news-details

محللون إسرائيليون: الهدوء مؤقت ونتنياهو يتستر على التفاهمات

قال المحللون العسكريون الإسرائيليون اليوم الثلاثاء، إن الهدوء الذي تم التوصل اليه مع قطاع غزة لن يدوم طويلا، وأن رئيس الحكومة الذي يتولى حقيبة "الأمن" بنيامين نتنياهو، يتستر على التفاهمات التي جرت مع حركتي حماس والجهاد الإسلامي. موجهين الانتقادات لأداء نتنياهو بزعم انه اشترى هدوءا من أجل تمرير ذكرى قيام إسرائيل، ومهرجان اليوروفيجين الذي سيكون في تل أبيب الأسبوع المقبل.

وقال المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل، إن "الاتفاق الذي تم التوصل اليه سيؤدي كما يبدو الى هدوء مؤقت، أيام وربما أسابيع. نتنياهو محق في خشيته الأساسية من الدخول في حرب غير ضرورية في القطاع، التي ستكلفنا حياة جنود ومواطنين كثيرين. المشكلة تكمن في الخوف الاسرائيلي من الصورة التي سينظر لها سياسيا لتنازلات الاكبر والتي بدونها فان الاحتمالات ضئيلة لتحقيق استقرار لمدى بعيد نسبيا".

وتابع هارئيل، "بهذه الصورة وبشكل خاص حيث أن قوة العنف تزداد من جولة الى اخرى، فإن مواجهة اخرى مع حماس والجهاد الاسلامي هي فقط مسألة وقت. في الجيش بدأوا الحديث عن احتمالية عملية واسعة في القطاع والنظر اليها كأمر معقول جدا قبل الصيف والخريف القادمين. الغليان المستمر لوعاء الضغط في القطاع الذي ينهار تحت ضعف البنى التحتية المدنية فيها، ينضم لعمليتين مقلقتين في ساحات اخرى المرتبطة أحدهما بالأخرى، الضفة الغربية وبصورة غير مباشرة ايضا التوتر المتزايد بين الولايات المتحدة وإيران".

ويقول هارئيل، "في الضفة يوجد خطر في أن تخرج الامور عن السيطرة بسبب خيبة الأمل في السلطة الفلسطينية من الخطة التي تلوح في الأفق وهي صفقة القرن، مبادرة السلام التي ادارة ترامب تقول الآن إنها تنوي عرضها في شهر حزيران بعد انتهاء شهر رمضان الذي بدأ أمس. الاحباط الفلسطيني يندمج مع ضائقة اقتصادية النابعة من الازمة مع اسرائيل بخصوص اموال السجناء ومن تقليص ميزانية المساعدات الدولية بمبادرة من الولايات المتحدة".

حملة سلامة اليوروفيجين

ويقول المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرنوت"، اليكس فيشمان، في مقال له تحت عنوان "حملة سلامة اليوروفيجين"، "واضح للجميع أن حماس لم توقف النار الا بعد ان حصلت على مقابل مناسب، مع ضمانات. ورئيس الوزراء ووزير الأمن يصر على اخفاء طبيعة هذا المقابل، وذلك على ما يبدو لانه لا يعتز به، وبالمقابل وان كان مسؤولون كبار في جهاز الامن يدعون بان حماس والجهاد الاسلامي تلقيتا ضربات شديدة، ولكن عند التشديد عليهم يعترفون بان احدا لا يعرف كم من الوقت سيستمر الهدوء".

ويقول فيشمان، إن "القيادة السياسية، التي هي اليوم عمليا رجل واحد، نتنياهو، اتخذت أمس فعلا جبانا: بدلا من أن تواجه الانتقاد من اليمين ومن اليسار، وبدلا من الخروج للتفسير ما هي الاعتبارات، ما هي السياسة وما هي النتيجة المطلوبة – فضل نتنياهو الاختباء وراء الجيش، وبعث بالجنرالات ليرووا عن قدرات الجيش التي لا يشكك احد فيها. غير أن هذه ليست قصة ما يسمى في الجيش "حملة حديقة مغلقة".

ويتابع فيشمان، "وفقا للرواية التي تبناها جهاز الامن، فان ايام المعركة الثلاثة الاخيرة هي وليدة نية الجهاد الاسلامي التخريب على اليوروفيجين. وكانت الفكرة خلق استفزاز يجر الى مواجهة محدودة تردع ممثلي الدول والسياح عن المجيء، وهكذا الحاق ضرر في صورة اسرائيل. لهذا الغرض، نفذت سلسلة من الاستفزازات التي فشلت الى أن جاء يوم الجمعة ونجحوا في اصابة ضابط اسرائيلي بنار قناصة".

وحسب فيشمان، فإنه "في هذه الجولة عمل جهاز الامن على اساس تعليمات سياسية قضت بانه محظور التدهور في الحدث نحو الحرب. وبالفعل، عمل الجيش على شفا ذاك الخط الاحمر الذي يمكنه منه التدهور الى المواجهة. اليد العسكرية – في الاستخبارات وفي قيادة الجنوب وفي سلاح الجو ايضا – قامت بعمل دقيق. ولكن هدف المواجهة، وفقا للقيادة السياسية، كان التسبب الا يخرب الجهاد الاسلامي على اليوروفيجين. ولكن هل يوجد حل ما يمكنه اليوم ان يتعهد بان اي جهة عاقة او خلل فني لن يؤدي الى اطلاق صاروخ ما نحو غوش دان؟".

تعادل خاسرين

وقال المحلل سيفر فلوتسكر في مقال، في صحيفة "يديعوت احرنوت" تحت عنوان "تعادل الخاسرين"، إن "كل جولة قتالية بين الجيش الاسرائيلي وحماس (والجهاد) منذ حملة الرصاص المصبوب في 2008/2009 تنتهي بتعادل خاسرين. هكذا حصل ايضا في الايام الثلاثة الماضية. قتل اناس، دمرت حياة، تفاقمت صدمات – وكله عبثا. عدنا مرة اخرى، نحن وغزة، الى النقطة ذاتها. الى المأزق ذاته. لا توجد فرحة نصر لا في غزة ولا في القدس، فقط شعور الخسارة المتبادلة".

ويضيف فلوتسكر، "معقول الافتراض بان ما حصل في نهاية الاسبوع الماضي كان الجولة القتالية الاكبر الاخيرة بين دولة اسرائيل ودولة غزة. تعالوا ألا نوهم انفسنا: لن تكون "ضربة ساحقة" اخرى ولن تكون "عودة الردع" اذ لم يعد ممكنا اعادته".

ويرى فلوتسكر أن "غزة لن تنتعش اقتصاديا حتى لو اقرت اسرائيل بان يدخل اليها 200 مليون دولار اخرى من دول الخليج. من اجل تحول حقيقي يجب استثمار العديد من مليارات الدولارات فيها، وهذه لن تأتي الى قطاع غزة قبل ان تعود السلطة الفلسطينية للحكم فيها".

استراتيجية "المال مقابل الهدوء"

ويقول اللواء احتياط عاموس يدلين في مقال له في صحيفة "يديعوت أحرنوت"، إن "ميزان ايام المعركة الاخيرة بين اسرائيل وحماس مختلط، إذ ان المشكلة الجذرية لم تعالج: اهداف اسرائيلية مغلوطة. بدلا من تحديد هدف هو ترميم الردع ومعالجة تعاظم قوة حماس في المدى المتوسط، واضعافها واستبدالها في المدى البعيد، تتبنى اسرائيل استراتيجية "المال مقابل الهدوء"، والتي تثبت حماس وتضمن اياما قتالية اخرى، ان لم تكن حرب بحجم كامل".

ويقول يدلين، إنه "الى جانب الانجازات، تبرز الجوانب السلبية جدا. فالنتائج الحقيقية والقاسية هي أربعة قتلى اسرائيليين، عشرات الجرحى وتشويش جديد لنمط الحياة. في المستوى الاعمق، فان حماس مرة اخرى تملي توقيت ايام القتال وموعد وشكل انهائه. يدخل الجمهور في اسرائيل في المواجهة بينما لا يعرف ما هي معايير التسوية المنشودة، ويخرج منها دون أن يعرف ما الذي اتفق عليه. ما نعرفه نحن حقا هو أن اسرائيل تواصل الدفع لمنظمة الارهاب وترفض الحديث مع الجهة التي تعترف بها الاسرة الدولية كصاحبة السيادة- السلطة الفلسطينية. والرسالة للفلسطينيين هي ان من يستخدم الارهاب على اسرائيل يحقق اهدافه اكثر ممن يمنعه".

 

أخبار ذات صلة