news-details

محللون إسرائيليون يحذرون من انقلاب سلطوي يمارسه نتنياهو

تصاعدت لهجة التحذيرات في الصحافة الإسرائيلية، من مؤشرات الانقلاب السلطوي الذي يمارسه بنيامين نتنياهو، ومعه أذرع الليكود والحكومة، وقد بزّ من بينهم رئيس الكنيست يولي ادلشتاين، الذين حينما رأى أن أيامه في منصبه شارفت على الانتهاء، بحكم الأغلبية التي قررت الإطاحة به، أغلق الكنيست، ويرفض عقد لجانها، فيما يصر الليكود على عدم إقامة لجنة ترتيبات للكنيست، ويطالب أن تكون متساوية من حيث الأعضاء، مانعا الأغلبية التي ترفض استمرار حكمه.

فقد قالت صحيفة "هآرتس" في كلمة العدد اليوم الخميس، إن نتنياهو وشركاؤه يستغلون حالة الطوارئ حتى النهاية.... دون خجل يستغل الليكود حتى تعليمات وزارة الصحة التي لا تسمح بالاحتشاد كي يخصي التفوق النسبي لازرق ابيض في اللجنة التنظيمية، التي بدونها ليس ممكنا تفعيل الكنيست حتى يتشكل الائتلاف. وذلك رغم أن الكنيست استثنيت من تعليمات وزارة الصحة، وعلى اي حال، وبخلاف التصويت في الكنيست بكامل هيئتها، يمكن لاعضاء اللجنة ان يشاركوا في المداولات من بعيد وان يصوتوا من خلال بطاقة يتركونها". 

وأضافت الصحيفة، "اذا كانت الحكومة تسمح لنفسها بان تستخدم "وسائل رقمية" كي تتابع المواطنين، فمن المؤكد انه يمكن استخدامها لاجل عقد الكنيست بكامل هيئتها، واجراء التصويت وتشكيل اللجان. لقد قال الرئيس رؤوفين رفلين لادلشتاين ان تعطيل الكنيست يمس بقدرة الدولة على اداء مهامها في ساعة الطوارئ. رفلين محق، محظور السماح باسم الحرب ضد الكورونا بانهيار النظام الديمقراطي".

 

  • يعملون لدى نتنياهو

وقال محلل الشؤون الحزبية في هآرتس، يوسي فيرطر في مقاله اليوم، إن "رئيس الكنيست يعمل مثل تكنوقراط وينفذ تعليمات وزارة الصحة، وخلال ذلك ينفذ رغبة الكين ولفين (أي رغبة نتنياهو): منع نقاشات اللجان بوجود اكثر من عشرة اعضاء كنيست. والكنيست ورئيسها لا يقررون خلاف ذلك، هذا القرار يفرض تعادل مصطنع ويبصق في وجه اغلبية الجمهور، الذي سيتم تشويه تمثيله الديمقراطي فعليا". 

وتساءل فيرطر، "لماذا لا يتم في الكنيست اجراء نقاشات يكون عدد من المشاركين فيها من خلال الفيديو، بالضبط مثلما تجري في هذه الاثناء جلسات الوزراء مع المدراء العامين، هنا يقفز مبرر آخر، قانون الكنيست لا يسمح بذلك. وبتصويت متسرع أمس كان يمكن تغيير ذلك".

وتابع فيرطر، "ربما أن ادلشتاين تصرف بهذا الشكل بأمر من رئيس الحكومة السابق. وربما تكون هذه مواقفه. وعلى أي حال، الاهانة التي يسببها لنفسه كبيرة بدرجة لا تقدر مع الاهانة التي سببها له نتنياهو وزوجته ونجله في اوقات مختلفة. وعندما تكون الاساءة الشخصية مرتبطة بسحق الروح المقدسة لمن تم انتخابهم من اجل الحفاظ على كرامة ومكانة الكنيست، فهذا يشكل اسفل الحضيض".

 

  • جهاز حكم مشلول

وقال المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرنوت"، ناحوم بارنيع، "النتيجة غير مسبوقة حقا: لا توجد في اسرائيل حكومة منتخبة، الكنيست المنتخب مشلول، والمحاكم تخضع لرحمة وزير قضاء معين. هذا الفراغ العظيم يملأه شخص واحد: لا جدال، لا رقابة، لا توازن، لا اشراف". 

وتابع بارنيع، "نحن نستصعب الفهم بان المرض يعشعش في داخلنا. هذا الوضع خطير في فترات الهدوء وخطير اكثر في فترات الطوارئ، حين تكون اهمية مصيرية للثقة التي يشعر بها الجمهور تجاه القرارات التي تتخذها السلطة". 

وختم بارنيع كاتبا، "الكورونا سيختفي في النهاية. غير أنه في الديمقراطية لا يعود الناس ابدا الى نقطة الصفر: ما يجري هذه الايام، تحت غطاء الكورونا، لن يصلح بسهولة. وعليه فيجب معالجة الكورونا وكأنه لا تقع أمام ناظرينا عملية تخريب للديمقراطية، والكفاح في سبيل الديمقراطية وكأنه لا يوجد كورونا". 

 

  • يهوذا أعلن الحرب على إسرائيل

وقال الكاتب السياسي أوري مسغاف، في مقال له اليوم الخميس في هآرتس، "تحت رعاية الخوف والشعور بالطوارئ، هناك انقلاب حكومي في إسرائيل. بدلا من الديمقراطية كورونيت كارتيا. على الإسرائيليين أن يفهموا: بينما كنت في عزلة وحبس، سرقت الدولة. إن موافقة جهاز الأمن العام والشرطة على التجسس على المدنيين بالوسائل الإلكترونية ليست سوى الماس في التاج. الكنيست يرفض استبداله".

وتابع مسغاف، "السلطة التنفيذية، التي تمارس السلطة على نفسها وتمنع الرقابة البرلمانية والقضائية على عملياتها، هي حكومة انتقالية لم تكتسب ثقة الجمهور والكنيست. من جانبها، بحكم وجود ثغرات في القانون لم يتوقعها الآباء المؤسسون، يواجهون اتهامات جنائية لمدة عام فشلت في ثلاث حملات انتخابية واحدة تلو الأخرى. الهدف النهائي هو الرفض المستمر لمحاكمته وسرقة السلطة. لم تكن وسائل الإعلام هي الحل منذ فترة طويلة بل كانت جزءًا من المشكلة، وفي هذه الأثناء سمحت له بإلقاء خطاب كل ليلة على الموضوعات كما لو كان والد الأمة. حاكم أبدي للشعب الأبدي".

وختم مسغاف كاتبا، "إنه سباق مع الزمن. أعلن يهوذا الحرب الأهلية على إسرائيل. إذا تقرر ذلك، فسوف يرتفع إلى أنقاضه في بيبيستان. جميع الوسائل كوشير. تعطيل الكنيست والمحاكم، وتجنيد أورلي ليفي أبيقسيس المنشقين واللصوص. هذه السياسة الصغيرة لديها الوقت بالفعل. التحريض أيضا. لأن نتنياهو مشغول بأزمة كورونا، فإن نظامه الدعائي يعمل على مدار الساعة. الهدف هو نزع الشرعية عن أي حكومة برئاسة نتنياهو. الحكومة الطارئة الوحيدة التي يجب مراعاتها هي قيادتها".

 

  • ألاعيب وتلاعبات

وكتبت أوريت ليفي- نسيئيل، في معاريف، "لا شك أن نتنياهو يدير أزمة الكورونا وكأنه لم تكن انتخابات، وهو يسعى لان يواصل تولي منصب رئيس الوزراء وكأنه ليس متهما بالجنائي. وللاسف فإنه مستعد لان يقيم حكومة طوارئ او حكومة وحدة بالتناوب، شريطة ان يكون هو الاول. هذا هو السبب الذي يجعل أعضاء الليكود يستخدمون الالاعيب والتلاعبات كي يمنعوا انتخاب رئيس جديد للكنيست من كحول لفان ويضعون المصاعب امام تشكيل لجان الكنيست التي تراقب عمل الحكومة". 

وأضافت الكاتبة، "مهما يكن من أمر، يدور الحديث عن أشارة تحذير للنظام الديمقراطي في اسرائيل. فالخليط الخطير لانعدام الثقة بالسلطة، القرارات التي تتخذ في الظلام ورئيس وزراء مشبوه بالجنائي، يستوجب من كحول لفان أن يتمسك بوعده الانتخابي المركزي والا يجلس في حكومة برئاسة نتنياهو. الساحة السياسية بحاجة للاشفاء الان، كي يكون بوسعها اعادة بناء اسرائيل في اليوم التالي للكورونا". 

أخبار ذات صلة