجه الخصوص، أدى الفيروس إلى ارتفاع في معدل الوفيات الزائدة بشكل ملحوظ، وذلك بحسب دراسة نشرها معهد الأبحاث الاجتماعي- الاقتصادي تاوب. 
وفحص المعهد، البيانات المعدّة لعام 2020، اذ تبيّن أنه في بداية العام الماضي، قبل ظهور كورونا، سُجلت أدنى معدلات الوفيات الزائدة في إسرائيل على الإطلاق، لكنها منذ ذلك الوقت بالذات وهي في ارتفاع.
ولكن نهاية العام، أنذرت بما هو مختلف، اذ ان هناك زيادة إجمالية قدرها 10% إلى جانب انخفاض في متوسط العمر. وكان الضحايا الرئيسيون من الحريديم والعرب.
فحص الباحثون المعطيات حتّى شهر كانون أول من العام الماضي، اذ سجلت حينها 3338 وفاة جراء الفيروس، بينما يوجد الآن بالفعل 5760 وفاة. 
واتضح أنه من بين موجات الوباء، كان معدل الوفيات في إسرائيل أقل مما كان عليه في السنوات الأخيرة، ولكن من أوائل أيلول إلى أوائل تشرين أول، أي في ذروة الموجة الثانية، ارتفع معدل الوفيات الإجمالي إلى المستوى المسجل لآخر مرة قبل ثلاثين عامًا، أي في التسعينيات، عندما كان متوسط العمر أقل بنحو أربع سنوات.
وبحث في الدراسة، الوفيات بحسب الفئات العمرية، وإلى أي مدى تأثرت بالتركيبة العمرية في إسرائيل. وبالنظر الى الزيادة السكانية، ارتفع عدد الوفيات بحوالي 10%. ولكن على الرغم من أن هذه زيادة كبيرة، إلا أنها أقل من الدول الأخرى.
وبوجه عام، نسبة الوفيات الزائدة في إسرائيل أقل من المتوقع بحسب التركيب العمري وأنماط الإصابة بالفيروس. ومنذ انتشار الفيروس، المرضى الذين تم التحقق منهم كانوا بين 20-55 عامًا. بينما كانت نسبة المرضى لمن هم في سن 80 عامًا فما فوق، خلال الموجة الأولى، أعلى بنسبة 40% من نسبتهم بين السكان، وحتّى أيلول قفزت النسبة لنحو 60%، وفي تشرين الثاني ارتفع مجددًا ثم عاود الانخفاض. ولوحظ تصور مماثل بين من يبلغون 60 عامًا فأكثر.
وفي الشهرين الأوليين من عام 2020، سُجلت أدنى معدلات الوفيات - أقل من 11 حالة وفاة لكل 100 ألف مواطن في الأسبوع، اذ يمثل هذا انخفاضًا بنسبة 7% مقارنة بنفس الفترة في الأعوام 2017-2019. ولكن بدأ الشعور بتأثير كورونا على معدلات الوفيات منذ نهاية آذار، وخاصة من بداية تموز إلى نهاية أيلول. وبين الموجات المختلفة نفسها، عادت معدلات الوفيات إلى مستويات أقل مما كانت عليه في 2017-2019.
وأثر معدل الوفيات الزائد على متوسط العمر، والذي من المتوقع أن ينخفض بشهرين. وهذا يعني أن الوفيات الزائدة المرتبطة بكورونا، كان لها قيمة أكبر من الانخفاضات الحادة في معدلات الوفيات بين من هم أصغر سنًا. ومع ذلك، نظرًا لارتفاع معدلات الإصابة بين الشباب، فإن الانخفاض الذي تمت ملاحظته في متوسط العمر هو أيضًا أقل من المتوقع.
وتبين بحسب المعطيات، أن نحو نصف اجمالي المصابين بين من تبلغ أعمارهم 65 عامًا بحلول منتصف تشرين الأول كانوا من الحريديم. وكانت معدلات الوفيات المرتبطة بكورونا بينهم أعلى بأربعة أضعاف من نسبتهم من عموم السكان. لذلك، من المتوقع أن يتركز الانخفاض في متوسط العمر بشكل غير متناسب في مناطق الحريديم.
في المجتمع العربي أيضًا، قد تكون الوفيات الزائدة أعلى، ولكن ليس بسبب معدلات الإصابة المرتفعة بشكل خاص، وانما بسبب الأمراض المزمنة، وخاصة مرض السكري وأمراض القلب الأكثر شيوعًا بين العرب بحسب البحث.
وأوضح البروفيسور الكيس فينرب من معهد الأبحاث، أنه " يجب ان نتذكر ان الانفلونزا عام 2015، قللت ايضًا من متوسط العمر في معظم دول أوروبا بأكثر من ثلاثة أشهر، حتى في الدول ذات جهاز الصحة الأكثر تطورًا".
وبحسب رأيه: "تراجع متوسط العمر بنحو شهرين في عام 2020 بسبب كورونا هو انخفاض معتدل نسبيًا، لكن لم يُعرف بعد ما هو متوقع في عام 2021". مضيفًا: "ذلك بسبب أن معدل الوفيات في الشهرين الماضيين كان مرتفعًا بشكل كبير. ومن المهم أن نعي أن ارتداء الكمامات والحفاظ على التباعد الاجتماعي، يساعد بانخفاض العدوى بأمراض أخرى خاصة في الشتاء الحالي".

أخبار ذات صلة