news-details

هل يستعمل الجيش والشرطة في البلاد تكنولوجيا تمييز الوجوه؟

توجّهت جمعية حقوق المواطن الشهر الماضي بدعوتين قضائيتين، حسب قانون حريّة المعلومات، بطلب من شرطة إسرائيل وجيش الاحتلال تزويدها بمعلومات حول استعمال تكنولوجيا تمييز الوجوه في داخل إسرائيل وفي المناطق المحتلة. وذلك بعد رفض طلبات سابقة في هذا المجال.

وقال المحامي غيل غن-مور من الجمعية أن رفض الشرطة والجيش تزويد الجمهور بمعلومات حول استعمال هذه التكنولوجيا يعتبر أمرًا غير عاديًا على الساحة الدولية، "حيث يقوم الجيش والشرطة في الدول الأجنبية بمشاركة الجمهور بهذه المعلومات بمبادرتهم الذاتية، مع تزويد شرح حول استعمالها وأهدافها وكيفيّة تحديدها." وأكد المحامي أن هذه التكنولوجيا تعتمد على تتبع الجماهير الواسعة، وهي ليست موجهة فقط ضد عالم الإجرام، فاحتمال الضرر وارد على الجميع".

وتم تقديم الشكاوى للمحكمة للشؤون الإدارية في القدس، دون الخوض في حالات عينية وخاصة، بل طلبًا لمعلومات موسعة من اجل منح الكنيست الفرصة والمعلومات اللازمة لترتيب هذا المجال وكيفية استعمال هذه التكنولوجيا وتحديدها.

وانتشرت تقارير دولية عديدة في العام الماضي حول الاستعمال غير القانوني لتكنولوجيا تمييز الوجوه، وتطرقت بعضها إلى السلطات في إسرائيل واستعمالها في البلاد والمناطق المحتلة.

وتتواجد تكنولوجيا شركة AnyVision الاسرائيليّة في مركز هذه التقارير. حيث أشار احد التقارير الى استعمال هذه التكنولوجيا للتجسس ومراقبة الجماهير في الضفة الغربيّة المحتلة والقدس الشرقية لكن الشركة انكرت التهم وهددت بمقاضاة كل من ينشر عنها .

وأعلنت شركة ميكروسوفت في شهر اذار/مارس الماضي سحب استثماراتها من الشركة بعد تحقيق داخلي أجرته حول المس الممكن لمعايير استخدام التكنولوجيا. وأكدت ميكروسوفت انه لم تثبت التهمة على الشركة لكنها قررت "رغم ذلك سحب الاستثمارات". وعلى ضوء الاحتجاجات التي تلت مقتل جورج فلويد في أمريكا أعلنت كل من ميكروسوفت،  IBMوشركة أمازون وقف استعمال التكنولوجيا حتى فحصها بشكل اكثر جذري.

وتشكل هذه التكنولوجيا وحقيقة تعقبها للجماهير الواسعة وليس فقط للمشتبهين او المجرمين، تشكل مسًا خطيرًا في حقوق المواطنين وخاصة الحق في الحركة والحق في الخصوصيّة. وتغير هذه التكنولوجيا الوضع القائم الذي يلزم السلطات تقديم طلب للمحكمة واستصدار موافقة لمراقبة أي مشتبه، حيث تمكّن هذه التكنولوجيا تجاوز المحكمة واستصدار كمية رهيبة من المعلومات والتجسس بكبسة زر.

وتشير تقارير عديدة ان هذه التكنولوجيا تميّز ضد الأقليات، النساء وسود البشرة وتحولهم إلى أهداف سهلة للتعقب وتمييزهن عن دونهم.

أخبار ذات صلة