news-details

مسؤول في الخارجية الأوروبية يحذر من تأثر العلاقات مع إسرائيل سلبا

حذر مبعوث العلاقات الخارجية وسياسة الأمن في الاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، اليوم الثلاثاء، من احتمال تأثر العلاقات بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي سلبا على خلفية فرض ما تسمى "السيادة الإسرائيلية" على المستوطنات ومناطق شاسعة من الضفة المحتلة.

وقال بوريل الذي تولى في سنوات الألفين الأولى رئاسة البرلمان الأوروبي، في مقال له في صحيفة "معاريف"، "عندما توقفت المفاوضات أصبح النزاع والاحتلال المترسخ واقعا يوميا. لقد تحقق في السنوات الاخيرة تقدم طفيف للغاية، والوضع الراهن الحالي لا يوفر اجوبة مجدية ولا يمكنه أن يستمر الى الابد. الحقيقة القاسية هي ان فقط العودة الى مفاوضات حقيقية يمكنها أن تحقق للإسرائيليين والفلسطينيين ما يتمنونه حقا: السلام الدائم والامن. من المؤلم ان نرى فرصة حل الدولتين- السبيل الوحيد الواقعي والدائم لإنهاء النزاع- تواجه الخطر في اوروبا. ان معنى خطة الضم، كما أعلنتها الحكومة الإسرائيلية، هو نهاية هذا الحل. وتعتقد دول الاتحاد الاوروبي أن الضم يخرق القانون الدولي ونحن نستغل كل مناسبة لإيضاح هذا بروح من الصداقة لحكومة إسرائيل".

وتابع بوريل كاتبا، إن "الضم يؤثر على الناس. سيؤثر ليس فقط على الفلسطينيين، بل وعلى الاسرائيليين ايضا، على الدول المجاورة وحتى علينا في اوروبا. لكل خرق للقانون الدولي ولا سيما في ظل ضم للأراضي، توجد تداعيات على النظام العالمي القائم على اساس القانون وبالتالي من شأنه أن تكون له تداعيات سلبية على مناطق نزاع اخرى. الضم ليس السبيل للسلام مع الفلسطينيين ولتحسين أمن اسرائيل. وهو لن يعزز مسيرة المفاوضات مثلما يدعي البعض. على المفاوضات ان تبدأ من المبادئ الدولية المقرة، والتقدم من هناك. في نهاية المطاف فان الفلسطينيين والاسرائيليين على حد سواء لن يذهبوا الى اي مكان، بحيث أنكم ملزمون بإيجاد السبيل للسلام بينكم. توجد نماذج للتعاون بينكم، وينبغي الاشارة اليها ايجابيا وتوسيعها وليس تقويضها".  

وقال، "إن المس بالساحة الدولية من خلال تقويض واحدا من المبادئ الاساسية التي جعلت العالم أكثر أمانا، واعطاء شرعية لاكتساب الاراضي بالقوة سيكون دوما غير مقبول على الاتحاد الاوروبي. ستكون للضم من طرف واحد تداعيات سلبية على أمن المنطقة واستقرارها ايضا. وهو سيعرض للخطر اتفاقات السلام لإسرائيل مع جيرانها، وسيمس جدا بالسلطة الفلسطينية وبفرصة حل الدولتين. فهل يمكن لإسرائيل أن تأخذ المسؤولية عن ملايين الفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة الغربية بكل ما ينبع عن ذلك من تداعيات سياسية واجتماعية؟".

 وختم المسؤول الأوروبي كاتبا، إن الضم لن يحل المشاكل بل سيخلق مشاكل اخرى، بما فيها المشاكل الامنية. في الخطاب الدولي في هذا الموضوع أعرب عن هذا الرأي عدد متزايد من الشخصيات والمنظمات اليهودية ايضا. إن اوروبا واسرائيل قريبتان جدا ليس فقط جغرافيا، بل وايضا ثقافيا واقتصاديا. توجد علاقة قوية بين اسرائيل واوروبا ونحن نريد ان نعزز ونعمق علاقتنا أكثر فأكثر، لا أن نرجع بها الى الوراء. ولكن هذا سيحصل بشكل محتم إذا ما تم الضم احادي الجانب. لا يمكن فرض السلام، يجب الوصول اليه بالمفاوضات، رغم المصاعب الموجودة على الطريق. كما أن السلام يمكنه أيضا أن يؤدي الى فرص اضافية لتنمية علاقات الاتحاد الاوروبي مع اسرائيل – هذا هام بالنسبة لنا، وينبغي أن يكون في مركز مساعينا".

أخبار ذات صلة