news-details

إنتخابات برؤية نسوية 

منذ اللحظات الأولى لبث الدعاية الانتخابية ونشر صور مرشحيها ، اثلج صدورنا العنصر النسوي الآخذ بازدياد ووقوف المرشحات على المنصة بثقة وقوة ولم يكن لحضورهن هدف الوردة التي تزين جاكيت الرجال المرشحين في القائمة. 

بعدها توالت الكلمات والمداخلات والنقاشات فكانت تحمل رسالة واضحة ، ليست رسالة نسوية ومجرد كلام ممجوج عن المساواة وغيرها بل يستشف السامع لهؤلاء المرشحات اندماجهن في العمل السياسي وهذا اكثر ما اردناه دائما ، ان تكون المراة شريكة في العمل السياسي وليست مجرد داعمة او جمهور يصفق.

قبل اللٌحظات الحاسمة ليوم الانتخاب نشطت حركة النساء  معتمدات على قوة تأثيرهن يدفعهن الوعي لوضع جماهيرنا العربية وقد عبّرن عن هذا في مواقع التواصل والفيسبوك، أولها الترويج لقائمتنا المشتركة لإنجاحها وفوز مرشحينا الذين نعرفهم جيدا والتقينا معهم وجها لوجه، فهم ابناء بلدنا وأهلنا ونحن مجتمع عربي قروي ما زال تواصلنا يتسم بالواسع. 

 صفحات كنت أمر عليها مر الكرام ولا أتواصل نظرا لمواضيع لا تقترب كثيرا من اهتمامي الأول وهو عالم الأدب، لكنني فوجئت بنشاط مكثف بل شديد الكثافة في (الجروبات)وصفحات الطهي وصبايا الخير والفيديوهات والرسائل النصية أنٌ التواجد النسوي أكثر من رائع والخلاصة والشعار المشترك بسطر  واحد: علينا إنجاح القائمة علينا تلقين العنصرية درسا.. اتحادنا قوتنا.

لم تنشغل المواقع بأمر سوى الإنتخابات وعنصرية نتنياهو وتحريضه ونوابنا الذين يستحقون الدعم الكامل والمخلص.

كل كلمة ونهفة وهمسة تم التقاطها وقد سعدت بعد الإنتخابات حين التقيت عدة نساء اأشرن الى منشوري المتواضع واكٌدن أن تأثير الكلمة ساهم إلى حد كبير.

لا أستثني أحدا ، لكنني كرٌستُ اهتمامي  لألاحقُ أسماء  من جمهور بسيط عادي يدفعه إخلاصه وانتماؤه فلم يتوقف لحظة عن توجيه النداء الحار والتشديد والإلحاح : صوتوا.. صوتوا! 

انه الجمهور العادي..الذي أريد الإشارة اليه في هذه العجالة، الجمهور الذي اتمنى الإهتمام ببساطته النقية والتزامه الصادق،إنه الجمهور الذي ناداه الراحل الكبير توفيق زياد وعلينا تكرار النداء بصوت يحمل المحبة والثقة والتواضع فتكون لغتنا وشعاراتنا سهلة الاستيعاب والالتقاط ،  فالنتائج تتحدث عن نسبة التصويت التي ارتفعت بشكل ملحوظ تبشر بالوعي والإنتماء...والمقدرة على معاقبة كل من تسوٌل له نفسه التطاول علينا وعلى مستقبل أولادنا وعرضنا ووجودنا وهويتنا.

هل عاقبنا ؟ هل بلٌغنا ؟ أجل وصوتنا المدوي سيكون نقطة نظام! ومرحلة جديدة في هبة جماهيرية تدمع العين فرحا كما يوم الأرض الأول، أرجو الا تتهموني بالمبالغة.

أحبتي علينا ألا نبخس هذا الإنجاز المعنوي والوطني حقه ومقداره.  اطلاعنا ووعينا السياسي ومعرفتنا كانوا  قوتنا.وللعمال والجمهور الشعبي الواسع ملح الأرض الحقيقي  الف تحية.

 

(أسمهان خلايلة)

أخبار ذات صلة