news-details

هل تمرر إسرائيل رسائل بمسؤوليتها عن التفجير الأخير في إيران

قالت مصادر إيرانية في نهاية الأسبوع، إنه يحتمل أن تكون إسرائيل قف من وراء الانفجار في المنشأة النووية نتناز، في إيران، التي يدعي الغرب وإسرائيل بضمنه، أن في فيها "اجهزة الطرد المركزية الحديثة والاكثر سرعة، التي تسرع وتيرة تخصيب اليورانيوم". وإسرائيل لم تنف ولم تعقب على التصريح الإيراني، إلا أن عسكريين ومحللين عسكريين، نشروا تحليلات أو منشورات قصيرة، تحت صيغة "إذا إسرائيل"، وحسب تجارب السنين، فهذا نحو من تمرير الرسائل غير المباشرة، وأحيانا تكون اعترافا ضمنيا، خاصة وأن الكتّاب هم من المقربين للمؤسسة العسكرية، وأحيانا ينطقون بلسانها بشكل غير مباشر.

ففي نهاية الأسبوع، نشر رئيس معهد بحوث الامن القومي في اسرائيل، الجنرال احتياط عاموس يادلين، في صفحته في تويتر بأنه "اذا تم اتهام اسرائيل من قبل جهات رسمية (ايرانية)، يجب أن نكون على استعداد عملي لاحتمالية رد ايراني عن طريق السايبر، أو عن طريق اطلاق الصواريخ في سوريا أو عن طريق عملية في الخارج". وهذا المنشور على لسان يادلين، من شغل في الماضي منصب رئيس الاستخبارات العسكرية في جهاز الاحتلال، ظهر قبل أن تصدر تصريحات إيرانية في وكالة رويترز، تتهم إسرائيل بالاتفجار.

أما المحلل العسكري في هآرتس، عاموس هارئيل، فقد نشر تقريرا اليوم الأحد، يستعرض فيه سلسلة التفجيرات التي شهدتها إيران في الأيام الأخيرة، منها أماكن لا علاقة لها بالمشروع النووي، وفق تقريره، ولكنه يسلط الضوء على التفجير في نتناز، ويقول إن إيران اهتمت بها على وجه الخصوص، إذ يزعم الغرب، كما ذكر، أنها منشأة فيها اجهزة الطرد المركزية الحديثة والاكثر سرعة، التي تسرع وتيرة تخصيب اليورانيوم.

وكتب هارئيل، "يمكن التخمين بأنه يوجد للهجوم في نتناز هدف مزدوج. الاول، نقل رسالة الى طهران بأنه يوجد ثمن لسلوكها، الذي يشمل الى جانب التقدم في الموضوع النووي ايضا انتاج صواريخ بعيدة المدى ومساعدة التنظيمات الارهابية في لبنان وسوريا والعراق. والثاني، في المجال العملي، تشويش تقدم ايران الجديد نحو انتاج القنبلة" حسب تعبير الكاتب.

وأضاف، أن "مستوى الضرر الذي اصاب المنشأة في نتناز لم يتضح بشكل كامل. معهد العلوم والامن الدولي في واشنطن (آي.اس.آي.اس) حلل صور للاقمار الصناعية من الموقع وقرر أن الحريق الذي شوهد في الموقع كان في مشغل لتركيب اجهزة الطرد المركزي. هذا المشغل يقع قرب منشأة التخصيب. وحسب اقوال المعهد فان هذا المشغل هو "جزء حيوي من البرنامج الايراني لتشغيل آلات اجهزة الطرد المركزي المتطورة".

وما يمكن اعتباره تلميحات لما جرى، قول هارئيل، "يبدو أن جميع الاطراف المشاركة تعمل من خلال النظر الى جدول زمني يمكن أن ينتهي في شهر تشرين الثاني القادم في موعد الانتخابات الرئاسية في اميركا. ترامب انسحب من الاتفاق النووي، وبعد ذلك استخدم سياسة "ضغط اقتصادي بالحد الاعلى" على ايران وعلى الشركات الاجنبية التي تتعامل معها. في بداية كانون الثاني، عشية اندلاع ازمة الكورونا، قام الاميركيون بخطوة استثنائية وهي اغتيال الجنرال قاسم سليماني اثناء زيارته في العراق. واذا تبين أن الاميركيين لهم علاقة بالهجوم في نتناز فهذا سيكون اشارة الى أن ترامب مستعد لاستئناف الخط ضد الايرانيين في الاشهر الاربعة التي بقيت له حتى موعد الانتخابات، التي تتنبأ له فيها الاستطلاعات بهزيمة ساحقة لصالح جو بايدن".

وأضاف، أن "نتنياهو يدعو منذ فترة طويلة وبشكل علني الى اظهار قبضة حديدية أشد تجاه ايران، حتى بسبب الخروقات في المجال النووي. وفي نفس الوقت تم الابلاغ عن تسريع الهجمات الاسرائيلية ضد مصالح ايرانية في سوريا. وفي عدد من الحالات نسبت لاسرائيل ايضا هجمات بعيدة جدا قرب الحدود بين سوريا والعراق".

وختم هارئيل كاتبا، "الرئيسان، ترامب ونتنياهو، يواجهان في الداخل ازمة اقتصادية وصحية غير مسبوقة، مقترنة ايضا بتهديد مستقبلهما السياسي. والآن ربما هما يتبعان خط اكثر تشددا ضد ايران. وهذا يمكن أن يكون له تداعيات اقليمية كبيرة حتى لو كانت الدول الثلاث غارقة في ازمة الكورونا. ويبدو أنها تقوم الآن بالعمل بصورة سيئة بشكل خاص في تعاملها مع الفيروس".









 

أخبار ذات صلة