news-details

هل سيقود ساعر انشقاقا هادئا، أم هي فقاعة؟| برهوم جرايسي

قراءة أولية

انشقاق غدعون ساعر عن الليكود، قد يفتح الباب أمام احتمال انشقاق هادئ في الليكود، في الأساس ممن يمكن تسميتهم "ضحايا بنيامين نتنياهو"، السابقين والحاليين، رغم أنه حينما قرر ساعر التمرد على نتنياهو، والزامه باجراء انتخابات لرئاسة الليكود، قبل عام من الآن، لم يجد ساعر إلى جانبه سوى نائبين من كتلة الليكود، ولربما كان غيرهما، ولكنهم لم يجاهروا؛ ويومها حصل ساعر على 28% من أصوات الناخبين في الحزب، وهي نتيجة مذلة له، ولكنها مؤشر لعدم رضى ليس قليلا في الليكود عن نتنياهو.
من السابق لأوانه معرفة مدى قوة خطوة ساعر وانعكاسها على الليكود، ولكنها تشكل تحديا لشخص نتنياهو، الذي يسعى للحفاظ على كونه يرأس أكبر كتلة برلمانية من دون منافس، وكل خسارة في المقاعد، ستنعكس على نتنياهو والليكود سلبا.
على الأغلب، فإن استطلاعات الرأي، ابتداء من اليوم، وفي الأيام اللاحقة، ستُغدق على ساعر عدة مقاعد برلمانية، قد تكون على حساب كل الأحزاب والقوائم المحسوبة على اليمين الاستيطاني، ولربما غيرها. ولكن هذه الاستطلاعات لن تكون مقياسا، لأن ما سيحدد مصير ساعر ستكون التشكيلة التي سيخرج بها لجمهور الناخبين، كما أن توقيت الانتخابات سيلعب دورا، فهناك من يعتقد أن نتنياهو سيكون معنيا بتأجيل أكثر لموعد الانتخابات، بتقديم تنازلات لكحول لفان، كي يقلل من الحماسة في اتجاه ساعر.
ولكن لا توجد خيارات كثيرة امام نتنياهو، الذي تحكمه مصلحته الشخصية، المرتبطة أساسا بتوقيت محاكمته بقضايا الفساد، في حال بقيت المحكمة في موعدها، لسماع شهود النيابة ضده، في الأسبوع الأول من شهر شباط المقبل، وبواقع ثلاثة أيام أسبوعيا ولعدة أسابيع.
هذا يعني، إذا جرت الانتخابات في آذار المقبل، فإن نتنياهو سيمضي وقتا جديا من فترة حملته الانتخابية في قاعة المحكمة، ولكن القضية لا تنتهي عند هذا الحد، فالصحافة سترافق المحاكمة، وستنقل للجمهور شهادات الاثبات، مع تركيز خاص على الشاهد الملكي، مدير مكتب نتنياهو الأسبق نير حيفتس. وفي هذا ستكون ضربة معنوية لنتنياهو، ولكن في هذه أيضا، لا يمكننا معرفة مدى تأثيرها منذ الآن، لأن نتنياهو خاض ثلاث جولات انتخابية، في ظل لوائح الاتهام ضده، ولم يتأثر، لا بل زادت قوة الليكود برلمانيا.
وعلى أساس ما سبق، فإن نتنياهو معني بانتخابات في شهر حزيران، بالأساس بسبب محاكمته، ولكن أيضا من أجل الابتعاد عن أزمة الكورونا، والأزمة الاقتصادية الملازمة لها.
ساعر سينافس نتنياهو من اليمين الأشد تطرفا، حتى وإن تستر على بعض مواقفه لغرض التوسع نحو جماهير ما يسمى بـ "الوسط"، إلا أنه من الصعب عليه أن يستر كل مواقفه، فهو من أنصار ما تسمى "ارض إسرائيل الكاملة" ومؤيد كليا لضم الضفة، ويرفض أي كيان للفلسطينيين يسمى "دولة"، مهما كانت مواصفاتها.  
في الأيام المقبلة، قد يُطلق نتنياهو جوقته في صفوف الليكود، لمهاجمة ساعر، وبقدر ما يكون الهجوم أشد، فإن صاحبه سيقترب من طاولة نتنياهو أكثر، بينما سيختار آخرون الانتظار، لمعرفة مصيرهم في الانتخابات الداخلية التي سيشهدها الليكود قبل الانتخابات المقبلة، لاختيار قائمة الحزب. 
ما يمكن قوله منذ الآن، هو أن الانتخابات المقبلة ستكون مختلفة عن الجولات الثلاث، وستنتج حالة تفتت أشد في الكنيست، ما قد يساهم في توسيع حالة عدم الاستقرار في الحُكم الإسرائيلي.

أخبار ذات صلة