news-details

الذين يتململون في القبور

عشية كل انتخابات محلية وقطرية وغداة كل انقلاب في بلد عربي اعود بذاكرتي الى ما قاله  الفلاسفة عن شهية البعض للسلطة.

هكذا يُنزل عشاق الكراسي المعشوقات عن الصهوات المخملية ومن على اسرّة الملذات الحريرية.

مقولات تنسحب على رؤسائنا العرب المتشبثين بالسلطة وامتطاء جياد الهيمنة ولو طحنت سنابكها الطيبين الخيّرين!

في بلاد الربيع العربي وفي قرانا الصغيرة ومدننا الكبيرة هنا وهنا يحاولون صرف الحاكمين المتحكمين عن عروض (مدى الحياة) فينجحون ولكن سرعان ما يطل علينا عشاق جدد مماثلون!

هذه الوقائع تأتينا بعيد كل انتخابات عندما يعود المتسلقون الى تسلق سلالم الهيمنة والجلوس على كراسي الحل والربط والقهر والضغط.

عندما يتململ شهيد من الشهداء يريدنا تتويج الاصلاء الطيبين بدلا من تجديد ولاية الدجالين غير الانقياء.

مشاهد المنتخبين غير المناسبين في الكثير من ربوعنا تُذكي حرائق الفساد في اكثر من مكان واكثر من زمان.

هنالك في تاريخنا الانتخابي بقع ضوء لامعة زاهية لا ننساها.. لنتذكر على سبيل المثال ما جرى وما يجري في السودان هذه الايام. لقد عرض تلفزيون الخرطوم صورا مرعبة دامية لمجازر تحصد ارواح المواطنين وابنائهم الطلبة الابرياء بعد تغييب طغيان الطاغية عمر البشير.

ان تلك المشاهد استدعت الى ضمائرنا نحن العرب القابضين على الجمر رجلا اسمه سوار الذهب – الرئيس الاسبق للسودان الذي أطل حاكما بغير رغبته وترك السلطان طوعا متسربلا بدمقراطية عز نظيرها.

ما أحوج السودان وما احوج بلادنا الى حكام كعبد الرحمن سوار الذهب طيب الله ثراه.. حكام شرفاء ميامين ينضوون تحت راية المصلحة الوطنية ولا يتشبثون بالكراسي التي لا تدوم!! ان العظماء امثال سوار الذهب يتململون في قبورهم متحسرين على بلاد يعتلي كراسي حكمها اهل الشهوات واهل الموبقات.

سهيل عطاالله

أخبار ذات صلة