قال مسؤولون كبار في أجهزة المخابرات الإسرائيلية، العسكرية والعامة والخارجية، ضمن نقاشات مغلقة في الأيام الأخيرة إنه ينبغي تهدئة التوترات البحرية مع إيران، وأوصوا بالامتناع عن الرد على ما سموه "العدوان" الذي قالوا إن ايران نفذته على مستوى مدني ضد سفن مملوكة لإسرائيل، وفقًا لـما جاء في"واللا" صباح الأحد.
يأتي ذلك وسط تقارير تفيد بأن إسرائيل مسؤولة عن الهجوم على سفينة إيرانية هذا الأسبوع، فضلاً عن الانفجار الموصوف "بالغامض" لسفينة إسرائيلية في خليج عمان.
وبحسب الموقع، فقد قال أحد المصادر إنه في الوقت الذي توجد فيه إدارة جديدة تقوم بصياغة السياسات في الولايات المتحدة، ومن ناحية أخرى تتفاوض مع طهران بشأن الاتفاق النووي، فليس من الصواب التصرف بعدائية ضد إيران. مضيفًا: "حان الوقت للتهدئة في هذه المرحلة رغم أنهم كانوا يعملون في فضاء مدني وهذا أمر خطير للغاية" وفقًا لأقواله التي نقلها "واللا".
ووفقًا للمسؤولين، يمكن أن يتدهور الوضع بسهولة، ذلك لأن الطريق البحري من آسيا إلى إسرائيل حساس بشكل خاص في منطقة مضيق هرمز، الذي يفصل الخليج عن خليج عمان، وعرفت سابقًا على أنها منطقة حدثت فيها ردود فعل إيرانية في العقد الماضي. وبحسب مصادر أمنية، فإن رئيس الأركان أفيف كوخافي يؤيد أيضًا نهجًا يسعى إلى تهدئة التوتر البحري المتنامي.
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية كشفت الخميس أن إسرائيل استهدفت ما لا يقل عن 12 ناقلة نفط إيرانية أو تحمل نفطا إيرانيا متجهة إلى سوريا خلال السنة ونصف الماضية.
وذكرت الصحيفة في تقرير لها يستند إلى أقوال مسؤولين أمريكيين وإقليميين، أنه منذ أواخر عام 2019 استخدمت إسرائيل أسلحة تشمل ألغاما بحرية لضرب السفن الإيرانية أو تلك التي تحمل شحنات إيرانية أثناء توجهها إلى سوريا، في هجمات نفذت في البحر الأحمر وفي مناطق أخرى بالمنطقة.
وذكر التقرير أن الهجمات الإسرائيلية استهدفت كذلك سفن شحن إيرانية تنقل بضائع أخرى، اذ يدعي أن في جزءٍ منها شحنات أسلحة. ولفت إلى أنه "لم يسبق أن تم الكشف عن هجمات استهدفت ناقلات نفط إيرانية، علما بأن مسؤولين إيرانيين كانوا قد أعلنوا عن هجمات استهدفت قطعهم البحرية، في وقت سابق، وقالوا إنهم يشتبهون بتورط إسرائيل".
واعتبرت الصحيفة أن الهجمات الإسرائيلية على ناقلات النفط الإيرانية "تمثل بعدا جديدا في الحملة الإسرائيلية لمواجهة التموضع العسكري والاقتصادي لإيران في المنطقة"، مشيرة إلى أنه "منذ العام 2018، نفذت إسرائيل مئات الضربات الجوية، معظمها على مناطق في سوريا، بحجة منع إيران من تعزيز نفوذها الإقليمي".
وقال التقرير إن الهجمات الإسرائيلية جاءت "تحسبا من استفادة إيران من أرباح النفط، لتمول "أذرعها" في الشرق الأوسط"، مشيرا إلى أن "بيع النفط الإيراني تواصل على الرغم مع العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران والدولية المفروضة على سوريا".
وزعم التقرير، أن الحرس الثوري الإيراني هو الذي يسيطر على شحنات النفط الإيرانية المتجهة إلى سوريا، وأن الغرض من هذه العمليات الإيرانية هو الالتفاف على العقوبات المفروضة على كل من إيران وسوريا لـ"تمويل الحرس الثوري"، مشددا على أن "مثل هذه الشحنات غالبا ما تحمل نفطا بمئات الملايين من الدولارات".
ونقلت "وول ستريت جورنال" عن "مسؤولين عسكريين إقليميين"، قولهم إن "الشاحنين غالبا ما يعلنون عن وجهات خاطئة لناقلات النفط، ويستخدمون ناقلات قديمة صدئة لتجنب الأخطار، وأحيانا ينقلون النفط من سفينة إلى أخرى في عرض البحر لتجنب اكتشافه".
وتجري المناقشات في وزارة الحرب الاسرائيلية، بعد أن شهد الأسبوعان الماضيان تصعيدًا للتوتر، بين الدولتين بشأن هجمات على سفن في الخليج والبحر الأبيض المتوسط. اذ قال مصدر في فريق التحقيق في إيران أيضًا إن إسرائيل مسؤولة على الأرجح عن الهجوم على سفينة "ايران شهركرد" يوم الأربعاء 11 آذار في المياه الدولية بالبحر الأبيض المتوسط، وادى ذلك الى الحاق اضرار بهيكل السفينة. فينا لم تعلق إسرائيل بعد على الحادث.